أكد خبراء تقنية أن عمليات الدفع الإلكتروني عبر الانترنت ما زالت ضعيفة جدا في المملكة رغم الجاهزية المصرفية لهذا النوع من التعاملات التجارية. و قالوا أن أهم المشاكل التي تعيق المدفوعات الإلكترونية غياب الأمان و غلبة عناصر المخاطرة و سهولة التلاعب في المعاملات التي تجرى بواسطتها. و يخشى كثير من المستخدمين من إمكانية اختراق المواقع التجارية المحلية من جانب قراصنة الانترنت «Hackers « وهو ما يحدث الآن بشكل واسع عالميا حتى وصل الأمر مؤخراً إلى اختراق مواقع الشركات الكبرى , و ما ترتب على ذلك من خسائر مادية ضخمة و سرقة لحسابات المستخدمين و المشتركين ، كما حدث مع شبكة سوني «بلاي ستيشن». و قال الخبير التقني عبد الرحمن القحطاني أن عمليات السداد و الدفع الإلكتروني عبر الانترنت هي إحدى الخدمات المستحدثة خلال السنوات الأخيرة والتي تتيح للمستخدمين إجراء المعاملات المالية و الدفع والشراء عبر الانترنت من خلال مواقع المتاجر الإلكترونية والشركات الوسيطة. تجارب سيئة واجهت كثيرا من المتعاملين بالدفع الإلكتروني أبرزها عمليات النصب من بعض الشركات و المستهلكين المستخدمين للمتاجر عبر الشبكة , و القصور في تطبيق قواعد حماية الملكية الفكرية ولفت إلى وجود تجارب سيئة واجهت كثيرا من المتعاملين بالدفع الإلكتروني أبرزها عمليات النصب من بعض الشركات و المستهلكين المستخدمين للمتاجر الإلكترونية على الشبكة , و القصور في تطبيق قواعد حماية الملكية الفكرية في العديد من التشريعات , و صعوبة التعامل في كثير من الأحيان نتيجة لتعدد المقاييس المعيارية و التشريعات التي تطبقها الدول المختلفة في شأن نوع المادة و الخدمة المباعة أو كون الدول الغربية على سبيل المثال تعتبر المحادثات عبر مواقع الأسواق الإلكترونية و البريد الإلكتروني في جميع الحالات دليلا ملموسا يؤثر في الفصل في أي خلاف أو قضية على عكس دول أخرى لا تعتبره دليلا قاطعا . وقال أن وجود شركات وسيطة تحفظ للمستخدمين حقوقهم إلى حين وصول المنتج أو الخدمة لهم و تعويضهم في حال اضطروا لذلك ساهم في رفع نسبة الثقة لدى المستخدمين, فالشركات مثل باي بال «PayPal» و التي تعمل على شكل محفظة إلكترونية ، يقوم المستخدم بشحنها بالأرصدة بعدة طرق ، مثل بطاقة ائتمان أو شيك أو تحويل بنكي ، يمكن للمستخدمين إرسال الأموال لبعضهم البعض مجانا ، ولكن هناك رسوم على استقبال الأموال ، كما تستخدم لتوثيق التعاملات عبر مواقع التجارة الإلكترونية كطرف ثالث يضمن حق البائع و المشتري شريطة أن يكونا من مستخدميه. و قال صالح محمد أحد المتسوقين عبر المتاجر الإلكترونية ل» اليوم « أن تباين الأسعار و اختلاف الجودة بين السلع المعروضة في المتاجر المحلية والسلع المعروضة في المتاجر العالمية الإلكترونية دفعه إلى التوجه للشراء عبر الانترنت رغم مخاطره. وتابع « استخدمت موقع «PayPal» لشراء أحد الهواتف الذكية بسعر 790 دولارا , و فوجئت بعد وصول الجهاز أنه بحالة سيئة جدا, مما دعاني إلى أخذ بعض الصور للجهاز ورفع شكوى عبر الموقع بكون المواصفات في العرض كانت مختلفة عن التي وصلتني , فقام الموقع بتقييم سعر الجهاز الموجود لدي بسعر 400 دولار وقاموا بإعادة المبلغ المتبقي من سعر الجهاز 390 دولارا «. وتساءل صالح عن الأساليب و الطرق الكفيلة بحماية المتسوقين من حالات الغش و ضعف الجودة ، مؤكدا أن غياب التشريعات الرادعة جعلت سوق الدفع الإلكتروني بلا رقابة ويشوبه الضبابية وغياب الثقة. من جانبه قال خبير الشبكات الأستاذ سعيد العمودي ل»اليوم» إن وسائل الاتصال و استخدام التكنولوجيا تطورت إلى أن وصلت إلى جيوب المستخدمين عبر هواتفهم و الأجهزة اللوحية , و أشار أن على شركات أمن المعلومات و حماية الأنظمة أخذ هذه النقلة و التطور بعين الاعتبار و زيادة النشاط في مجال أمن و حماية المعلومات من خلال برامج حماية البيانات مخصصة للهواتف الذكية الجديدة . وقال إن شركة جوجل بدأت بمبادرات تندرج تحت حماية تقنيتها الجديدة الخاصة بالدفع الإلكتروني بتقنية تشابه في عملها عمل بطاقات العمل و تصاريح دخول المناطق المحظورة في الشركات و المؤمنة بشكل جيد ضد هجمات الليزر والعديد من أشكال سرقة البيانات , باستخدامها للعنصر الأمني «Secure Element» غير القابل للاختراق من قبل أي نوع من البرمجيات حتى الآن ، حيث يتطلب الوصول إلى المعلومات بجهاز الدفع الإلكتروني التحقق من شخصية المستخدم». وتوقع العمودي أن تواجه هذه التقنيات بعض الصعوبات في بادئ الأمر خاصة في العالم العربي , إلا أن الكثير من الشركات الائتمانية بدأت بشكل جاد تطبيق تقنيات الدفع الإلكتروني عبر الهواتف للشبكات الأكثر شيوعا مثل « citi bank « و « MasterCard «و « visa « و «American express « كما بدأ هذا التوجه بالتطبيق خلال السنوات الأخيرة عبر الاستفادة من الشركات المتعاقدة مع شركات الاتصالات عبر برامج تقدمها لمستخدميها مثل برنامج «قطاف» من قبل شركة الاتصالات السعودية و «نقاطي « من قبل شركة موبايلي . لكن العمودي أبدى تفاؤلا من أن تغير خدمة الدفع بواسطة الهاتف المحمول مفهوم التجارة في العالم ، و أن تحل الهواتف المحمولة قريبا محل المحافظ التقليدية . و أحدثت شركة «جوجل» ثورة كبيرة مؤخرا بإعلانها عن «الهاتف المحفظة»، آخر صيحات طرق الدفع الإلكترونية التي تُغْني صاحبها عن حمل أي نقود أو بطاقات ائتمانية. ويتيح هذا الهاتف لمستخدمي الهواتف الخلوية دفع ثمن مشترياتهم عبر وضع أرقام بطاقاتهم المصرفية أو عبر استخدام بطاقة دفع مسبق ، و الاستفادة في نفس الوقت من عروض خاصة يقدمها التجار في كل أنحاء العالم. و يتم تحصيل مبالغ المشتريات من خلال جهاز الجوال الخاص بالمستخدم ، و ذلك من خلال تمرير جهازه على أجهزة PayPass من شركة ماستر كارد المخصصة للدفع عن بُعد والمتوفرة حالياً في كثير من المواقع و المتاجر المشهورة في أمريكا .