أحكم تنظيم "الدولة الاسلامية" سيطرته امس على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة ايام مع مقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت "الدولة الاسلامية" عززت وجودها في هذه المدينة الواقعة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط الاسبوع الماضي، اثر مبايعة فصيل تابع لجبهة النصرة في المدينة لها، فيما واصل النظام الاسدي حملته الواسعة في ريف دمشق، وقدمت روسيا مشروع بيان رئاسي لمجلس الامن يهدف لمواجهة استيراد النفط من "الجماعات الإرهابية" العاملة في سوريا. وقال المرصد في بريد الكتروني: "سيطرت الدولة الاسلامية بشكل شبه كامل على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة والكتائب الاسلامية". وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الاشتباكات "توقفت فجر امس، والدولة الاسلامية باتت تسيطر على البوكمال"، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة الذين شنوا الهجوم السبت "قتلوا او جرحوا او انسحبوا" الى مناطق اخرى في دير الزور. وأكد متحدث باسم هيئة الاركان في الجبهة الشرقية (التابعة للجيش السوري الحر) سيطرة "الدولة الاسلامية" على البوكمال. وقال عمر ابو ليلى لوكالة فرانس برس عبر الانترنت: إن "البوكمال سقطت" في يد "الدولة الاسلامية"، مضيفا: إن "المعارك كانت شرسة. من جهتها، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بالافراج عن اكثر من 130 طالبا كرديا يحتجزهم تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ اكثر من شهر في شمال سوريا، بحسب بيان اصدرته امس. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان التنظيم الجهادي خطف في 29 ايار/مايو، نحو 153 طالبا على الطريق بين مدينتي حلب ومنبج في شمال سوريا، اثناء عودتهم الى مدينة كوباني (عين العرب) بعد تقديمهم امتحانات الشهادة المتوسطة، وتمكن خمسة من الطلاب من الفرار، بينما افرجت "الدولة الاسلامية" الجمعة عن 15 آخرين، بحسب المرصد. وقالت هيومن رايتس التي تتخذ من نيويورك مقرا: إن على "جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (وهو الاسم الذي كانت تعرف به الدولة الاسلامية قبل اعلانها الخلافة الاحد) الإفراج الفوري عن ما يقدر ب133 صبياً كردياً اخذتهم كرهائن في شمال سوريا لمدة شهر". وأكدت المنظمة الحقوقية ان "الدولة الاسلامية" افرجت عن 15 طالبا من الطلاب الذين تراوح اعمارها بين 13 و14 عاما، في مقابل "الافراج عن ثلاثة من افراد داعش المحتجزين لدى قوات كردية" تقاتل التنظيم الجهادي في مناطق عدة من شمال سوريا منذ اشهر. وكثفت قوات النظام السوري حملتها العسكرية على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين سيطرت المعارضة على كتيبة للصواريخ شرقي حلب مع استمرار الاشتباكات على أطراف مدينة البوكمال الحدودية مع العراق. وشهدت المنطقة قصفا بصواريخ أرض أرض وفقا لناشطين، كما دارت اشتباكات قرب بلدة الطيبة بريف دمشق، قتل فيها عدد من الجنود النظاميين حسب لجان التنسيق المحلية، وجرت معارك مماثلة في حي جوبر في دمشق. وتهدف الحملة على المليحة المستمرة منذ ثلاثة أشهر إلى اقتحام البلدة وطرد مقاتلي المعارضة منها لتأمين طريق المطار القريب منها وبلدة جرَمانا المجاورة التي تعد أهم معقل للمجموعات المسلحة التي يسميها النظام "جيش الدفاع الوطني" في المنطقة. نقل الكيماوي من جهة ثانية، وصلت السفينة "كيب راي" التابعة للبحرية الأمريكية امس الثلاثاء للسواحل الإيطالية للمشاركة في التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية. وذكرت وكالة أنباء (انسا) الإيطالية أن السفينة الخاصة رست صباح امس في مدينة جويا تورو، حيث ينتظر أن تحمل على متنها مئات الأطنان من المواد السامة للتخلص منها. ووفقا لتقارير (انسا) فإن من المنتظر أن تتسلم "كيب راي" الغاز السام اليوم الأربعاء من السفينة الدنماركية "ارك فوتورا". وكان الرئيس السوري بشار الأسد وافق قبل تسعة أشهر على التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية وذلك بعد ضغوط دولية شديدة على دمشق. مشروع روسي سياسيا، قدمت روسيا لمجلس الأمن الدولي مشروع بيان رئاسي يهدف إلى مواجهة استيراد النفط من الجماعات الإرهابية العاملة في سوريا. ووفقا لموقع "روسيا اليوم"، فإن مشروع البيان يعرب عن القلق بشأن سيطرة مسلحي "داعش" و"جبهة النصرة" على حقول النفط في سورية، ويؤكد أن أي تصدير أو استيراد للنفط دون رخصة الحكومة أمر غير شرعي. ويدين مشروع البيان أية مشاركة في تجارة النفط السوري بواسطة الجماعات الإرهابية، مضيفا: إن ذلك سيؤدي لتمويل الجماعات التي يعتبرها مجلس الأمن إرهابية. ويدعو المشروع الروسي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحيلولة دون مشاركة مواطنيها أو شركاتها في أية صفقات تجارية أو مالية مرتبطة بالنفط الخام السوري خارج سيطرة الحكومة السورية.