في مؤشر يعكس استمرار جماعات إسلامية سورية في موقفها المناوئ لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على رغم إعلان الأخير دولة «الخلافة» وتعيين زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة» على المسلمين، سُجّل أمس استمرار المواجهات بين «الدولة الإسلامية» من جهة وبين «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» في سورية) من جهة ثانية في ريفي محافظتي دير الزور على الحدود مع العراق وحلب في الشمال السوري. كما سُجّل اقتحام «جيش الإسلام» لمقر ل «الدولة» في الغوطة الشرقية لدمشق، وتفجير مقاتل من هذا الجيش نفسه في موقع ل «الدولة». (للمزيد) وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير من دير الزور، أن «اشتباكات عنيفة» دارت منذ ليلة الأحد- الإثنين بين «الدولة الإسلامية» وبين مقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى في مدينة البوكمال على الحدود السورية- العراقية. وأضاف أن «الدولة» استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المدينة من بادية البوكمال، في مؤشر إلى رغبتها في تثبيت سيطرتها على هذا المعبر الحدودي مع العراق والذي تبادلت السيطرة عليه جماعات عدة في الفترة الماضية. وسيطرة «الدولة الإسلامية» على البوكمال يعني عملياً فتح خط إمداد جديد لمقاتليها في سورية انطلاقاً من العراق وبالعكس. وأزالت «الدولة الإسلامية» في الأيام الماضية «الحدود» بين العراق وسورية بين محافظتي الحسكة ونينوى، في ترجمة لقرارها «إلغاء حدود سايكس بيكو» التي رسمها الاستعمار عند انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل قرابة قرن من الزمن. وفي ريف محافظة حلب بشمال سورية، أفيد أن اشتباكات عنيفة دارت ليلة أول من أمس بين «الدولة الإسلامية»، من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية وغير إسلامية ولواء جبهة الأكراد، من جهة ثانية، في ريف حلب الشمالي، كذلك دارت فجر أمس مواجهات عنيفة بين «الدولة» وبين كتائب معارضة بينها «جبهة المصرة» قرب بلدات اخترين والمسعودية والباروزة بريف حلب الشمالي الشرقي، بحسب ما أورد «المرصد». وأصدرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس تقريراً طالبت فيه «الدولة الإسلامية» بالإفراج الفوري عن 133 «صبياً كردياً» تحتجزهم رهائن في شمال سورية منذ شهر. وأضافت في تقرير تلقته «الحياة» أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام خطفت 153 طفلاً أعمارهم بين 13 و14 سنة، من مدينة عين عرب (كوباني بالكردية) في 29 أيار (مايو) 2014، بينما كانوا عائدين من إجراء امتحان نهاية السنة في مدينة حلب. تمكن خمسة أولاد من الفرار فيما أفرجت الدولة الإسلامية في العراق والشام عن 15 آخرين يوم 28 حزيران (يونيو)، كما يبدو في مقابل الإفراج عن ثلاثة من عناصرها كانوا محتجزين لدى القوات الكردية». وتابع التقرير أن طفلين من الذين فروا قالا لوسائل الإعلام إن «الدولة الإسلامية» ترغم الأطفال المحتجزين على تلقي دروس في الشريعة الإسلامية وفي أيديولوجية الجهاد، فيما قال أحدهما إن الأطفال الذين يسيئون التصرف يتم ضربهم. في نيويورك دعت روسيا مجلس الأمن الى إصدار بيان رئاسي يحظر على «داعش» وجبهة «النصرة» التعامل بالموارد النفطية في المناطق التي تسيطر عليها في سورية. ووزع السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين مشروع بيان في مجلس الأمن «يؤكد أن أي استيراد أو تصدير للنفط الخام في سورية من خارج سلطة الدولة السيدة هو عمل غير قانوني». كما يدين مجلس الأمن بشدة، وفق نص المشروع الروسي «أي انخراط في تجارة مباشرة أو غير مباشرة للنفط السوري تتورط فيها مجموعات إرهابية».