رجع أحد السائحين من إحدى البلاد الأوروبية مبهورا ومسرورا مما رأى من محافظة عامة الناس على الذوق العام من الابتسامة عند أي تعامل وتكرار كلمات الشكر والثناء عند أي تعامل وتصديق بعضهم بعضا دون تحقق مع المحافظة على أي طابور دون اختراق له، مع مراعاة كبيرة للمعاق وكبير السن، وقد تكرر هذا في كل المدن التي تنقل فيها، فوجد الراحة النفسية، ثم عند قيادة السيارة لم يجد الصراع على الطريق والمواقف ولم يجد من يغلق الطريق أو مداخل ومخارج السيارات وأن الناس لديهم الاستعداد الكامل للسير مسافات طويلة على أن لايرتكبوا مخالفة مرورية أو مضايقة لأحد الناس في المواقف.. الخ. توجد نماذج لايشق لها غبار تعدل أمة في أخلاقها في جميع جوانب حياتها ولست هنا معددا ما تواتر الناس على نقله ومشاهدته ولاشك أن هذا جانب مشرق من جوانب الحضارة الغربية لاينكر، ونردد مثل مايردد العقلاء من بني جلدتنا نحن أحق بهذا وأولى به، وما شاهدناه هو اللباس الخارجي ولايفصح عن العمق الأخلاقي عند حصول المشاكل والخلافات بين الناس هناك! ولنا أن نتساءل عن أمور ومسلمات في مجتمعنا هي سبب السعادة الحقيقية والراحة النفسية الكاملة غابت عن واقع القوم إثر تتابع الوقت. فهل من بر للوالدين، وكرم، وصلة للأرحام، وزيارة للمريض، والعناية بالضعفة من المساكين والفقراء والمعاقين عناية مادية ومعنوية ليست رسمية وليست ظاهرية بل أين العفو والصفح والتنازل عن بعض الحقوق احتسابا للأجر والكلام والطيب والابتسامة الحقيقية غير المصطنعة امتثالا لأمر الله وأمر رسوله وعموم الأخلاق الفاضلة التي بلغت بها هذه الأمة القمة من حيث الرصيد بحيث تطبق ظاهرا وباطنا حتى في غياب الرقيب؟ وإن كان من شيء يقال فهو القصور في التطبيق! ولكن توجد نماذج لايشق لها غبار تعدل أمة في أخلاقها في جميع جوانب حياتها نحتاج لزيادتها كقدوات تعيد الثقة لهذه الأمة وقد ظهر في الأفق ما يبشر بالخير من تنافس على الفضائل دون توقف شعارهم (لانريد منكم جزاء ولاشكورا) إن إعادة النظر والتأمل في واقع الغرب والعيش هناك مدة طويلة يصيب الإنسان بالجفاء والضيق الشديد بعد أن يقلب النظر في أعماق الحياة الحقيقية عندهم، ويمكنه أن يعجب من أناس يعتنون بالكلاب علاجا ومعيشة وتمشية أكثر من عنايتهم بأقربائهم بل ووالديهم، وكذلك يعجب كيف يندفع الناس جهدا ووقتا وانفاقا للمال على شهواتهم دون رابط أخوي مع المجاعات في العالم مع اطلاعهم عليها! وأن المرء ليعجب من آداب عامة في الطريق شاهد الجميع بعضها هناك عدها الشارع حقا واجبا لكل فرد لوطبق نصفها أو حتى ربعها لكنا مثار الإعجاب لكل العالم لأنها تطبق بدوافع داخلية وفي كل وقت ومن كل أحد حتى مع المسيء . [email protected]