قد يصل الإنسان في حياته إلى أشياء كثيرة، من الألقاب والمناصب، والمدح والثناء، والإعجاب بأخلاقه وقلبه وعلمه. وهذه الأشياء التي تسعد الإنسان وتبهج قلبه، قد تعطيه إشارة بصحة مسيرة وصواب طريقه، وقد تعطيه من غير أن يشعر إشارة التوقف عن الازدياد. الازدياد في الطلب والارتقاء في جميع مجالات الحياة، الجانب الإيماني، والتطويري في الفكر أو النفس أو البدن، أو حتى الجانب التربوي والأخلاقي، والعلمي والثقافي. إن العبارات التي يسمعها كل شخص فينا من الناس والتي تبدي إعجابا ينبغي ألا تقف على الابتسامة والشكر، إن تلك العبارات وإن لم يقصد أصحابها هي رسائل أرسلها الله إليك لتنبهك على عظيم المسؤولية التي ألقاها عليك. ليست المسؤولية أمرا هينا، راتبا إضافيا أو صدارة في المجالس، أو إشراف على عمل، أو غير ذلك، إن المسؤولية هم، هم كبير يشغل الذهن، ويقلل من متع الدنيا، ويشعر صاحبه بقلة ما أعطى، أمام عظيم ماأعطي. ليكن كل واحد فينا مسؤولا عن نفسه، وإذا أراد الرأي في نفسه فليسأل نفسه أولا وآخرا، لأن نفسك المفطورة على الخير لن ترضى لك الشر وإن أثنى عليك من حولك، لأنك تعيش صراعا لايريحك، وكذلك لو نفسك المفطورة على المعالي والارتقاء لاترضى لك الدنو والسفاسف، لأنك ستعيش صراعا لايريحك، والراحة النفسية غاية كل حي. محمد فايع عسيري _ جدة