انفردت هذه الأمة بآداب مادية ومعنوية عن بقية الأمم، حتى ارتقى مسماها إلى كلمة (حقوق) والحق كما هو معلوم يطالب منتهكه ويجازى حتى لو لم تنص عليه القوانين والأنظمة عليها في جميع دول العالم فيالها من معان عظيمة تحتاج إلى تأمل! والناظر لمجمل الحقوق في الإسلام ليعجب من شموليتها للرجل والمرأة والطفل بل والجنين في بطن أمه حتى يصل إلى الحيوانات والنباتات بعدم إتلافها والجمادات مادام الأمر يتعلق بمصالح الناس العامة ومرافقهم فضلا عن حق الآدمي وهو غائب أو ميت أو مخالف للدين والرأي في حدود حفظه للحقوق الأخرى. من قيم وكنوز نسي الكثير منها في جو الانبهار والهزيمة النفسية أمام الغير دون تدبر وتروّ وقراءة فاحصة لمدخراتنا وتراثنا الذي أبى أكثر الناس إلا أن يجعله مجمدا أو شبه مجمد فعاش ينهل ويتحدث عن الأمم الأخرى بلهجة المفلس وإن نتائج الالتزام بهذه الحقوق بالحد الأدنى لاشك أنه سيغني عن كثير من الأنظمة والتكاليف والأموال والرجال والأجهزة كيف لا وقد شرعها من يعلم و ما يصلح دينهم ودنياهم وظاهرهم وباطنهم. ومن المعلوم أن أجيال هذه الأمة المباركة في الفترة الأخيرة تحتاج إلى تعزيز الثقة بالله أولا ثم بما لديها. من قيم وكنوز نسي الكثير منها في جو الانبهار والهزيمة النفسية أمام الغير دون تدبر وتروّ وقراءة فاحصة لمدخراتنا وتراثنا الذي أبى أكثر الناس إلا أن يجعله مجمدا أو شبه مجمد فعاش ينهل ويتحدث عن الأمم الأخرى بلهجة المفلس بل وصل الحال لمن ينصح بما يوافق جذوره وأصوله من المبادئ التي يتحصل له بتطبيقها مصالحه الدنيوية مع الأجور التي لا يمكن حصرها فيؤدي العمل وقد حصل له الممارسة الحسية والمعنوية. وفي المثال يتضح المقال فعندما نسمع قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلم (الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) يعيش الإنسان في جو إيماني لا يمكن أن يتحصل لأي فرد على وجه الأرض مثل ما يتحصل له وهو يمارس النظافة العامة كخلق وكل ما يؤذي الناس ويعكر صفوهم فيبقى إيمانه راسخا ويعلم أنه أدى ما يرفع قدره الإيماني عن غيره وبالتالي يرفع مكانته في الدارين. ولنأخذ هذا المثال الذي لو طبق لما تغنينا بما رأينا من ممارسات المحافظة على البيئة المنتشرة في العالم التي واقعها خوف الغرامات والعقوبات، ولعلمنا أننا نحتاج للدافعية الإيمانية لتعديل سلوكنا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: «لقد رأيت رجلا يتقلّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين» رواه مسلم وفي رواية أخرى تبين نكران الذات والعناية بالآخرين «مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لأنحينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة» هذا خلق واحد لا يأبه له المار الذي يشاهد الزجاج أو الحجر فكيف لو مارس هذا مرات وجعله ديدنه فأصبح قدوة ودالا على الخير؟ وللحديث بقية. [email protected]