يبدو أن الخدمات التي تقدّمها المواقع الاجتماعية الالكترونية، وبخاصة «الفيس بوك»، لم تقتصر على توحيد الصفوف والتواصل بين الأشخاص، للقيام بتظاهرات، أطاحت بأنظمة عربية، وإنما تجاوزتها إلى خدمات أخرى، في ترويج المخدرات ونشر الرذيلة، للإطاحة بالأخلاق والمثل والمبادئ لدى النشء.ترويج المخدرات عبر مواقع الشبكة العنكبوتية، نشط في هذه الأيام، مستثمراً موسم الاختبارات، ومعتمداً على نصائح «كاذبة» تغازل الطلبة والطالبات، بأن حبوب ال».....»، تساعدهم على التركيز، أما حقن ال».....» فتتضمن لهم ذاكرة فولاذية، لا تنسى شيئاً سُجّل فيها. الطلاب اثناء فترة الاختبارات والتلاعب بعقولهم من خلال ترويج المخدرات الهادمة ( اليوم ) مصانع الأدوية ونبّه عمر العوضي إلى أن مروّجي المخدرات، يستثمرون موسم اختبارات نهاية العام هذه الأيام، في نشر سلعهم الفاسدة على الطلبة والطالبات بالمملكة، وبخاصة حبوب الكبتاجون، التي يزعم مروّجوها أنها تساعد على التركيز والاستيعاب على مدار الساعة، بيد أنها مخدر حقيقي، وثبت أنها تصنّع في المنازل والمخازن، وليس في مصانع الأدوية، دون أي اشتراطات صحية، وتضاف لها مواد خطرة، تساعد على إدمانها»، مضيفاً إن «مثل هذه الحبوب، يسهل ترويجها بين الطلبة والطالبات، بأسعار تتراوح بين 15 و20 ريالاً للحبة الواحدة»، موضحاً أن «ترويج هذه الحبوب وغيرها من أنواع المخدرات، انتقل إلى مواقع الانترنت، التي تعلن عن وسائل الاتصال بعملائها، وعن قائمة أسعارها، دون حرج». الأساليب الجديدة رأى محمد المقداسي أن «المواقع الالكترونية وسيلة سهلة لممارسة الجرائم والنصب والاحتيال، وكذلك الترويج للمخدرات»، مضيفاً: «بدلاً من أن يكون الغرض من هذه المواقع، خاصة المواقع الاجتماعية الفيس بوك وتويتر، هو التواصل بين الأشخاص، أصبحت تستخدم من قبل قراصنة الموقع للترويج لتجارتهم، وهذا يعتبر من الأساليب الجديدة، التي تم ابتكارها من قبل هؤلاء الذين لا يهمّهم سوى ابتزاز الناس».ودعا المقداسي «أولياء الأمور، إلى أخذ الحيطة والحذر تجاه أبنائهم، والجهات المعنية خاصة هيئة الاتصالات، إلى تكثيف جهودها في هذا الشأن»، محذراً من أن هذا «يعتبر خطراً جديداً يهدد أمن هذا الوطن، خاصة بعد شهرة موقع «الفيس بوك»، الذي بالفعل أصبح متداولاً بين غالبية من يستخدمون شبكة الانترنت، ويُستخدم لممارسة هذه الجرائم، بل تحوّلت بعض صفحاته إلى إعلانات مثيرة، قد يتم استغلالها من قبل قراصنة المواقع أو تجار المخدرات». تعاطي المخدرات أما ياسر الشهراني، وهو طالب جامعي، فأشار إلى أنه «قبل أسابيع عدة، اكتشف أن هناك عدداً من الجروبات التي تظهر على موقع «الفيس بوك» تدعو بعض الشباب لتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى وجود بعض الصور الإباحية»، موضحاً أن «بعض أصحاب هذه المواقع، يعرضون خدماتهم، من خلال ايميلاتهم، للتواصل مع من يرغب في خدمتهم، وكأنهم بهذا التصرّف واثقون تماماً من أنهم بذلك بعيدون عن أي خطر»، مستدركاً: «لكن المثير ان لكل منهم طريقته في الإعلان عن نفسه، وترويج بضاعته على العملاء». التضحية بالمال وبيّن الشهراني أن «كل هذه المواقع يتم إنشاؤها في الغالب لأشخاص من خارج المملكة»، مبيناً أن «أحد المواقع، قام صاحبه وبكل جرأة، بوضع عنوان مثير للغاية، ويلفت الأنظار إليه، وهو (تعالوا نترك تعاطي الهيروين، ونشرب الحشيش، لأنه أرخص)، وقال إن من يريد شراء أي كمية من المخدرات، فيمكنه التواصل معه على الجروب، والاتفاق على جميع التفاصيل»، داعياً إلى «أخذ الحيطة والحذر من هذه الجروبات، فهم يحاولون بأي وسيلة توصيل بضاعتهم إلى ضحاياهم، حتى لو كلفهم الأمر المزيد من التضحية بالمال، ما دامت تلك التضحية ستعود بفائدة أكبر وأسرع. وبيّن الشهراني أن «المثير في هذه «الجروبات» على صفحة الفيس بوك تحديداً، أن المنضمين إليها هم من فئة المراهقين والشباب من الجنسين»، مضيفاً: «لاحظت في غضون أيام قليلة، بعد متابعة أحد هذه «الجروبات» أن عدد المنضمين، زاد بشكل رهيب، حيث وصل إلى 100 شاب وفتاة، خلال ثلاثة أيام، وهذا مؤشر خطير». حبوب الكبتاجون، يزعم مروّجوها أنها تساعد على التركيز والاستيعاب على المذاكرة، بيد أنها مخدر حقيقي، وثبت أنها تصنع في المنازل والمخازن، وليس في مصانع الأدوية.
حماية الشبكة وكشف خالد الهاجري، وهو ولي أمر لثلاثة أبناء أنه «كل فترة نسمع عن حكاية أو فكر جديد، لعمليات النصب والاحتيال على الناس، وكذلك للتهريب والاتجار في المخدرات»، مؤكداً أن «هؤلاء المجرمين والمروّجين، يبيعون ويشترون تحت ستار وحماية الشبكة العنكبوتية، لذا فالموضوع في غاية الخطورة، لأنه يعتبر جريمة واضحة»، معلناً أن «هؤلاء عندما استخدموا المواقع الالكترونية، مثل فيس بوك خاصة، في الترويج لهذه السموم، فهم بذلك يحمون أنفسهم من خطر مواجهة الجهات الأمنية، التي من الممكن أن تتقصى أماكنهم، وتحددهم، ومن ثم تلقي القبض عليهم».
الشرطة: نتفاعل مع البلاغات والمراقبة الدورية ليست مسئوليتنا أعلنت شرطة المنطقة الشرقية، أنها تهتم بالبلاغات التي تردها من المواطنين والمقيمين، يبلغون فيها عن مواقع الكترونية تروج للمخدرات بجميع أنواعها، ومن ثم تتقصى هذه المواقع، لافتة أنها لا تقوم بمراقبة هذه المواقع على الشبكة العنكبوتية، باعتبارها ليست الجهة المسئولة عن ذلك، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تحرص على ملاحقة وتقصي الأشخاص الذين يستغلون هذه المواقع بطرق غير شرعية، وبخاصة على الموقع الاجتماعي «فيس بوك»، أو غيره من المواقع.وأوضح المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، أن «المتابعة والمراقبة، تشمل الجرائم الالكترونية والقرصنة»، مضيفاً أن «الشرطة تهتم بالبلاغات التي تفد إليها، في قسم استقبال البلاغات، وتعمل على تتبع ما جاء فيها».وبين الرقيطي أن «هؤلاء الأشخاص الذين يروجون للمخدرات، تتنوع أساليبهم الإجرامية، كالترويج للمخدرات أو ابتزاز الناس من خلال ممارسة عمليات النصب والاحتيال، أو نشر صور ومقاطع إباحية في هذه المواقع»، موضحاً أنه «يتم التعامل مع هذه الأساليب، بعد تسجيل البلاغ بمراقبة هذه المواقع على الفور لمعرفة من يقوم باستخدامها وتغذيتها بالمعلومات».وذكر الرقيطي أنه «تم تسجيل عدد من القضايا من قبل بعض المواطنين في العام الماضي، وتحديداً في محافظة الأحساء، تفيد أن هناك أشخاصاً يمارسون التحايل عليهم من خلال التسويق الكاذب والدخول على حساباتهم الشخصية عبر التحويل الالكتروني غير المشروع»، مبيناً أنه «تمت مراقبة أحد هذه المواقع، واتضح أن الذي يديرها هو شخص يعيش في دولة خليجية، وقد تم إغلاق الموقع بالتنسيق مع هيئة الاتصالات العامة».وأضاف الرقيطي أن «إدارة مكافحة المخدرات لديها قسم لمتابعة المواقع الالكترونية، خاصة فيما يتعلق بترويج المخدرات، والتي يحاول مروجوها استهداف متعاطيها بهذه الأساليب»، موضحاً أن «أكثر الأشخاص الذين يمارسون القرصنة الالكترونية أو من خلال ما يعرف بالابتزاز الالكتروني، هم من فئة المراهقين والشباب، وقد تم في بداية العام الحالي، إلقاء القبض على مراهق كان يحاول اختراق الايميلات وابتزاز أصحابها، وكان من ضمن ضحاياه، زوجان حديثا الزواج، وصار يبتزهما بالترويج لصورهما عبر المواقع، وقد تم القبض عليه، وتحويله إلى قسم الأحداث».وتابع الرقيطي «أما ما يتم ضبطه من جرائم أخرى، فأكثر المذنبين فيها، في العقد الثالث، وهناك أيضاً بعض المقيمين الأجانب، تم ضبطهم، وألقي القبض على عدد من الموظفين، ممن يعملون في جهات حكومية، وتم تحويلهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وذلك بعد أن أثبتت عليهم قضايا أخلاقية مرتبطة بالقرصنة الالكترونية».ولفت الرقيطي أن «شرطة المنطقة الشرقية لا تراقب مواقع الشبكة العنكبوتية، بدون بلاغات، باعتبارها ليست الجهة المسئولة عن ذلك»، وقال «الجهة المسئولة التي من المفترض أن تكثف دورها الرقابي، للحد من تزايد واستغلال هذه المواقع، ومعرفة هذه العصابات هي الهيئة العامة للاتصالات»، مضيفاً أن «هناك تعاونا قائما وتنسيقا بين شرطة المنطقة الشرقية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا الخصوص».
الفيس بوك من المواقع المروجة للمخدرات بين الطلاب (اليوم)