لم يكن قصر صاهود الأثري القابع على تلة خفيضة في حزم المبرزبالأحساء إلا شاهدا على مرحلتين مهمتين في حياته، الأولى: عندما كان يلهو صغيراً بجوار منزل أسرته القديم في حي السياسب المجاور لهذا القصر الطيني، والثانية: حينما تخرج في كلية التربية بجامعة الملك فيصل فعين معلماً للتاريخ عام 1408 في مدرسة العلاء بن الحضرمي المتوسطة، هذه المدرسة الواقعة شمال قصر صاهود حد التماس المباشر، إذ لا يفصل بينها وبينه إلا ممر ضيق. وحين كان يدرس مادته لطلابه كان يؤرقه كثيراً افتقار المكتبة العربية للأطالس التي تمثل العمود الفقري في العلوم الاجتماعية بشقيها التاريخي والجغرافي هذا الهاجس كون لديه شرارة البدء التي حولته من معلم قدير في مدرسة متوسطة إلى رائد وخبير عالمي في تأليف الأطالس التاريخية. سامي بن عبدالله بن أحمد المغلوث من ثروات الوطن العلمية كرم محلياً الأسبوع الفائت في بادرة كريمة من الوجيه الشيخ عبدالله الهديب بحضور مميز في عام 1410 صمم وطبع غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام في وسيلة اسطوانية حين تحرك بشكل دائري تأتي معلومات منسدلة وافية عن الغزوة، وقد نفذت منها عشرة آلاف نسخة في لمح البصر، ذلك أن فكرتها البسيطة الإبداعية ومعلوماتها القيمة كانت سبباً لإقبال الناس عليها. هذه البداية.. لكن ماذا عن الانطلاقة الكبرى التي أخذت شقين، الأول: وظيفي حين كلف من الوزير الدكتور محمد الأحمد الرشيد عام 1420 بالمشاركة في المشروع الشامل للمناهج المطورة ليشارك خلال سنتين في الوزارة وخمس سنوات في منطقة القصيم التعليمية التي أحيلت إليها مناهج العلوم الاجتماعية، فشارك في التأليف وصمم جميع مناهج التربية والدراسات الاجتماعية والوطنية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة التي هي الآن بين يدي طلابنا في جميع مدارس الوطن. الشق الثاني: وهو التأليف الشخصي الذي أثرى به المكتبة العالمية في الأطالس بتأليفه 14 أطلساً تاريخياً و3 أطالس جغرافية مدرسية وأطلس فقهي عن الحج والعمرة وأطلس سياحي. أما الأطالس التاريخية فهي: «أطلس تاريخ الأنبياء والرسل، الأطلس التاريخي لسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أطلس الخليفة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أطلس الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أطلس الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أطلس الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أطلس حروب الردة، أطلس الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - أطلس الدولة الأموية، أطلس الدولة العباسية، أطلس الحملات الصليبية، أطلس العصر المملوكي، أطلس تاريخ الدولة العثمانية، أطلس الأديان ). أما الأطالس الجغرافية الثلاثة فجاءت بعنوان (أطلس المملكة العربية السعودية الجغرافي) والأطلس الفقهي هو (أطلس الحج والعمرة تأريخاً وفقهاً) والأطلس السياحي هو (أطلس التربية السياحية للملكة العربية السعودية) وهذا الأخير بتكليف مشترك من وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة للسياحة والآثار. هذه المؤلفات ترجم معظمها إلى 7 لغات عالمية هي: الإنجليزية والفرنسية والتركية والأندونيسية والكردية والفارسية والأيغورية. وتدرس هذه الأطالس في عدد من الجامعات على مستوى العالم، وبلغ عدد ما طبع منها ما يقارب المليون نسخة، وتحتل المراكز الأولى في الكتب الأكثر مبيعاً في معارض الكتاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. ومما يميز المنتج الإبداعي للمؤلف أنه يقف بنفسه على المواقع ويلتقط الصور شخصياً وبطريقة احترافية فزار معظم دول العالم الإسلامي ووسط وشرق أوروبا وتجول في المتاحف، واقتنى المخطوطات والعملات النقدية النادرة، واللافت أن المؤلف يمتلك موهبة التصميم فهو من يصمم بشكل مبهر مؤلفاته ببرنامجي الكوريل دور واليستريتور. وثمة أمران مهمان يتوقف عندهما المتابع لسيرة المؤلف أولهما: طلب الفاتيكان كتابه أطلس الأديان من دار النشر المسوقة لمؤلفاته، وثانيهما: اهتمامات المؤلف في الشريعة واللغة العربية كونه حافظ لكتاب الله ولديه مؤلفان مقلان في هذين المجالين : أطلس الفرق والمذاهب وأطلس اللغة العربية. سامي بن عبدالله بن أحمد المغلوث من ثروات الوطن العلمية كرم محلياً الأسبوع الفائت في بادرة كريمة من الوجيه الشيخ عبدالله الهديب بحضور مميز. ويبقى تكريمه الأكبر الذي اقترحه هنا بترشيح جامعة الملك فيصل إياه كونه أحد خريجيها، ولكون مركزها في الأحساء ترشيح هذا الباحث المبدع لجائزة الملك فيصل العالمية فرع خدمة الإسلام وترشيحه من فرع جامعة الإمام محمد بن سعود بالأحساء لمنحه درجة الدكتوراة الفخرية تقديراً لأعماله المذهلة وإنتاجه الإبداعي الغزير وريادته العالمية في مجال الأطالس. تويتر @waleed968