أعلن متحدث باسم ناشطين موالين لروسيا أمس عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثمانية آخرين جراء تجدد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الأوكرانية وانفصاليين في شرق البلاد. في وقت نفى فيه زعيم الشيشان الذي يدعمه الكرملين إرسال مقاتلين لدعم الانفصاليين في أوكرانيا. فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيلتقي الرئيس الأوكراني المنتخب في الرابع من يونيو. ميدانيًا تركزت الاشتباكات الليلية بين الانفصاليين وقوات الأمن في مدينة سلافيانسك الواقعة شرقي الجمهورية السوفيتية السابقة. ولم يصدر تأكيد رسمي لما أعلنه المتحدث باسم الناشطين الموالين لروسيا. ووقع تبادل لإطلاق النيران بالقرب من نقطة دياكوفو القريبة من الحدود الأوكرانية الروسية وأسفر تبادل إطلاق النيران عن إصابة ثلاثة جنود، وأوضح متحدث باسم الجيش أن نحو 80 مسلحًا مجهولًا هاجموا النقطة بقنابل يدوية. وأضاف المتحدث إن قوات الأمن ردت بإطلاق النيران مدعومة بطائرة طراز سوخوي سو 27 مشيرًا إلى انسحاب المهاجمين في وقت لاحق. المقاتلون الشيشانيون من جانبه نفى رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان صحة تقارير تحدثت عن مشاركة مقاتلين من الشيشان إلى جانب الانفصاليين، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن قديروف قوله: «لا أستطيع أن أستبعد وجود مقاتلين من الشيشان متطوعين هناك، لكن التقارير التي تحدثت عن وجود وحدة شيشانية خاصة هو أمر غير صحيح على الإطلاق». لم يستبعد قديروف إرسال مقاتلين شيشان لأوكرانيا إذا ما صدر أمر بذلك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحتفظ بحق استخدام القوة في أوكرانيا إذا تعرضت الأقلية الناطقة بالروسية للخطروأبدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى الأسبوع الماضي قلقه إزاء تقارير عن عبور مقاتلين شيشان وغيرهم الحدود إلى أوكرانيا من روسيا للانضمام لتمرد ضد السلطات في كييف. وكرر قديروف الذي قاتل القوات الروسية في الشيشان في التسعينات نفي موسكو تورطها في أوكرانيا، ولكنه أقر بتعرفه على بعض المقاتلين في صور التقطت في أوكرانيا. ولم يستبعد قديروف إرسال مقاتلين شيشان لأوكرانيا إذا ما صدر أمر بذلك من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحتفظ بحق استخدام القوة في أوكرانيا إذا تعرضت الأقلية الناطقة بالروسية للخطر. وقال قديروف: «إذا صدر أمر سننفذه بكل سرور؛ لأن المقاتل يدافع عن شعبه ووطنه». وأضاف «إذا تخيلنا أن وجود نحو 14 شيشانيًا في دونيتسك (شرق أوكرانيا) يسبب كل هذا الاضطراب فماذا سيحدث إذا أرسلنا كتيبة إلى هناك؟» وتزعم كييف أن موسكو ضالعة في انتفاضة مسلحة في شرق البلاد، ولكن الكرملين يرفض هذه الاتهامات. وفي الاسبوع الماضي قال قائد للانفصاليين في دونيتسك: إن بعض مقاتليه «متطوعون» من روسيا. على صعيد آخر أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلتقي الرئيس الأوكراني المنتخب بترو بوروشنكو في الرابع من يونيو في أسبوع دبلوماسي حافل يتضمن أيضًا زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا. في موازاة ذلك قامت أوكرانيا بتسديد أول دفعة لروسيا ما يشير إلى بدء تسوية مسألة ديونها الضخمة لموسكو حول شحنات الغاز، ما قد يسمح بتجنب خطر وشيك بقطع إمدادات الغاز. وقال البيت الأبيض: إن أوباما الذي اتصل هاتفيًا ببوروشنكو الملياردير الموالي للغرب لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 25 مايو، سيلتقي الأخير الأربعاء في الرابع من يونيو أثناء زيارة رسمية إلى بولندا. وهذا اللقاء الذي سيعقد قبل تنصيب بوروشنكو المقرر في السابع من يونيو، سيأتي في إطار جولة أوروبية ستقود أوباما أيضًا إلى بلجيكاوفرنسا على ما أوضح مساعد مستشاره للأمن القومي بن رودس. وأوضح رودس في مؤتمر صحافي أن أوباما «يريد أن يؤكد للرئيس المنتخب بوروشنكو مباشرة التزامه» تجاه أوكرانيا. وتهدف جولة أوباما إلى طمأنة دول أوروبا الشرقية حيال التزام الولاياتالمتحدة الدفاع عن أمن حلفائها داخل حلف شمال الأطلسي بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وخلال جولته سيزور أوباما باريس الخميس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اليوم الذي سيستقبل فيه رئيس الجمهورية الفرنسية بوتين. من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أنه سيزور فرنسا في الخامس والسادس من يونيو لعقد لقاء ثنائي وللمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الستين لعملية إنزال الحلفاء في النورماندي بشمال فرنسا في العام 1944. وهذا التأكيد تم أثناء «اتصال هاتفي بمبادرة من الجانب الفرنسي» كما أوضح الكرملين. منع السلاح من جهة أخرى دعا ثلاثة أعضاء في الكونغرس الأمريكي الجمعة فرنسا إلى إلغاء عقد بيع سفينتين حربيتين من نوع ميسترال إلى روسيا لبيعها أو تأجيرها لحلف شمال الأطلسي. وكتب النواب الأمريكيون وعلى رأسهم اليوت انغل الديمقراطي الأكثر نفوذًا في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إلى الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن ليعبروا عن مخاوفهم بشأن شراء موسكو للسفينتين الحربيتين. وقال النواب الأميركيون: «إنه أمر أساسي ألا تضع دول الحلف الأطلسي بعد الآن في تصرف روسيا أسلحة قوية تسمح لها بتعزيز قدرتها على التخويف أو حتى اجتياح جيرانها». واعتبروا أن موافقة الحلف الاطلسي على شراء أو استئجار سفينتي ميسترال «سترسل رسالة قوية إلى الرئيس بوتين بأن الحلفاء في الحلف الاطلسي لن يتساهلوا أو يسمحوا بأي طريقة بمناوراته المتهورة». وكل سفينة ميسترال قادرة على حمل حتى 16 مروحية وأربعة مراكب إنزال وستة آلية مسلحة وسبعمائة عنصر كما أوضح النواب الأمريكيون. وقالت فرنسا: إنها تترك الباب مفتوحًا في الوقت الحاضر أمام إعادة النظر في هذا العقد المقدرة قيمته ب1,6 مليار دولار، حتى شهر أكتوبر عندما يحين موعد تسليم إحدى السفينتين إلى الأسطول الروسي. وصرح راسموسن عندما سئل عن هذا الموضوع في فيلنيوس أنه «يعود إلى فرنسا أن تقرر» ما تعتزم فعله بالسفينتين. لكن مصدرًا دبلوماسيًا في الحلف الأطلسي اعتبر أنه ليس «أمرًا واقعيًا» أن تشتري المنظمة الأطلسية السفينتين إذ أن قدراتها العسكرية الذاتية تقتصر على طائرات مراقبة من طراز اواكس.