غداة يوم أسود للقوات الأوكرانية شهد خسارة مروحية للحرس الوطني أسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا في سلافيانسك (شرق) ما أدى إلى مقتل 12 عسكرياً، أعلنت كييف أن جيشها يتقدم في الشرق، فيما زعمت واشنطن انضمام مقاتلين من الشيشان إلى الانفصاليين الذي «حصلوا على أسلحة متطورة ومساعدة من الخارج»، في تلميح إلى موسكو. وأشار وزير الدفاع الأوكراني ميخايلو كوفال، إلى أن عملية الشرق، المستمرة منذ شهرين والتي تعتبرها موسكو «عملية عقابية»، طهرت جنوب منطقة دونيتسك كله من الانفصاليين، وجزءاً من غربها وشمال منطقة لوغانسك، وقال: «سنواصل عمليتنا لمكافحة الإرهاب طالما لم تعد الحياة إلى طبيعتها في المنطقة، ولم يحلّ الهدوء مجدداً». وكرر اتهام روسيا بأنها تنفذ «عمليات خاصة» في شرق أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام عن سكان في دونيتسك إن «انفصاليين أزالوا حواجز وضعت منذ مطلع نيسان (أبريل) خارج مقر الإدارة الإقليمية الذي استخدموه كمقر لهم»، وهو إجراء يهدف على الأرجح إلى توفير طريق سريع لخروجهم من المدينة إذا حصل هجوم. وقال سيرغي، أحد السكان المحليين: «هذا شيء إيجابي جداً. يبدو أن مشاكلنا ومعاناتنا ستنتهي قريباً». أما إيلينا تشيرنينكو فقالت: «لدي مشاعر أفضل اليوم، بعدما بدأ المسلحون في إزالة متاريس. سئمنا من هذا الوضع، ونريد السلام فقط لذا هذا أمر جيد». وتسعى كييف إلى تفادي تكرار سيناريو شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في آذار (مارس) الماضي بلا معارك حقيقية، ما دفع وزير الدفاع السابق إلى الاستقالة. لكن السلطات تواجه معارك تزداد حدة، في وقت تلوح بوادر نزاع حول الغاز مع روسيا التي تهدد بقطع إمداداتها الثلثاء المقبل إذا لم تسدد أوكرانيا مستحقات تتجاوز قيمتها 5 بلايين دولار. وبعد أيام على فقدان منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الاتصال بفريق من أربعة مراقبين، هم دنماركي وأستوني وتركي وسويسري، في دونيتسك، أعلنت المنظمة أن الأمر تكرر مع فريق آخر يضم أربعة أشخاص في لوغانسك. إلى ذلك، اعتقل جهاز الأمن الاتحادي الروسي أربعة رجال للاشتباه في أنهم أعضاء في منظمة قومية أوكرانية خططوا لشن هجمات قنابل في شبه جزيرة القرم، وهو ما تنفيه الجماعة. وأوضح الجهاز أن المحتجزين الأربعة يشتبه في تورطهم بإشعال حريقين في القرم، أحدهما خلال مراسم إحياء ذكرى الحرب العالمية الثانية في شبه الجزيرة مطلع الشهر الجاري. ولم ينفذ أي من الهجومين، وعثر على مواد متفجرة وأسلحة في منازلهم. في واشنطن، أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري قلقه من وصول مقاتلين من الشيشان، الجمهورية ذات الغالبية الإسلامية في القوقاز الروسي، «مدرَّبين في روسيا» إلى شرق أوكرانيا «لتأجيج الوضع وخوض المعارك». وكان رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك» الانفصالية المعلنة أحادياً ألكسندر بوروداي أقرّ هذا الأسبوع بوجود مقاتلين شيشان قدموا «للدفاع عن الشعب الروسي»، فيما نفى الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إرساله عسكريين من دون أن يستبعد احتمال توجه شيشانيين في شكل فردي إلى أوكرانيا. لكن كيري أعلن أن روسيا تسحب جنودها الذين حشدتهم على الحدود مع أوكرانيا، وهو ما اعتبره وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل «علامة مبشرة»، مع مطالبته بإعادة جميع الجنود الذي يتمركزون على الحدود. على صعيد آخر، حض مشرعون أميركيون فرنسا على إلغاء اتفاق لبيع حاملتي طائرات هليكوبتر متطورتين من طراز «ميسترال» إلى روسيا، واقترحوا أن يشتريهما أو يستأجرهما الحلف الأطلسي (ناتو). وقالوا في رسالة إلى الأمين العام ل «الناتو» أندرس فوغ راسموسن: «شراء السفينتين سيرسل إشارة قوية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن حلفاء الناتو لن يسمحوا بتعزيز تحركاته المتهورة، كما سيعزز قدرات الناتو في وقت يخفض أعضاء كثيرون فيه نفقات الدفاع، ويُطمئن شركاء الحلف وسط أوروبا وشرقها». وتصرّ فرنسا على المضي في الصفقة، لأن إلغاءها سيلحق بها ضرراً يفوق ذلك الذي سيلحق بروسيا. وأوجد العقد الذي تبلغ قيمته 1.66 بليون دولار نحو ألف وظيفة..