أعلنت السلطات الاوكرانية الجمعة انها تتقدم في مواجهة المتمردين الانفصاليين في الشرق، وسط معارك تزداداً عنفاً وتزامنت مع فقدان الاتصال باربعة مراقبين اوروبيين جدد، فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن إن روسيا تقوم بسحب ثلثي جنودها الذين نشرتهم قرب الحدود مع أوكرانيا. وغداة يوم أسود للقوات الأوكرانية التي خسرت مروحية للحرس الوطني اسقطها الانفصاليون الموالون لروسيا ما ادى الى مقتل 12 عسكريا، برر وزير الدفاع ميخايلو كوفال الهجوم الذي تشنه القوات الاوكرانية منذ نحو شهرين على شرق البلاد والذي تندد به موسكو باعتباره "عملية عقابية". وقال كوفال في مؤتمر صحافي "ان قواتنا المسلحة طهرت كليا جنوب منطقة دونيتسك وجزءا من غربها وشمال منطقة لوغانسك من الانفصاليين". واضاف "لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة... سنواصل عمليتنا لمكافحة الارهاب طالما ان الحياة لم تعد الى طبيعتها في المنطقة وان الهدوء لم يحل من جديد". وأعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الجمعة انها فقدت الاتصال منذ مساء الخميس بفريق ثان لها من اربعة مراقبين اجانب ومترجم تركي اوقفهم مسلحون في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك بشرق اوكرانيا. وفقدت المنظمة الاوروبية منذ الاثنين الاتصال بفريق اول من اربعة مراقبين هم دنماركي واستوني وتركي وسويسري في دونيتسك. وبعدما اعلن بعض الزعماء الانفصاليين ان المراقبين محتجزون لديهم للتحقيق في ما اذا كانوا "جواسيس"، عاد "رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة الكسندر بوروداي بعد ساعات واكد انه لا يملك اي معلومات بشأنهم. ويعكس اختفاء المراقبين حالة الفوضى التي تعيشها مناطق شرق اوكرانيا وترافقها عمليات سرقة ونهب وخطف وحواجز في الطرقات ومبان حكومية يحتلها رجال مسلحون. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن الجمعة إن روسيا تقوم بسحب ثلثي جنودها الذين نشرتهم قرب الحدود مع أوكرانيا. وهذا التقدير أعلى بكثير من تقديرات سابقة قدمها الحلف بشأن أعداد الجنود التي تسحبهم روسيا. وقال راسموسن ل"رويترز" على هامش اجتماع للجمعية البرلمانية للحلف في العاصمة الليتوانية فيلنيوس "رأينا مؤشرات على انسحاب جزئي على الاقل. تقديراتنا تشير إلى أن نحو ثلثي الجنود الروسي انسحبوا أو يستعدون للانسحاب." وأضاف أن الحلف وروسيا سيجتمعان في إطار مجلس حلف الأطلسي وروسيا يوم الاثنين لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. وتسعى كييف لتفادي تكرار سيناريو القرم التي ضمتها روسيا في اذار (مارس) خلال اسابيع قليلة وبدون معارك حقيقية، ما دفع وزير الدفاع السابق الى الاستقالة. وقالت الناطقة باسم المفوض الاوروبي ل"فرانس برس" إن غونتر اوتينغر سيلتقي وزيري الطاقة الروسي والاوكراني بعد ظهر الجمعة دون ان تعطي ساعة محددة. كذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو اقترحت على كييف تقديم "مساعدة انسانية طارئة" في شرق اوكرانيا، ردا على دعوات المواطنين والمنظمات في منطقة النزاع، الا ان كييف ردت بارسال مذكرة "تنكر فيها تماما اقتراحنا" واعادت طرح "بطريقة ساخرة الوضع في القرم". وبدوره أكد البليونير بترو بوروشنكو المؤيد لأوروبا فور انتخابه رئيسا عزمه على الدخول في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبديا في الوقت نفسه حزما حيال الانفصاليين. وسيلتقي بوروشنكو وبوتين في السادس من حزيران (يونيو) في فرنسا حيث انهما مدعوان للمشاركة في احتفالات ذكرى انزال السادس من حزيران/يونيو في منطقة النورماندي التي سيحضرها ايضا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.