اتهمت أوكرانياروسيا، اليوم (السبت)، بشن حملة دعائية لتبرير "عدوانها" في الشرق، الذي يشهد تمرداً انفصالياً موالياً لروسيا، ونسف شرعية الرئيس الجديد الموالي للغرب، بيترو بوروشنكو. وفي أعقاب المعارك الدامية، في بداية الأسبوع، في مطار دونيتسك الدولي، تتزايد الصدامات بين المتمردين والقوات الموالية في المنطقة، حيث فُقد أثر فريقين من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتنتقد موسكو عملية "عقابية" تقوم بها كييف، وتدعو إلى "وقف العمليات العسكرية"، تمهيداً لإجراء حوار مع الانفصاليين. وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريي دشتشيتسا، إن "الكرملين يواصل إصدار بيانات انفعالية، واختلاق معلومات، بهدف دعم العدوان الروسي". وأضاف، في مقالة نشرتها صحيفة "كييف بوست"، أن "الحملة الإعلامية الكثيفة التي قام بها الكرملين، في الأيام الأخيرة، ضد عملية التصدي للإرهاب عبر خطاب مزدوج، ومعلومات خاطئة، تؤكد أمراً واحداً: إنها الفرصة الأخيرة لروسيا لمحاولة التأثير على الرأي العام الدولي". واتصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مجدداً بنظيره الأميركي جون كيري، الجمعة، ليطلب منه إقناع كييف بوقف هجومها في الشرق. وكرر فلاديمير بوتين، في الأيام الأخيرة، دعواته في الاتجاه نفسه، عبر اتصالات هاتفية مع عدد من الزعماء الغربيين، ولاسيما نظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، الجمعة. واتهمت موسكو، الجمعة، الجيش الأوكراني بانتهاك اتفاقية جنيف 1949، حول حماية المدنيين، من خلال استخدام وسائلها العسكرية "عمداً" ضد السكان، وعرضت "مساعدة إنسانية" في الشرق، مشيرة إلى أنها تلقت نداءات لطلب المساعدة. وقال دشتشيتسا إن "تقديم أسلحة من جهة، وأدوية من جهة أخرى، أمر أقل ما يُقال فيه إنه ينطوي على تناقض". وإذا كان الحلف الأطلسي اعتبر، حتى الآن، أن روسيا سحبت ثلثي قواتها من الحدود الأوكرانية، فإن كييف تندد بوجود مواطنين روس بين المتمردين، مشيرة إلى أن أسلحتهم، بما فيها الثقيلة، "روسية". وأعربت واشنطن، من جهة أخرى، عن قلقها من "وصول مسلحين من جمهورية الشيشان"، التي تقطنها أكثرية مسلمة من القوقاز الروسي. واعلن الانفصاليون، أنفسهم، أن أكثرية القتلى الأربعين في معارك مطار دونيتسك من الجنسية الروسية. وقال وزير الخارجية الأوكراني إن "روسيا تسعى إلى نسف شرعية بيترو بوروشنكو، الذي انتُخب من الدورة الأولى، في 25 أيار (مايو)". وأكدت السلطات الأوكرانية أنها كسبت مناطق من الانفصاليين، لكن المعارك ميدانياً كثيرة وتزداد عنفاً، وعمّت الفوضى قسماً كبيراً من المنطقة، منها العاصمة دونيتسك.