رحبت الولاياتالمتحدة بحذر الجمعة بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي وعد فيها باحترام "خيار الشعب الاوكراني" في الانتخابات الرئاسية الاحد. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض "سنرحب ب(صدور) مؤشر من الروس يظهر قبولهم بنتائج انتخابات حرة وعادلة وديموقراطية في اوكرانيا". ويعكس حذر الناطق وربطه ترحيب بلاده بشروط، نوعا من الشك لدى واشنطن في تصريحات بوتين. وتتهم الولاياتالمتحدة منذ اسابيع روسيا بتعمد زعزعة استقرار اوكرانيا. واضاف كارني "نركز حاليا على حسن سير هذه الانتخابات بشكل حر وعادل". ويفيد آخر استطلاع للرأي ان البليونير الموالي للغرب والاوفر حظا للفوز بالانتخابات بترو بوروشنكو، يعزز تقدمه بأكثر من 44% من نوايا التصويت، متقدما على رئيسة الوزراء السابقة ورمز ثورة 2004 يوليا تيموشنكو (8%). لكن ليس من المؤكد ان يفوز من الدورة الاولى. وينظر الى انتخابات الاحد في اوكرانيا التي يرفضها الانفصاليون في شرق البلاد باعتبارها احد اهم الانتخابات في تاريخ البلاد منذ 1991 وتاتي في ظرف تتهدد فيه اوكرانيا مخاطر الانقسام وسط اقتصاد على حافة الانهيار. وفي سان بطرسبورغ، شمال غرب روسيا اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر اقتصادي، بعناية كلماته ليؤكد انه سيحترم "اختيار الشعب الاوكراني" دون ان يعلن انه سيعترف بالرئيس الجديد او ان الرئيس الخامس لاوكرانيا سيكون شرعيا. وقال بوتين "في المبدأ ووفق الدستور، لا يمكن اجراء انتخابات كون الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش (...) هو الرئيس الحالي". لكنه اضاف "نريد نحن ايضا ان يعود الهدوء في نهاية المطاف (الى اوكرانيا)، سنحترم خيار الشعب الاوكراني"، مؤكداً انه سيعمل مع الرئيس الاوكراني المنتخب. وندد بوتين مجددا ب"انقلاب" مدعوم من "اصدقائنا الاميركيين" في اشارة الى حركة الاحتجاج التي اطاحت في كييف بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي فر الى روسيا. واضاف بوتين "في النهاية (النتيجة) هي الفوضى وحرب اهلية حقيقية" في اشارة الى المعارك بين جيش كييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا في شرق اوكرانيا. وخلفت هذه المعارك اكثر من 150 قتيلا بين جنود ومسلحين ومدنيين، بحسب حصيلة تعتمد الحد الادنى اعدتها "فرانس برس". وفي الاثناء تواصلت الجمعة المعارك في شرق اوكرانيا غداة يوم اسود للجيش الاوكراني تكبد فيه اكبر خسارة في صفوفه منذ 13 نيسان (ابريل) تاريخ بداية العملية العسكرية الهادفة الى استعادة السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك. فقد قتل الخميس 18 جنديا اوكرانيا. وبحسب مراسلين ل"فرانس برس" قتل الجمعة اربعة متمردين مؤيدين لروسيا وثلاثة متطوعين في "كتائب" دعم الجيش الاوكراني في مواجهات على الطريق المؤدي الى شمال غرب دونيتسك. كما شهدت مدينة دونيتسك المعقل الرمز للحركة الانفصالية في شرق اوكرانيا، معارك مع اقتراب اقتراع مهم لمستقبل اوكرانيا بعد ستة اشهر من ازمة سياسية دفعت البلاد الى حافة الحرب الاهلية والتقسيم واثارت ازمة دبلوماسية حادة جدا بين روسيا ودول غربية هي الاسوا منذ نهاية الحرب الباردة. وفي كييف لطخت اعمال العنف نهاية الحملة الانتخابية التي تنتهي منتصف ليل الجمعة.