أعلن مقاتلو الطوارق الانفصاليون أمس سيطرتهم على الجزء الشمالي الشرقي بالكامل من مالي، بعد يومين من خسارة الجيش معركة على مدينة كيدال الرئيسية ضد المتمردين. وقالت الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي تطالب باستقلال الشمال: إن مقاتليها على مقربة من مدينة جاو التي وضعت بها فرنسا، القوة الاستعمارية سابقا، نحو ألف جندي. وقال موسى ايه جي اطهر المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير ازواد بعد عصر الجمعة: "نحن نسيطر على كيدال وميناكا واجلهوك وانيفيس وتساليت واندرامبوكان ونحن على بعد 45 كيلومترا من جاو". وقال المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير ازواد: إن المتمردين يحتجزون 40 من جنود مالي. وقالت الأممالمتحدة: إن مئات السكان تشردوا خلال القتال بين جيش مالي والحركة الوطنية لتحرير ازواد وفر الكثيرون إلى الصحراء. وهرب آخرون إلى الجزائر المجاورة أو جاو. وقالت منظمتا «أطباء بلا حدود» والصليب الأحمر المالي: إن عشرات الأفراد أغلبهم جنود ومتمردون خضعوا للعلاج من اصابات بأعيرة نارية وغيرها من الاصابات. وقال منسق منظمة أطباء العالم اوليفر فاندكاستيل: "قمنا بعلاج 30 مقاتلا من الجانبين في مستشفى كيدال. ومازالت 15 جثة على الأقل ملقاة في الشوارع ولكننا نرى ان الخسائر المدنية محدودة". من جهته قال وزير الدفاع سوميلو بوبي مايجا، الذي نفى في البداية ان الجيش خسر الكثير من الأرض، إننا" سوف نعيد تنظيم قواتنا" و"نتعلم بعض الدروس". وكان مايجا قد قال امس ان نحو 20 جنديا قتلوا وأصيب 30 في محاولة فاشلة من جانب القوات الحكومية لاستعادة بلدة كيدال معقل الانفصاليين الطوارق هذا الاسبوع. وشن الجيش هجوما على كيدال الاربعاء بعد اشتباكات اندلعت في مطلع الاسبوع اثناء زيارة للبلدة قام بها مؤخرا رئيس الوزراء المعين موسا مارا. وقتل ثمانية مدنيين بينهم ستة موظفين حكوميين عندما هاجم الانفصاليون مكتب الحاكم المحلي. وتم احتجاز 32 موظفا حكوميا آخرين رهائن بواسطة المتمردين ثم أفرج عنهم في وقت لاحق. وتتهم الحكومة الانفصاليين وبينهم الحركة الوطنية لتحرير أزواد بتجديد التحالفات السابقة مع جماعات اسلامية مرتبطة بالقاعدة. وقال مايجا: "الحركة الوطنية لتحرير أزواد تلقى دعما من حلفائها التقليديين." وادانت المسؤولة العليا لشؤون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون القتال ودعت إلى وقف فوري لاطلاق النار.