لقي خمسة من الجنود اليمنيين حتفهم وأصيب 12 آخرون امس الاربعاء، إثر تجدد الاشتباكات بين الجيش ومسلحين ينتمون إلى الحوثيين في عمران، شمال العاصمة صنعاء, وبذلك يرتفع عدد قتلى الاشتباكات المتواصلة منذ الثلاثاء بين صفوف الجيش اليمني إلى 12 قتيلا، بالاضافة إلى 24 جريحا. وأوضح مدير أمن عمران محمد طريق لوكالة الأنباء الألمانية أن اشتباكات اندلعت الليلة قبل الماضية إثر هجوم مسلحين حوثيين على موقع الجميمة العسكري التابع للواء 310 مدرع -وهو أكبر المواقع العسكرية في المحافظة- في محاولة منهم للسيطرة عليه. وأضاف إن افراد اللواء 310 في الجميمة قاموا بتمشيط عدد من المواقع في عمران، تم تصفيتها من الحوثيين، مشيرا إلى سقوط قتلى بين صفوف الحوثيين، من دون تحديد العدد بالتحديد. وعقدت اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة برئاسة المحافظ محمد حسن دماج ومديري الأمن اجتماعاً أمس الثلاثاء لمناقشة تداعيات الهجوم على الموقع العسكري، خاصة وأن الهجوم جاء رغم وعود جماعة الحوثي بالتهدئة. وتزامنت أحداث الأمس مع وصول وكيل الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان للعاصمة صنعاء في زيارة تستغرق عدة أيام، حيث أكد المسؤول الإيراني أن بلاده مهتمة باليمن وتتابع التطورات الجارية فيها. وتواجه طهران اتهامات بدعم الحوثيين منذ عام 2004، وهو العام الذي نشأت فيه الجماعة وخاضت آنذاك ستة حروب مع الجيش، سقط خلالها الآلاف من الجانبين بين قتيل وجريح. وقال عبدالله ابو ركبة، أحد اعضاء حزب الإصلاح في عمران، إن جماعة الحوثي «تحاول إثارة الفوضى والاستيلاء على المواقع العسكرية لتستطيع بعد ذلك مد سيطرتها إلى العاصمة صنعاء». ذكرت مصادر عسكرية أن الاشتباكات بدأت الثلاثاء عندما هاجم مسلحون موالون للحوثيين الشيعة مواقع عسكرية وأمنية قرب مدينة عمران في المحافظة التي تحمل نفس الاسم، ما أسفر عن مقتل ستة جنود وضابط. ورد الجيش على الهجوم فقتل تسعة من المقاتلين وأوضح ابو ركبة أنه رغم وصول لجنة وساطة برئاسة فؤاد العنسي، مدير شؤون الضباط بوزارة الدفاع، صباح اليوم في مسعى لوقف هذه الاشتباكات، إلا أن ذلك قوبل بالرفض. ولم يعرف حتى الآن تفاصيل ما ناقشته تلك الوساطة. ويقول أبو ركبة: «جماعة الحوثي تفتعل الأزمات وتخرق جميع الوساطات». من جهته، نفى علي ناصر البخيتي، وهو صحفي محسوب على جماعة الحوثيين، ل(د.ب.أ) جميع الاتهامات التي وجهت للحوثيين. وأضاف: «المعارك الدائرة في عمران هي معارك بين مليشيات تتبع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) والذي انضم له مؤخراً بعض المجاميع المتشددة الفارة من الحرب في محافظتي ابين وشبوه من ناحية وبين رجال قبائل موالين لأنصار الله (الحوثيون) من ناحية اخرى». وبين البخيتي أن غرض مليشيات الإخوان واللواء «المتمرد» 310 افتعال الحرب وتوريط الجيش في معركة مع «أنصار الله»، وذلك «للفت الأنظار عن المعركة الأم التي يخوضها الجيش ضد القاعدة في أبين وشبوة». وتابع: «هم فقط يريدون ارباك الجيش وتشتيت الرأي العام ولن تحل هذه المشكلة إلا في حال تغيير محافظ عمران دماج وقائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي اللذين ينتميان الى جماعة الإخوان ليتم استبدالهما بشخصيات وطنية مستقلة عن الصراع السياسي». وبحسب البخيتي، فإن غرض مليشيات الإخوان واللواء «المتمرد» 310 افتعال تلك الحرب وتوريط الجيش فيها. ويأتي ذلك الهجوم بالتزامن مع الحملة العسكرية التي يشنها الجيش اليمني منذ نيسان/ابريل الماضي ضد تنظيم القاعدة للقضاء على معاقلهم في محافظتي ابين وشبوه جنوبي البلاد. مظاهرات بالجنوب وفي جنوب اليمن, تظاهر الآلاف من انصار الحراك الجنوبي في عدن امس مطالبين ب«الاستقلال» عن الشمال، وذلك في الذكرى العشرين لاعلان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض «فك الارتباط» عن صنعاء بعد اربع سنوات من الوحدة الطوعية، ما أسفر عن حرب اهلية. وتجمع المتظاهرون الذين أتوا من عدة محافظاتجنوبية استجابة لدعوة اطلقها البيض والقيادي الجنوبي حسن باعوم للتجمع في شارع مدرم بحي المعلا. ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة للوحدة اليمنية واعلام دولة الجنوب السابقة، وصورا للقيادات بحسب شهود عيان. ومن الشعارات التي حملها المتظاهرون «21 مايو 2014 عشرون عاما من القهر والمقاومة والتضحيات» و«تجاهل المجتمع الدولي لهدف الثورة الجنوبية السلمية سيوفر بيئة حاضنة للارهاب والعنف» و«لا تراجع عن خيار التحرير والاستقلال». كما رددوا هتافات «أقسمنا بالله أقسمنا، صنعاء لا يمكن تحكمنا». من جهته قال عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي سالم ثابت لوكالة فرانس برس: «ان الحراك دعا إلى هذه الفعالية في الذكرى العشرين لإعلان فك الارتباط، وهو الإعلان الذي لم يكتب له النجاح بعد أن تمكنت القوات الشمالية من اجتياح الجنوب عسكريا وفرض الوحدة بالقوة». وطالب الناشط المجتمع الدولي ب«احترام إرادة شعب الجنوب وحقه المشروع في الاستقلال والانعتاق من هذه الوحدة التي لم نجن منها سوى الويلات والدمار». من جهته، دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض المقيم في المنفى في كلمة ألقاها عبر قناة عدن لايف التي يملكها وتبث من بيروت ما أسماه «نظام الاحتلال» الى «التخلي عن أوهامه وأحلامه غير الواقعية». كما دعا صنعاء الى «الدخول في تفاوض ندي برعاية الجامعة العربية والمجتمع الدولي للعودة إلى الوضع القانوني والجغرافي للدولتين قبل يوم الثاني والعشرين من مايو 1990» تاريخ اعلان الوحدة الطوعية بين الشمال والجنوب الاشتراكي في خضم انهيار الاتحاد السوفياتي. وقاطعت غالبية اجنحة الحراك الجنوبي الحوار الوطني اليمني، الذي قرر تحويل اليمن الى دولة اتحادية من ستة أقاليم، اربعة في الشمال واثنين في الجنوب.