هذا الأسفلت الأسود المتمدد في صحارى بلادنا الغالية هذا الأسود المتمدد باستقامة حينا وبا لتواءاته المخيفة حيناً آخر كأفعى استوائية رهيبة إنه بهذه الوضعية الجذابة أو المرعبة يخاطب (شبابنا وفتياننا ) بصوت غير مسموع إلا لدى الشباب والفتيان يخاطبهم بعبارات ندية غزلية هامسة إذ يدعوهم بأن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ويسفكوا دماءهم الطاهرة عليه والعجيب في الأمر أنهم يستجيبون له بكل أريَحية واستسلام وذلك في ظل غياب عوامل السلامة وأسبابها الوقائية في الطرق السريعة – أقصد الطرق الطويلة بين المدن وكل طرقنا طويلة وقاحلة وصحراؤها مجدبة إلا من سيارات ( البوفيهات) = الأكلات السريعة ومحطات البنزين. إن هذه الطرق وأمثالها تحتاج إلى السلامة الوقائية بشكل ضروري مثل دوريات المرور والهلال الأحمرعلى أن تكون على مدار الساعة ولا ننسى مايسمى (ساهر) للحد من هذه السرعات الجنونية وكبح هذا التسابق المحموم نحو الموت مثل طريق الدمامالأحساء – والأحساءالخبر طريق العقير .. وقس على ذلك الطرق الشمالية و الجنوبية إنها محنة تنعق بصوتها المشئوم ولم تجد من يُسكِت هذا الصوت أو يحاول تخفيف نعيقه ..وإن وجد أحياناً فعلى استحياء. إن هذه الطرق وأمثالها تحتاج إلى السلامة الوقائية بشكل ضروري مثل دوريات المرور والهلال الأحمر على أن تكون على مدار الساعة ولا ننسى مايسمى (ساهر) للحد من هذه السرعات الجنونية وكبح هذا التسابق المحموم نحو الموت أو الانتحار غير المقصود . إننا نعاني من هذا النزف المزمن من دمائنا ودماء أولادنا على هذا الإسفلت القاسي .ونعاني من فقد مستمر لأولادنا (الشباب و الفتيان) – عدة المستقبل- ندفنهم بأيدينا أسبوعياً نهيل التراب على بضعة منا والبضعة أعني بها القطعة من قلوبنا .. وأعني بها العدد الذي يقترب من العشرة . إنها مأساة مزمنة ومتكررة بل نشعر أنها دائمة . والمرور لايحرك ساكناً إلا إذا حدث الحادث أجرى اللازم . سؤال يكاد يخنق كلّ أم وكلّ أب . ألا وهو : إلى متى ونحن نربي أولادنا ونتعب من أجلهم ونفرح بنجاحهم وتوظيفهم حتى إذا آنسنا منهم آية الرشد- كما قال ابن الرومي في مرثيته لابنه - اختطفهم هذا المارد الأسود الإسفلت بمؤازرة المارد المتحرك ( السيارة ) واستلمنا جثامينهم لنضعهم في حفرة مظلمة وأهلنا عليهم التراب بأيدينا . ذهبوا إلى رحمة الله إن شاء الله وتركوا في قلوب آبائهم وأمهاتهم وذويهم وأحبابهم ومعارفهم غصة لايمحوها مرور الأيام والليالي .. بل تشحنها حرقة وأسى . هذا مايحدث في الطرق السريعة ناهيك عن ضحايا التفحيط بجميع أشكاله وضحايا الجمال (البعارين) .. فهل لنا من مجيب ؟؟؟