أصبح المواطن الشاب علي العباد 32 عاماً معروفاً لدى أهالي الأحساء خرازا وصانعا للأحذية، وجاءت هذه الشهرة للعباد بسبب مشاركاته المتعددة في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، ولأنه يمثل منطقته في هذا المحفل التراثي من كل عام فقد فتح العباد بوابة تعرف الناس بمهنته التي عشقها منذ نعومة أظافره، العباد يصنع الأحذية الشعبية في محله وفي هذه المادة يصف العباد جزءا من تفاصيل مهنته وما تكتنزه من أسرار فضلا عن إصراره على ممارسة هذه المهنة التي أعطته الشيء الكثير على حد قوله، ومن حيث البداية يتحدث العباد عن تجربته العملية في هذا المجال فيقول :" وأنا في عمر 14 عاماً تعلمت مهنة الخرازة وتصليح الأحذية التي تصنع من الجلد الطبيعي الخالص والتي تدعى لدينا باسم" الزبيري و القصيمي " والتي مازال كبار السن يلبسونها الآن غالباً، وبدأت في هذه المهنة عندما تأثرت بأحد الصناع الذي كان يصنع و يبيع الأحذية في سوق القيصرية الواقع في محافظة الأحساء قبل تعرضه للحريق، ولقد كنت أقضي عدة ساعات يومياً بالجلوس داخل دكانه كما كنت حريصا على تعلم هذه المهنة بأي ثمن، وعندما رأى إصراري قام بإعطائي الأساسيات الضرورية التي ساعدتني على الاعتماد على نفسي فيما بعد مثل معرفة المقاسات التي يتم فيها استخدام الجلد وكذلك كيفية ربط الخيط الذي يتم فيه تثبيت الحذاء"، وعن طريقة الصناعة لهذا النوع من الأحذية قال العباد :" الأداة التي يتم استخدامها لصنع الحذاء هي إبرة مصنوعة من النحاس، وهذه يتم بها خياطة الحذاء، وهناك قاعدة حديدية لتثبيت الحذاء، أما بقية الأشياء التي يتم بها صنع الحذاء فتكون جاهزة مثل الخيوط المصنوعة من النايلون ويتم استيرادها من مدينة جدة، أما الجلد فهو مصنوع من الجلد المشمع وهذا يستورد غالبا من تركيا و سوريا و باكستان، أما سطح أرضية الحذاء فتكون من البلاستيك المطاطي وهذا يتم استيرادها من أغطية كابلات الكهرباء بعد أن ترمى لأنها مقاومة للتآكل"، وعن أنواع الأحذية أضاف العباد:" هناك ارتباط تراثي بين هذه الأنواع من الأحذية وبين من يلبسها، وذلك بسبب قدم صناعتها وهذا يعود منذ أكثر من مائة عام، وهذا الارتباط خاصة لدى أهالي منطقة الأحساء ومنطقة القصيم، وهذا الشيء جعل لكل منطقة اسما لها .. فأهالي الأحساء يطلقون عليه "الزبيري" أما أهالي القصيم فيعرف لديهم" بالقصيمي " .. ورغم من تعدد إشكال وأنواع الأحذية في هذه الأيام والتي يتم صناعتها من أفخر الماركات العالمية إلا أن هذه الأحذية مازالت تجد من يفضلها سواء كانوا من الشباب أو من كبار السن حتى إن بعضهم من بعض الدول الخليجية القريبة من محافظة الأحساء يفضلون شراءها"، وعن أسعارها وما وصلت إليه من الجودة أو التقليد أوضح العباد قائلا :" أسعار هذه الأحذية خاصة الأصلية منها يتراوح ما بين 200 إلى 250 ريالا، أما المقلدة منها والتي يتم جلبها من خارج المملكة فسعرها يتراوح ما بين 25 إلى 30 ريالا ".