يعتبر سلمان النخلاوي 59 عاماً الشخص الوحيد الذي ظل محافظاً على مهنته بائعا متجولا للبليلة والذرة، وذلك منذ أن بدأ في ممارستها قبل 20 عاماً ومازال متنقلاً بعربته التي صممها بنفسه في شوارع وأحياء مدينة سيهات بمحافظة القطيف، النخلاوي يحضر طلبات البليلة لزبائنه تصوير إبراهيم اللويم ورغم التغيرات التي طرأت على حياتنا المعيشية وطرزها إلا أن هذا الرجل مازال متمسكاً بمهنته المتواضعة حيث يصطف بعربته في احدى الزوايا ينتظر زبائنه من المارة، .. سلمان النخلاوي وصف لنا جزءا من تفاصيل مهنته في هذه المساحة فقال:» أبدأ عملي من بعد صلاة الفجر يومياً .. وأقوم بنفسي بإعداد المقادير لطبخ البليلة والذرة وكذلك إعداد المقبلات التي توضع على الوجبة من بهارات وسلطة خضراء وكذلك عصيرات معلبة وأحياناً تعاونني زوجتي على ذلك، وبعد الانتهاء من إعداد كل ذلك أنتقل بعربتي المتواضعة والتي صممتها بنفسي لكي تحفظ لي المأكولات وتساعدني على التنقل في عدة أماكن بحثاً عن الزبائن»، وأضاف النخلاوي:» بعد ترتيب كل هذه الأمور الضرورية استعد بعدها للخروج بعربتي بعدما تشرق الشمس بساعة، وذلك كي أتوجه بها إلى أماكن البيع التي أصبحت معروفاً فيها وهي بالقرب من مدارس الأولاد وفي الشوارع الضيقة وعند أزقة الأحياء الشعبية في مدينة سيهات، فهذه الأماكن يكثر فيها المارة من الشباب والأطفال، ولا توجد ساعات مخصصة أعمل فيها، فمنذ أن أخرج من البيت يومياً لا أفكر سوى في بيع ما لدي .. وأحياناً أبقى قرابة 15 ساعة فيما لا يتجاوز ربحي المادي 150 ريالاً، ولكن في بعض الأوقات ينفذ كل ما لدي في قرابة الساعتين أو الثلاث ساعات، وأعود إلى بيتي لأستعد ليوم آخر، وهذا يحصل معي في أيام العطل الأسبوعية وكذلك في الإجازات الصيفية التي يدخل فيها شهر رمضان المبارك، ورغم الصعوبات التي تواجهني في مهنتي وأهمها العمل المتواصل وكذلك تغير الأجواء التي نشهدها بين حين وآخر وتحديداً عندما يكون الجو مغبراً إلا أنني لم أفكر يوماً من الأيام أن هذه المهنة الشريفة التي زادتني شهرة وصارت مصدر رزق لي ولأسرتي سوف تنقص من قدري أو تقلل من مكانتي بين أفراد المجتمع، بل على العكس لقد أصبحت معروفا لدى الناس من خلال هذه المهنة «.