ينتظر اللبنانيون اليوم جلسة انتخاب الرئيس وتصاعد الدخان الأبيض من البرلمان، حيث يعقد البرلمان اللبناني اليوم أول جلسة له لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن المحللين والسياسيين يستبعدون أن يحسم اسم الرئيس خلال هذه الجلسة، بل يخشون الوصول إلى طريق مسدود نتيجة الانقسام الحاد في البلاد حول موضوعين أساسيين: سلاح حزب الله والنزاع السوري. وتقول عميدة كلية العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فاديا كيوان لوكالة فرانس برس «الأمر شبه المؤكد، إنه لن يتم انتخاب أي رئيس في الدورة الأولى. لن يتمكن أي مرشح من الحصول على ثلثي أصوات مجلس النواب المؤلف من 128 عضوًا». وتقول كيوان: إن «التحدي إقليمي من القوى الناخبة؛ لأن الرئيس القادم سيحدد المسار الذي ستتخذه ملفات أساسية مثل سلاح حزب الله». وإلى جانب جعجع وعون، تتداول وسائل الإعلام أسماء مرشحين آخرين يتكرر طرح أسمائهم عند كل استحقاق رئاسي، من دون أن تعرف تمامًا حظوظهم، وهم: الرئيس السابق أمين الجميل والنائبان بطرس حرب وروبير غانم من قوى 14 آذار، والنائب سليمان فرنجية المعروف بصداقته لبشار الأسد. كما طرحت أسماء من خارج الاصطفاف السياسي القائم، مثل قائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلا أن انتخاب أحد هذين الاسمين يتطلب تعديلًا للدستور الذي يمنع ترشح موظفين كبار إلى الرئاسة، ما لم يقدموا استقالاتهم قبل سنتين من موعد الانتخابات. ويفترض ان تعقد جلسة اليوم بنصابها القانوني ما لم يزج بسلاح تعطيل نصاب الثلثين من اللحظة الأولى، ولا تزال عرضة لغموض واسع يتحكم بمجمل المشهد الانتخابي خاصة على صعيد موقف قوى 8 آذار بعدما اتجهت قوى 14 آذار بقوة إلى موقف حاسم بالالتفاف حول مرشح واحد هو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. تبني جعجع وتتجه قوى «14 آذار» إلى تبني ترشيح رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وفق ما أكدت مصادر قواتية ل«النهار». وكان اتصال رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري بجعجع ،والقول له: هذا أول اتصال تهنئة بالعيد لمرشحنا لرئاسة الجمهورية»، هدية عيد وإشارة رسمية أولى لتبني «المستقبل» ترشيح رئيس «القوات». وتقول مصادر «القوات اللبنانية»: إن ترشيح «14 آذار» جعجع باتت شبه منتهيًا، لكن هل سيترشح الرئيس الجميل؟ تجيب: «بالطبع لا؛ لأن «14 آذار» سيكون لها مرشح واحد»، ماذا عن احتمال ترشحه بعد الجلسة الأولى؟ ترد المصادر: «سنرى سير الأمور بعد جلسة اليوم». وتشدد المصادر على أن «الشخص المرشح عندما ينتخب يصبح رئيسًا لكل اللبنانيين وليس لمواجهة فريق، لكن الفريق الآخر يريد ضرب ترشح شخصية الدكتور جعجع وإعطائه توصيفات غير منطقية لا علاقة لها بالحياة السياسية والديموقراطية. ولفت المكتب السياسي الكتائبي إلى أن «المرحلة الحالية تحتم، أكثر من أي يوم مضى، وجود رئيس قادر على رأس البلاد نظرًا للتحديات القائمة والتحولات المصيرية المحيطة بلبنان والشرق الأوسط»، وأهاب «بكل الكتل النيابية حضور جلسة اليوم لتأمين النصاب والبدء بانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وشدد المكتب بعد اجتماع له قيّم فيه نتائج الاتصالات التي أجراها أعضاؤه في شأن ترشيح رئيس الحزب أمين الجميل لرئاسة الجمهورية، على «ضرورة المحافظة على وحدة قوى 14 آذار وتضامنها لتكون القاعدة الناخبة التي ينطلق منها مرشحها للحصول على أوسع تأييد وطني»، وأناط «برئيس الحزب الرئيس الجميل مسؤولية استكمال الاتصالات لتحديد المواقف التي تفرضها التطورات ومراحل العملية الانتخابية».