فجر تيار المستقبل حرب التوقعات حول اختيار الرئيس اللبناني المقبل، بعد أن نفت مصادر مسؤولة داخله الأنباء التي ترددت عن عودة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري إلى لبنان للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس الأربعاء. وفق ما صرح به عضو التيار النائب سمير الجسر الذي توقع عودة الحريري للمشاركة. وأضاف الجسر في تصريحاته أن اسم مرشّح فريق 14 آذار الرئاسي سيتبلور هذا الأسبوع، في إشارة واضحة إلى أن التيار لم يقرر حتى الآن بصورة رسمية دعم ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لاسيما أن هناك مرشحين آخرين داخل 14 آذار تجري المشاورات حول ترشيحهما، وهما الرئيس الأسبق أمين الجميل عن حزب الكتائب ووزير الاتصالات بطرس حرب. وأضاف "الجلسة المعلنة الأربعاء المقبل لن تشهد انتخاب أي رئيس، لأن العمليّة تستوجب أصوات ثلثي أعضاء المجلس، وهذا غير موجود لأي مرشح، سواء من قوى 8 أو 14 آذار". مشيراً إلى أن دعم المستقبل لجعجع في حال ترشح شخصيات من داخل فريق 14 آذار ستعلن بصورة واضحة نهاية الفريق. ووفق المعطيات فإن جعجع لن يتراجع عن ترشحه للرئاسة، في حين أن تيار المستقبل يبحث عن طريقة لتحسين وضع 14 آذار في الانتخابات الرئاسية، وإلا فإن القبول بتسوية لاحقة لمنع وجود فراغ دستوري قد ينتج عنه انتخاب رئيس مقرب من 8 آذار، خصوصاً أن "وسطيين" يطرحون أسماء أخرى مثل النائب السابق جان عبيد المدعوم أيضاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأضافت مصادر مطلعة أن عدم حضور الحريري والنائب عقاب صقر سيؤدي إلى أن تكون الأصوات التي يحصل عليها مرشح التيار ستكون أقل من المتوقع. وكان بري قد أعلن أن الظروف السياسية لنجاح جلسة انتخاب رئيس للجمهورية لم تنضج بعد. وفي حال نضوجها، أكد على ضرورة حصول أي من المرشحين في الدورة الأولى على ثلثي عدد النواب أو سيضطر إلى عقد دورة ثانية، حيث سيتم انتخاب الرئيس الجديد على قاعدة النصف +1. من جانب آخر قالت مصادر داخل حزب الله إنهم لن يدعموا ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، حتى يعلن هو ترشحه رسمياً، بعد انتهائه من مشاوراته واتصالاته الداخلية والإقليمية والدولية. وفي حينها سيؤازره حزب الله بشكل كامل. لكن أكدت هذه المصادر أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يحدث في الأفق القريب، مما يعني أن الفراغ الرئاسي هو الاحتمال المتوقع حتى حدوث تفاهم سياسي معين. إلا أن مصادر داخل الحزب ذكرت أن تبني قوى الرابع عشر من آذار لترشيح جعجع للرئاسة سيدفعها تلقائياً لتبني عون كمرشح أساسي لقوى الثامن من آذار. من هنا يبدو أن الفريقين ينتظران قرار تيار المستقبل حول مرشحه الرئاسي قبل تحديد موقفيهما.