زوجة تسأل: أقام زوجي علاقة مع فتيات عبر الإنترنت بحثاً عن زوجة ثانية، ولم يخبرني إلا بعد أيام، وبعد التفكير ومشاورة أهل العلم أعلنت لزوجي بأنني أرفض أن أبقى على ذمته لو تزوج؛ بحجة أن راتب زوجي لا يكفينا، وأنني أغار، عندها تراجع زوجي قائلا: إنه سيتزوج لو أذنت له بذلك، وأنا اليوم مازلت أجد رسائل إلكترونية تأتي لزوجي، وفقدت الثقة به، وأعيش في خوف دائم من أن يتزوج بأخرى دون علمي، وأنا أفكر في الطلاق؛ لأنني أشعر أن زوجي لا يحبني، فهل أنا آثمة لو طلبت الطلاق؟ د. غازي بن عبد العزيز الشمري
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: يجب على النساء دراسة الأحكام الفقهية الخاصة بعصر الإنترنت، وما فرضه عليهن من حقوق مستجدة للرجل؛ حتى لا يعشن متخلفات! ويسببن لأزواجهن الكثير من المشكلات، وتعكير صفو هذه الحياة الإنترنتية! إن ما نواجهه في هذا الزمان شكاوى مُرة ومؤلمة عبر الإنترنت والفضائيات والجوالات أغلبها من النساء، ألا يخشى الرجال يوماً يسألون فيه عن آخر ما وصى به الحبيب صلى الله عليه وسلم وقرنه بالصلاة «الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم». ورغم كل هذا فإن من الإجحاف أن أعمم، فلا زال الزمان يجود -والحمد لله- بالكرماء، فما أكرم المرأة إلا كريم، وما أهانها إلا لئيم. أختي الكريمة لا بد أن نقرر بداية أن الشرع قد أباح للرجل المسلم الزواج إلى أربع نساء، وشرط عليه العدل، وإلا فإن حسابه عند الله شديد، ومن العدل أن تؤدى كافة الحقوق للزوجة الأولى، وألا يُنقص من حقها شيء معنوياً كان أو مادياً. وإذا كان الحبيب -صلى الله عليه وسلم- قد أوجب توفر القدرة المادية عند الرجل عندما يريد التزوج بالأولى، ولا يشفع له شدة حاجته للزواج أن يقبل عليه من لا تتوفر لديه القدرة على توفير سبل الحياة الكريمة لمن سيتزوجها «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج» فما بال الحال لمن أراد أن يتزوج بالثانية وهو غير مستطيع مادياً، وحاجته بالطبع ليست كحاجة من لم يتزوج من قبل. زوجك غير مستطيع من الناحية المادية، ويستعيض عن ذلك بهذه العلاقات الوهمية التي يضيع فيها عمره وجهده، وبالطبع تؤثر على رعايته لأولاده. (لا بد من أن تجلسي معه جلسة مصارحة، وتكوني حازمة في موقفك منه، وتعلني له أنك لا تقبلين ولا ترضين له بمثل هذه العلاقات لا بد من أن تجلسي معه جلسة مصارحة، وتكوني حازمة في موقفك منه، وتعلني له أنك لا تقبلي ولا ترضي له بمثل هذه العلاقات، وأن عليه أن يتقي الله في هؤلاء الفتيات، فكما تدين تدان، ولا بد من قطع هذه العلاقات، وأن يستخدم الإنترنت فيما هو مفيد وإلا فليتركه كلية. ابحثي عن صديق مقرب لزوجك، أو إمام مسجد الحي الذي تقطنون فيه، أو عمن يساعدك في مركز إسلامي مثلاً قريب منكم، شخص تثقين بخلقه ودينه، وتطلعينه على هذا الأمر في سرية شديدة، وتطلبين مساعدته بتوفير صحبة صالحة لزوجك تخرجه من هذا العالم الوهمي الذي استحوذ عليه. لا بد من أن تكملي دراستك، وتبحثي لك عن وظيفة، والجئي لكل السبل لإقناعه بهذا. ابحثي عن أسر مسلمة كريمة، وأقيمي معها علاقات وتواصل، فالمسلم في الغربة يحتاج إلى أن يكون حوله من يعينه بعد الله تعالى في الأزمات والكرب، وقوّي صلتك بأهلك، وأطلعيهم على تطور وضعك مع زوجك. اصبري عليه سنة أخرى، وابذلي أقصى ما عندك لتستميلي قلبه بالكلمة الطيبة والزينة والتودد له، اطلبي منه أن تخرجا سوياً في نهاية الأسبوع، اطلبي من أولادك أن يلتفوا حول أبيهم ويطلبوا منه أن يقضي معهم وقتاً في اللعب أو المذاكرة لهم، مع الدعاء إلى الله تعالى أن يصرفه عما هو فيه، ويحببك إليه. اصرفي نظرك عن الطلاق الآن، لعل الله تعالى يحدث بعد ذلك أمرا، فإن لا قدر الله لم تتحسن أحواله في هذه السنة، فعودي إلينا بالاستشارة مرة أخرى، ولكن لا تتخذي قراراً من دون استشارة. أسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويعجل لكِ الفرج القريب أنتِ وكل من تعاني في هذا الزمان بمثل معاناتك.