فشلت المحاولة الاولى للغواصة الالية "الزعنفة الزرقاء" في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة منذ نحو اربعين يوما في قاع المحيط الهندي، بعد اختصار المهمة الاولى لان الغواصة بلغت الحد الاقصى الذي يمكن ان تنزل اليه، فيما اطلقت امس ثانية للبحث عن حطام الطائرة. والغواصة غير المأهولة والمسماة بلوفين-21 او "الزعنفة الزرقاء" مجهزة بجهاز رادار لتحت الماء (سونار) وقد ارسلت الى القاع مساء الاثنين من على متن السفينة "اوشن شيلد" التي تدير عمليات البحث عن الطائرة المفقودة منذ الثامن من مارس في جنوب المحيط الهندي. واعلن المركز المشترك لتنسيق الوكالات المكلف بتنظيم اعمال البحث ان "بعد قرابة ست ساعات من بدء المهمة، بلغت بلوفين-21 عمقها الاقصى (4500 متر) وعادت الى السطح". واوضح المركز ان "المعلومات التي تم جمعها خلال هذه المهمة الاولى يتم تحليلها في الوقت الحالي". وأضاف: إن نظام أمان ملحق بالغواصة أعادها إلى السطح، ولم يلحق بها أي أضرار. وتم تحليل البيانات التي جمعتها "بلوفين 21" يوم الاثنين لدى عودتها لكن لم يكن هناك ما يلفت الانتباه، حسبما قالت البحرية الأمريكية في بيان. وقامت طواقم الإنقاذ بتغيير منطقة البحث لتجنب العمق الشديد. وكان المسؤولون عن عملية الإنقاذ يعتقدون أن عمق منطقة البحث قريب من إمكانيات الغواصة بلوفين، كما درسوا إمكانية الاستعانة بغواصات تستطيع الوصول إلى عمق أكبر، لكنها غير متاحة للمساعدة في الوقت الحالي. وقال ستيفين ويليامز، الأستاذ في جامعة سيدني: إن الغواصة مزودة بنظام أمان يحميها من أي أضرار حال تجاوزها عمق أكبر من 4500 متر. وأضاف: "ربما بعض المناطق داخل نطاق البحث كانت أعمق قليلا من المتوقع، المسؤولون هناك قد لا يكونون على دراية بالبيانات الخاصة بالمنطقة". وجمعت طواقم البحث عينة من النفط وأرسلتها إلى مدينة بيرث غربي استراليا لتحليلها، وهي العملية التي قد تستغرق عدة أيام، وفقا لأنغوس هوستون، رئيس مركز تنسيق البحث عن الطائرة الماليزية. وأضاف هوستون: إن البقعة النفطية لا تبدو مسربة من سفن مرت بالمنطقة، لكنه حذر من إصدار استنتاجات حول مصدرها. قال ماثيوز لشبكة «سي ان ان» الاخبارية الأمريكية: إن «الغواصة مبرمجة للتحرك على علو 30 مترا من قاع المحيط لتكوين فكرة شاملة عما يوجد حولها وتحتها»، وبحسب الخرائط فإن العمق يتراوح في منطقة البحث عن الطائرة بين 4200 و4400 متر وكان من المفترض ان تستمر مهمة الغواصة الالية حتى 16 ساعة، لكن الكابتن مارك ماثيوز في سلاح البحرية الأمريكية التي تشارك في اعمال البحث مع دول اخرى اوضح ان الغواصة بلغت الحد الاقصى لقدراتها لذلك عادت الى السطح. وقال ماثيوز لشبكة "سي ان ان" الاخبارية الأمريكية: إن "الغواصة مبرمجة للتحرك على علو 30 مترا من قاع المحيط لتكوين فكرة شاملة عما يوجد حولها وتحتها". وبحسب الخرائط فإن العمق يتراوح في منطقة البحث عن الطائرة بين 4200 و4400 متر. وتابع ماثيوز ان الغواصة "نزلت حتى 4500 متر وهو الحد الاقصى لها ولذلك عادت الى السطح". وستقوم فرق البحث بمراجعة برنامجها بناء على العمق الذي تم تسجيله في المهمة الاولى والتي تمت في احدى زوايا منطقة البحث. وتابع ماثيوز انه سيتم تعديل "طفيف" لمسار "بلوفين 21"، "بعيدا عن هذه المنطقة العميقة جدا". وحدد المحققون منطقة بحث بالاستناد الى اشارات صوتية رصدت قبل عشرة ايام تتناسق مع الاشارات التي يصدرها الصندوقان الاسودان من على متن الطائرة، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 40 كلم مربعا وتبعد 2170 كلم عن شمال غرب بيرث كبرى مدن الساحل الغربي لاستراليا. والغواصة "بلوفين 21" على هيئة طوربيد وطولها 4،93 مترا، وهي مزودة بجهاز رادار تحت الماء (سونار)، وهذه الالية تستخدم لاخذ عينات من قاع البحار خلال عمليات البحث او انتشال حطام او بحث عن الاثار او لرسم خرائط المحيطات بالاضافة الى عمليات رصد الالغام المائية، ووزن الغواصة 750 كلغ ويمكن ان تظل تحت الماء لمدة عشرين ساعة لكن لا يمكنها الغوص لاعمق من 4500 متر كحد اقصى. وبطاريات الصندوقين الاسودين تعمل مبدئيا لمدة ثلاثين يوما بينما الطائرة مفقودة منذ اربعين يوما تقريبا. وكان القائد السابق للجيش الاسترالي انغوس هيوستن الذي يتولى تنسيق اعمال البحث تحدث الاثنين عن الانتقال الى "مرحلة جديدة" مع ارسال الغواصة الالية، لكنه ذكر ان العملية ستكون طويلة وشاقة. فقد استغرق العثور على الصندوقين الاسودين لرحلة "ايه اف 447" التابعة للخطوط الجوية الفرنسية والتي تحطمت فوق المحيط الاطلسي عامين، مع ان المحققين كانوا يعملون مكان تحطم الطائرة. كما كشف هيوستن عن ان سفينة "اوشن شيلد" رصدت بقعة نفط في منطقة البحث. وتابع ان عينة من ليترين رفعت ويجري تحليلها الا ان النتائج لن تعرف قبل عدة ايام، موضحا ان البقعة لا تبدو وكان مصدرها احدى السفن. وكانت طائرة الرحلة ام اتش 370 تقوم برحلة بين كوالالمبور وبكين في الثامن من اذار/مارس عندما اختفت من على شاشات الرادار بعد اقلاعها وعلى متنها 239 شخصا، وبينما كانت الطائرة تحلق بين ماليزيا وفيتنام قامت بتغيير وجهتها فجأة نحو الغرب وحلقت فوق ماليزيا باتجاه مضيق ملقة، وبحسب بيانات لاقمار اصطناعية فإن الطائرة تحطمت في المحيط الهندي. ومن المقدر بالاستناد الى معلومات الاقمار الاصطناعية ان الطائرة تحطمت في المحيط الهندي بعدما غيرت وجهتها بشكل كامل ولاسباب لا تزال مجهولة. ويدرس التحقيق الجنائي احتمالات عدة منها عملية خطف او تخريب او عمل يائس اقدم عليه احد الركاب او افراد الطاقم، لكن اي دليل مادي لم يتوفر بعد لمتابعة اي من هذه الفرضيات.