واصلت سفينة استرالية امس عمليات البحث في رقعة صغيرة من المحيط الهندي في محاولة لاستئناف الاتصال مع ذبذبات إلكترونية التقطت في مطلع الاسبوع والتي ربما تكون قد صدرت من أجهزة تسجيل رحلة طائرة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة، وإذا تم استئناف الاتصال، فسيتم إنزال غواصة «بلوفين-21» - الصغيرة غير المأهولة - من السفينة «أوشن شيلد» للبحث عن حطام الطائرة، وقد يصبح البحث عن الطائرة الماليزية، أغلى عملية بحث في تاريخ الطيران. وقال انغوس هيوستن رئيس مركز تنسيق وكالات الدول المشاركة في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة: انه لم يعد هناك الكثير من الأمل في العثور على قطعة عائمة من حطام الطائرة . الغواصة بلوفين وقال هيوستن: ان الاشارات الصوتية الصادرة من اعماق المحيط، وتم رصدها في الايام الاخيرة من قبل السفينة الاسترالية اوشن شيلد هي افضل فرضية حاليا. وهي مطابقة للامواج فوق الصوتية التي يبثها صندوق أسود. وسيتم ارسال الغواصة بلوفين-21 التي يتم التحكم بها عن بعد الى اعماق المحيط، ولكن ليس قبل ايام اذ ان السلطات تأمل في تحديد منطقة البحث بشكل ادق. وقال القائد السابق للجيش الاسترالي: «علينا الاستمرار في رصد الإشارات لأيام عديدة الى ان نكون متأكدين من ان البطاريات فرغت» ولا يمكننا التقاط اي اشارة. واضاف هيوستن: «نحتاج الى بث اضافي لنحدد منطقة البحث بشكل افضل». والآلية «بلوفين-21» تشبه الطوربيد ويبلغ طولها 4,93 امتار وهي مزودة بجهاز لالتقاط الاصوات في المياه (سونار). ويستخدم هذا الروبوت في عمليات البحث وانتشال حطام السفن في علمي الآثار والمحيطات، وفي كشف الالغام البحرية. واذا التقط السونار اشارة، ستسحب «بلوفين-21» الى السطح لتزويدها بكاميرا واعادتها الى الاعماق. لكن هذه الآلية لا يمكنها ان تحمل كاميرا وجهازا لكشف الاصوات معا. وقال انغوس هيوستن: «انها عملية طويلة جدا، وبالغة الصعوبة، وخصوصا عندما يتم البحث في اعماق المحيط». واضاف: «سنقوم بإرسال الغواصة مرة بعد الأخرى الى ان نرصد شيئا غير عادي في عمق المحيط». وتزن الغواصة حوالى 750 كلغ، ويمكن ان تبقى في المياه 20 ساعة، لكن لا يمكنها العمل على عمق يتجاوز 4500 متر في المياه على الاكثر، وهو العمق الذي جاءت منه الاشارات التي رصدت. وقال هيوستن: «لا يمكنها الذهاب الى أعمق من ذلك. نحن في أقصى الحدود». وتجري عمليات البحث على سطح المحيط على بعد حوالى الفي كيلومتر عن السواحل الغربية لاستراليا، على طول المسار المفترض للطائرة في قوس يمتد من الشمال الى الجنوب. ولم تسفر عمليات البحث عن اي نتيجة حتى الآن. وفي حال تأكدت فرضية الاشارات الصادرة عن الصندوقين الاسودين، فسيشكل ذلك تقدما كبيرا، بينما يفترض ان يتوقف الصندوقات الاسودان عن بث اي اشارات نهائية بعد ثلاثين يوما من غرقهما. ومنذ الاسبوع الماضي تقوم ثلاث سفن -- صينية واسترالية وبريطانية -- مزودة بأجهزة لالتقاط الأصوات في المياه، بتمشيط الأعماق. والصندوقان الأسودان المزودان بشريحة الكترونية تبدأ البث في حال الغرق، هما الأمل الأكبر للمحققين للعثور على طائرة البوينغ 777 وكشف ملابسات اختفائها أثناء رحلتها. لكن الوقت يضيق، إذ إن أجهزة التسجيل يمكن أن تستمر في العمل لثلاثين يوماً منذ يوم بدء تشغيلهما، لذلك يمكن للصندوقين الأسودين للرحلة ام اتش 370 ان يتوقفا نهائيا في وقت قريب بما انها مفقودة منذ 31 يوما. ويقوم اسطول بحري وجوي دولي منذ اسابيع بالبحث في المحيط الهندي عن حطام او الصندوقين الاسودين لطائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية. اقتربت تكلفة البحث في الشهر الأول بالفعل من مبلغ 32 مليون يورو (44 مليون دولار) أنفقت في عمليات بحث استمرت عدة أشهر خلال فترة زادت على عامين أثناء البحث عن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية في الرحلة ايه.إف447 التي سقطت في المحيط الأطلسي عام 2009 تعقيدات هائلة وحذر هيوستن، من التقليل من حجم التعقيدات الهائلة المصاحبة لعملية البحث. وتجوب 12 طائرة و 14 سفينة منطقة تبلغ مساحتها 34 ألف كم مربع على بعد نحو 1500 كيلومتر غرب مدينة برث الاسترالية، بحثاً عن حطام طائرة الرحلة «إم إتش 370». أغلى عملية بحث وقد يصبح البحث عن الطائرة الماليزية، أغلى عملية بحث في تاريخ الطيران، ويتجه لأن يتكلف مئات الملايين من الدولارات، حيث تشارك 26 دولة بطائرات وسفن وغواصات وأقمار صناعية في الجهود الدولية. وبعد اكتمال شهر من بدء عمليات البحث أشارت تقديرات جمعتها رويترز الى ان 44 مليون دولار على الأقل أنفقت حتى الان على عمليات نشر السفن والطائرات الحربية في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي التي قامت بها استرالياوالصين والولايات المتحدة وفيتنام. واستند هذا التقدير الى بيانات قوات الدفاع عن التكاليف المتاحة عن كل ساعة وتقديرات محللي الدفاع والتكاليف التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). واقتربت تكلفة البحث في الشهر الأول بالفعل من مبلغ 32 مليون يورو (44 مليون دولار) أنفقت في عمليات بحث استمرت عدة اشهر خلال فترة زادت على عامين أثناء البحث عن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية في الرحلة ايه.إف447 التي سقطت في المحيط الأطلسي عام 2009. ومثلما قال الخبراء: إن التكلفة الفعلية للبحث عن الطائرة الفرنسية قد تزيد ثلاث أو أربع مرات عن الرقم الرسمي، فإن نفقات عملية البحث الجارية عن الطائرة الماليزية قد تصل الى مئات الملايين من الدولارات. ولا تتضمن تكلفة البحث التي قدرت بأربعة وأربعين مليون دولار قيمة معدات الدفاع التي تستخدمها دول مثل، بريطانيا وفرنسا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، ولا تكاليف أخرى كثيرة منها استخدام الطائرات المدنية وتكاليف اقامة مئات الافراد وتكاليف تحليل معلومات المخابرات على مستوى العالم.