تضاربت تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين، حول بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس، بين طهران ومجموعة 5+1 حول البرنامج النووي الإيراني. وفيما وصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الاتفاق بأنه «خطوة أولى»، وأن بلاده ستعلق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 20% لمدة ستة أشهر، وسيتم السماح لها باستمرار أجزاء أخرى من برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وأن الاتفاق أقر حقها في التخصيب. رد البيت الأبيض بأن الاتفاق «لا يعترف بحق التخصيب»، وأن إيران قبلت وقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسب تفوق 5%، وتفكيك العملية التقنية اللازمة للتخصيب بنسب تفوق ذلك، كما تعهدت بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة حوالى 20% من خلال تذويبه. ويحد الاتفاق من برنامج إيران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة أشهر. وقد تعهدت إيران حسب البيت الأبيض بعدم بناء أجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم ووقف التقدم نحو تشغيل مفاعل فى مصنع اراك (النووي) الذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم، وقبلت عدم بنائها مصنعا قادرا على استخراج البلوتونيوم من الوقود المستخدم. وأوضحت الرئاسة الأمريكية أن طهران قبلت أن تسمح بوصول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل يومي إلى مواقعها وأن تعلن معطيات عن كيفية عمل مفاعل اراك. وتضمنت البنود الالتزام بعدم فرض عقوبات جديدة خلال فترة ستة أشهر إذا احترمت إيران تعهداتها، إضافة إلى تعليق بعض العقوبات على الذهب والمعادن الثمينة وقطاع السيارات والصادرات البتروكيميائية الإيرانية وتسمح «بعمليات إصلاح وتحقق فى إيران لبعض شركات الطيران الإيرانية». كما تحول الدول الست مبلغا قيمته حوالى 4,2 مليار دولار من مبيعات النفط الإيراني الخاضع لعقوبات خلال فترة الستة أشهر، وفي المقابل ستبقى معظم العقوبات التجارية والمالية الأمريكية سارية، وكذلك العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن. وفيما وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الاتفاق بأنه نجاح، اعتبره الرئيس الأمريكي باراك أوباما «خطوة أولى مهمة». بينما نددت إسرائيل، بالاتفاق الذي وصفته ب«صفقة سيئة وخطأ تاريخي»، مؤكدة حقها في الدفاع عن النفس. وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه تم قبول حق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية... وأن هيكلية العقوبات بدأت تتصدع. وأضاف «لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في النص»، مؤكدا أن أنشطة التخصيب ستتواصل في نطنز وفوردو واصفهان». واعتبرت مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثيرن أشتون، أن ما تم التوصل إليه هو اتفاق على «خطة عمل»، واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن الاتفاق «نتيجة مهمة لكنه ليس إلا خطوة أولى». وقال «أنشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا، آمل في أن يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح بإعادة الثقة».