أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) امس الثلاثاء تعليق كلّ التعاون العملي المدني والعسكري مع روسيا على خلفية ضمها لشبه جزيرة القرم. وأصدر وزراء خارجية الحلف المجتمعون في بروكسيل بياناً أعلنوا فيه "قرار تعليق كلّ التعاون العملي المدني والعسكري بين الناتو وروسيا"، مشيرين إلى أن الحوار السياسي في مجلس الناتو – روسيا يمكن أن يستمر حسب الضرورة على مستوى السفراء وما هو أعلى "لتمكيننا من تبادل وجهات النظر، حول هذه القضية بالدرجة الأولى". وأعلنوا أنهم سيناقشون الخطوات المقبلة في ما يتعلق بالعلاقة مع روسيا في اجتماع يعقد في حزيران/يونيو. وأشاروا إلى تعزيز التعاون مع أوكرانيا في إطار اتفاق الشراكة المميزة من ضمنها تعزيز قدرتها كي تحمي أمنها، كما اتفقوا على رزمة لتعزيز علاقات الحلف مع دول أخرى في شرق أوروبا. ويأتي القرار بعد رفض الدول الغربية ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم إثر الأزمة السياسية في أوكرانيا. الى ذلك ذكر وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير أنه لا يرى فرصا لانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال شتاينماير امس في مدينة فايمار الألمانية إنه من الممكن أن يقترح تعزيز التعاون مع كييف في لجنة أوكرانيا-الناتو. وأضاف: "لكني لا أرى طريقاً إلى عضوية (لأوكرانيا) في الناتو". وفي المقابل أشار شتاينماير إلى أن الحكومة الألمانية لم تتبنَ هذا الموقف بشكل رسمي حتى الآن. ومن ناحية أخرى ذكر شتاينماير أنه ليس لديه دليل مؤكد حتى الآن على انسحاب قوات روسية من الحدود مع أوكرانيا. وقال شتاينماير عقب اجتماعه مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في فايمار: "إذا أمكن إثبات ذلك على مدار اليوم سيكون ذلك إشارة صغيرة على التهدئة". وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين بأنه جرى انسحاب جزئي للقوات الروسية بناء على أوامره. ووفقا لبيانات سيكورسكي، لا تمتلك بولندا أيضا أدلة على ذلك. على صعيد متصل وافق البرلمان الاوكراني امس على سلسلة تدريبات عسكرية مشتركة مع دول الحلف الاطلسي ستضع القوات الاميركية في الجوار المباشر للقوات الروسية في القرم، بين ايار/مايو وتشرين الاول/اكتوبر. وصوت لصالح القرار 235 نائبا.