رفعت الاستخبارات الأمريكية من احتمال تدخل روسيا عسكريا بأوكرانيا، فيما قال رئيس مؤسسة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) التي تقوم ببناء محطات نووية في دول أجنبية ان بعض العقود الدولية يمكن ان تتأثر بالعقوبات الغربية، واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس ان روسيا ستنشئ نظامها الخاص للدفع الالكتروني كبديل لنظامي الدفع الاميركيين العملاقين فيزا وماستركارد، من جهته قال وزير الدفاع البريطاني انه من المهم خفض التوترات مع الزعيم الروسي بشأن القرم وتجنب اللجوء الى رد عسكري. دعوة بريطانية من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إنه يتوقع أن يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا اتبع الخط العسكري الروسي التقليدي الى تهدئة الازمة في أوكرانيا وألا يتخذ إجراء آخر بعد ضم شبه جزيرة القرم وطالب الغرب بألا يضفي صبغة عسكرية على المواجهة. وصرح هاموند بأنه من المهم خفض التوترات مع الزعيم الروسي بشأن القرم وتجنب اللجوء الى رد عسكري قوي من جانب حلف شمال الاطلسي واستخدام أدوات نفوذ دبلوماسية واقتصادية. وقال هاموند أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين في السفارة البريطانية في واشنطن "كل ما أراه في الطريقة التي يتحرك بها بوتين في هذا الصدد والمشاعر الوطنية التي يعزف عليها توحي لي بأن اللجوء الى أي رد عسكري أكثر قوة من الغرب سيخدم مصالحه". وكان هاموند يزور العاصمة الامريكية لاجراء محادثات مقررة من قبل مع وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل لكن الأزمة التي أثارها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في وقت سابق هذا الشهر هيمنت على محادثاتهما. وقال هاموند "نحن نعلم ان التعاليم العسكرية الروسية تدعو للتصعيد من أجل تحقيق التهدئة". وأضاف "لذلك يجب ان نركز على مرحلة التهدئة الآن.. يجب ألا نحذف احتمال ان يكون هذا التصعيد الذي نشهده هو نتاج التعاليم العسكرية الروسية الكلاسيكية". ودعا هاموند الى اللجوء الى الخطوات الدبلوماسية والاقتصادية لممارسة ضغط على بوتين وخاصة استخدام سياسة الطاقة لتشجيع الاستثمار في مشروعات تعطي أوروبا قدرا أكبر من الاستقلال عن روسيا. وقال "إنه دائما أمر مغر ان تنظر الى الخصم وترى قوته لكن يجب ان تحدد أيضا مواطن الضعف في الموقف الروسي. الاقتصاد الروسي هو نقطة الضعف. رأس المال يهرب من النظام الروسي نتيجة للاحداث الجارية". أمل أمريكي وأعربت الولاياتالمتحدة عن أملها في ألا تؤثر المشاكل الراهنة بينها وبين روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، على عملهما معاً حول قضايا مشتركة عدة، أبرزها التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية والملف النووي الإيراني. وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف، في مؤتمر صحافي، نتواصل مع روسيا وتمكنا من العمل معاً بشأن سوريا حول أمور مثل الأسلحة الكيميائية، حتى وإن كنا نختلف بشدة حول مجالات أخرى متعلقة بسياستهم تجاة الأزمة السورية"، مشددة على أن عدم حصول أي تقدم بشأن سوريا الآن، ليس بسبب ما يجري في أوكرانيا. وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أشارت هارف إلى أن الأزمة الأوكرانية لم تؤثر على اجتماع مجموعة 5+1 في فيينا الأسبوع الماضي، مضيفة انه "وبكل صراحة من مصلحة روسيا ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وقد كانوا ملتزمين جداً ونأمل أن يستمروا كذلك". وأضافت انه "لم يسجل أي تأثير حتى الآن ونأمل ألا يسجل أي تأثير اذا مضينا قدماً". معلومات استخبارية وتمكنت شبكة CNN من الحصول على معلومات استخباراتية ترفع من احتمال قيام الجيش الروسي بتدخل عسكري في شرق وجنوب أوكرانيا، بناء على تحركات تم رصدها خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال مصدران بالإدارة الأمريكية فضلا عدم ذكر اسميهما في تصريح لCNN: إنه وفي الأيام الثلاثة الماضية تمت ملاحظة علامات مقلقة على الحدود الروسية الأوكرانية، الأمر الذي أدى إلى تغيير نمط تفكيرنا حول أن احتمال التدخل العسكري لروسيابأوكرانيا أكبر مما كنا نعتقد مسبقا. وعلى ضوء هذه المعلومات الجديدة رفع أعضاء جمهوريون بالجنة العسكرية التابعة للبيت الأبيض مذكرة سرية للبيت الأبيض تعبر عن قلق حول هذه التطورات، وابداء المخاوف من أن روسيا قد تقوم باحتلال شرق وجنوب أوكرانيا والدفع غربا للوصول إلى ترانسدينيستريا التي أعلنت انفصالها عن ملدوفا وميولها لروسيا. ويشار إلى أن هذه الأنباء تاتي في الوقت الذي أكد فيه قائد القيادة الأمريكية الأوروبية وقائد الجيش بحلف شمال الأطلسي، فيليب بريدلوف أنه وخلال الأسبوع إلى عشرة أيام الماضية ازداد عدد القوات الروسية المتواجدة على الحدود مع أوكرانيا لتصل إلى 30 ألفا بحسب التوقعات.
عقوبات هزلية وبدأ الروس حملة على الانترنت لفرض "عقوبات" هزلية على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ردا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب أزمة القرم. وبدأ مستخدمو موقع تويتر حملة تضامنية تحت شعار "عقوباتي" قالوا فيها إنهم سيحرمون أوباما من كل شيء تشتهر به روسيا. كما نشر مركز تجاري في العاصمة الروسية موسكو في أحد اعلاناته حظرا على أوباما وأعضاء الكونجرس الأمريكي مما يبرز مدى التأييد الذي يلقاه قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضم منطقة القرم الى الاراضي الروسية. كما نشر أحد مستخدمي موقع انستجرام لتحميل الصور الفوتوغرافية صورة للرئيس الأمريكي وهو مقطب الوجه وقال في رسالته "باراك أوباما وكل الأعضاء في الادارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والكونجرس ممنوعون من تهنئتي بعيد ميلادي". وتتماشى الروح الهزلية للعقوبات على المواقع الالكترونية مع التصريحات المتحدية التي أدلى بها كثير من المسؤولين ورجال الأعمال الروس الذين عاقبتهم الولاياتالمتحدة لدورهم في الأزمة الأوكرانية. وارتفعت نسبة التأييد للرئيس الروسي بقوة في الأسابيع التي شهدت مواجهة مع الغرب. يوليا تيموشينكو من جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو التي أطلق سراحها من السجن الشهر الماضي بعد عزل خصمها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش أنها ستخوض انتخابات الرئاسة التي تجرى في 25 مايو آيار. وقالت للصحفيين امس "أعتزم خوض انتخابات الرئاسة". وتولت تيموشينكو (53 عاما) رئاسة الوزراء مرتين وخاضت سباق الرئاسة في عام 2010 إلا أن يانوكوفيتش تغلب عليها في جولة الإعادة بفارق ضئيل. وبعد ذلك شن يانوكوفيتش حملة على تيموشينكو وحلفائها وسجنت في عام 2011 بتهمة استغلال منصبها في صفقة غاز مع روسيا توسطت فيها عام 2009.