تعتبر قلة الإمكانيات المادية والبشرية أحد أبرز الأسباب وراء تأخر اكتشاف العديد من الآثار التى لاتزال مدفونة في باطن الأرض بالمنطقة الشرقية وتنتظر من يكتشفها، وبحسب المختصين فإن الاستعانة بخبراء عالميين للكشف عن المزيد من الآثار أمر في غاية الأهمية على غرار ما يتم في العديد من الدول. كنوز عديدة تنتظر مَن يكتشفها وعلى الرغم من قله الإمكانيات التي من شأنها مساعدة باحثي الآثار بالمنطقة الشرقية على القيام بالبحث والتنقيب في المواقع المعروف عنها أنها تحمل مكانة تاريخية إلا أنه يحسب للجهات المعنية بالمنطقة قيامها بعدد من التنقيبات خلال السنوات الثلاث الماضية في بعض المناطق الأثرية كما لعبت «الصدفة» دورا في كشف هذه المواقع الجديدة. المختصون أكدوا أنه لو تم دعم الباحثين بشكل أكبر سواء ماديا أو من خلال الأجهزة أو الكادر البشري سيتم الكشف عن العديد من الآثار المهمة والكثير من المكتشفات التي تزخر بها المنطقة، مؤكدين أنه تم اكتشاف ذلك من خلال المسوحات والمجسات الاختبارية التي أجريت في المنطقة من قبل علماء آثار أو الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث تم اكتشاف واحة تحت الأرض قبل نحو 3 سنوات غرب محافظة الأحساء. وأرجع خبراء التأخر في التنقيب عن هذه الآثار لحاجتها إلى إمكانيات كبيرة من الجهد والمال والحفر المستمر، داعين إلى الاستعانة بخبراء عالميين متخصصين في هذا المجال على غرار الدول العربية الأخرى التي أولت أهمية كبرى لمثل هذه الآثار. وتنفذ هيئة الآثار 6 مشاريع جديدة حالياً في المنطقة أولها مركز لاستقبال الزوار في جزيرة جنة بالجبيل، وذلك بالطريقة التقليدية المتبعة في الجزيرة باستخدام الصخر والحجارة البحرية ومواد محلية أخرى. ويتضمن المشروع خيمة ثابتة بالقرب من مركز الزوار تُستخدم في موسم الربيع وأوقات أخرى لاستقبال زوار الجزيرة والوفود. تنفذ هيئة الآثار 6 مشاريع جديدة حالياً في المنطقة أولها مركز لاستقبال الزوار في «جزيرة جنة» بالجبيل، وذلك بالطريقة التقليدية المتبعة في الجزيرة باستخدام الصخر والحجارة البحرية ومواد محلية أخرىكما تنفذ الهيئة مشروع مركز استقبال الزوار بجزيرة دارين، وهو عبارة عن مبنى تراثي التصميم من الطين والحجارة، ويجري حالياً استكمال التهيئة للمبنى وترميمه وتطويره لكي يكون أحد المواقع التي تحتضن الحركة السياحية للجزيرة خاصة أنه ملاصق لقصر محمد الفيحاني التاريخي. وهناك مشروع ترميم العين القديمة بتاروت، ومشروع مركز الحرف والصناعات اليدوية الذي قارب على الانتهاء، ليشكل إضافة حقيقية لتراث المنطقة الحرفي، ومشروع المقهى التراثي الشعبي بتاروت الذي تمّ تصميمه على الطريقة التقليدية القديمة وهو مسقوف بالجندل وسعف النخيل، ويقدم لزوار موقع البلدة القديمة بتاروت والقلعة المشروبات والوجبات الشعبية. وعمدت الهيئة إلى تطوير المقهى وعمل تجهيزات تقنية عديدة ليستوعب زوار موقع قلعة تاروت حيث توجد قاعة ملاصقة سوف تستخدم كمركز لزوار قلعة تاروت، وتوضع بها شاشة بلازما تعطي شرحا عن القلعة الأثرية والبلدة القديمة بتاروت. بالإضافة إلى الانتهاء من مشروع مركز الحرف والصناعات اليدوية بتاروت الذي تبلغ مساحته 112 مترا مربعا، ويحتوي على 6 دكاكين، واستراحة علوية للزوار مساحتها 100 متر مربع.
مطلوب إمكانيات كبيرة لاكتشاف المزيد من الآثار نقاش علمي لتحديد هوية مقتنيات أثرية تمكن فريق أثري تابع لهيئة السياحة والآثار مؤخرا من اكتشاف مبانٍ تاريخيةٍ تقع شمال حي الراكة (على طريق الدمامالخبر) ويعود عمرها إلى أكثر من 1200 عام, موضحين أن هذه المباني قد تكون مدينة لتخزين التمور آنذاك. وعمل الفريق في منطقة التنقيب وتكمن المشكلة في التلال الطبيعية، تم خلالها اكتشاف غرف كاملة كانت مدفونة على عمق عدة أمتار، إلا أن الباحثين الذين تشكلت لديهم الخبرات في التنقيب استطاعوا تحديد المواقع عبر المرتفعات التي تتشكل منها التلال ، ولم تقتصر الاكتشافات على الأسوار والغرف وأحجار المباني المتناثرة، بل تمكن الفريق من اكتشاف قطع فخارية تعود للحقبة الإسلامية، ولايزال سبب وجودها في المنطقة محل نقاش علمي وقال الباحث عبد الخالق الجنبي أن منطقة الظهران ذات عمارة ونخيل وبساتين ومزارع كما ذكر في تاريخ المنطقة وأشار الجنبي إلى أن الآثار المكتشفة بحي الراكة تعود لأعوام متعاقبة أقدمها يعود إلى 4 آلاف عام قبل الميلاد وعن أسباب تأخر التنقيب بالمنطقة الشرقية رغم غناها بالآثار قال : مسؤول عن هذا التأخير جهات كثيرة منها وكالة الآثار بالمملكة وضعف العنصر البشري المتخصص كما أرجع الجنبي تأخر التنقيب إلى ضعف دعم رجال الأعمال من خلال تأهيل أو تكوين واستحداث بعثات أثارية مؤهلة من الخارج للبحث والتنقيب؛ لأن إخراج مثل هذه الآثار والكنوز من باطن الأرض من شأنه أن يجلب السياح للمنطقة مشيرا إلى أن إمكانية هيئة السياحة والآثار بالمملكة بسيطة ومحدودة وليس من مقدورها عمل كل شيء لأن المساحة الجغرافية للآثار في المملكة كبيرة ولا تستطيع الجهة المخولة متمثلة في السياحة والآثار تغطيتها.
السوق الحرفية تنعش الصناعات التقليدية قال المؤرخ الكاتب علي الدرورة: «إن إنشاء سوق حرفية للصناعات والحرف التقليدية في سوق تاروت من قبل إدارة السياحة والآثار يعد بادرة طيبة». وأضاف الدرورة قائلاً: «إن أهمية السوق الواقع قرب القلعة التاريخية تكمن في إحياء أمجاد هذا السوق القديم الذي مضى عليه أكثر من 20600 سنة وما زال مستمرا في مكانه، حيث لم يتأثر بالتوسعات العمرانية التي حدثت في عصور مختلفة». وتابع بقوله: «إن السوق الشعبي سيعطي بعداً تاريخياً وانتعاشاً اقتصادياً للحرف التقليدية من جهة، وأحياء ما اندثر منها من جهة أخرى»، مشيراً إلى أن الأهم من ذلك يكمن «في إعادة إحياء المسميات التقليدية المندثرة» وأضاف قائلاً: «إن أبناء الجيل المعاصر لمن هم دون سن ال30 عاما لا يعرفون الكثير عن المسميات التقليدية للحرف والصناعات، كما لا يعرفون الاستعلامات والأساليب المتبعة في ذلك وبالطريقة التي كان الأجداد يمارسونها كأرث حضاري عن أجدادهم». وقال: «إني سعيد بالمشروع، وأدعو للمسؤولين بالتوفيق والنجاح وأن تكلل أعمالهم ومساعيهم إلى كل ما هو خير في صالح الوطن والمواطن»، مضيفاً: «هناك 37 مهنة تقليدية منقرضة بعضها (دائم) وبعضها (جائل) وبعضها (موسمي)، فهذه الأنواع الثلاثة لا تنطبق كلها على السوق، ويكفي أن يكون السوق نصفها أو ثلثها لتعطي ملامح الموروث الشعبي للإنسان في المنطقة وتسلط الضوء على موروث أسلافه البحري والزراعي».
التنقيب ب«زارة العوامية» ومنطقة الدوسرية أجرى متحف الدمام الإقليمي العديد من عمليات التنقيب المهمة في المنطقة الشرقية، منها موقع أثري في منطقة الزارة التابعة لبلدة العوامية في محافظة القطيف، حيث اكتشف الأثريون جرارا زجاجية يدل على أن سكان المنطقة كانوا من طبقة غنية، خاصة أن تلك الجرار لا توجد في أي مكان يعم فيه الفقر. وتمكن الفريق من جمع قطع فخارية متنوعة شكلا وزمنا، ويعود بعضها للعصرين الأموي والعباسي، وأشار مهتمون بعلم الآثار في بلدة العوامية إلى أن ظاهرة الحجارة المهذبة برزت في شكل لافت في الحفر، حيث شوهدت وكأنها أبراج تاريخية قديمة تدل على فترة القرامطة وبنيانهم المشيد في الزارة قبل مئات السنين. وتعتبر منطقة الزارة التي تقطنها حاليا مئات الأسر من المناطق الأثرية المهمة التي تتجه لها أنظار المختصين الأثريين في البلاد، وعلى الرغم من عدم التوصل إلى اكتشافات أثرية كاملة كتلك التي شهدتها المنطقة قبل نحو عامين، حيث حفر الفريق حفرة بلغت نحو السبعة أمتار في أربعة أمتار وبعمق نحو خمسة أمتار مكنتهم من اكتشافات منها قنينة زجاجية فاخرة جدا. كما اكتشفت قطع أثرية فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام في منطقة «الدوسرية» جنوبالجبيل وما زال العمل جاريًا بالموقع لاكتشاف المزيد عن الموقع وتاريخه، ووصف مصدر مطلع الحفريات بالموقع التي يشارك فيها ألمان بأنها مهمة، مضيفا أن القطع الفخارية التي عثر عليها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. قلعة تاروت ترميم المباني المجاورة لقلعة تاروت بدأت الهيئة العامة للسياحة والآثار في العمل على ترميم المباني المجاورة لقلعة تاروت لتكون مركز جذب لعمل الحرفيين، وذلك عقب توقيع الهيئة اتفاقية الترميم مع إحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان أن أهمية هذا المشروع تكمن في ملاصقته لقلعة تاروت التاريخية مما يجعل منه منافسًا قويًا على خارطة السياحة بالمنطقة، مشيرًا إلى أن بناء هذا المركز سيكون بالطين على الطراز التقليدي حيث تم تصميم وتصنيع أبواب خشبية تحاكي التصاميم القديمة لكل «دكان» مزينة بالنحاس والنقوش التراثية. وأوضح المهندس البنيان أن المركز الذي تبلغ مساحته 112مترا مربعا ويحتوي على 6 «دكاكين» واستراحة علوية للزوار مساحتها 100 متر مربع. لافتًا أن هناك مشروعا آخر بجوار مركز الحرفيين يتم تنفيذه الآن وهو عبارة عن المقهى الشعبي الذي يُعتبر في مراحله النهائية إضافة إلى (4) مشروعات تنفذها الهيئة حاليًا في المنطقة الشرقية ومركز الحرفيين والمقهى الشعبي بتاروت، وهي مركز استقبال الزوار بجزيرة جنة بالجبيل الذي تم بناؤه بالطريقة التقليدية المتبعة بالجزيرة وذلك بالصخر والحجارة البحرية من مواد محلية ومشروع خيمة استقبال الزوار بجزيرة جنة وهي عبارة عن خيمة ضخمة ثابتة تنصب قبالة مركز الزوار التي تستخدم أيام موسم الربيع من أجل استقبال زوار الجزيرة.