تنفذ الهيئة العامة للسياحة والآثار، حالياً، خمسة مشاريع لترميم مواقع أثرية في المنطقة الشرقية، منها مركز استقبال الزوار في جزيرة جنة في الجبيل، الذي تم بناؤه بالطريقة التقليدية المتبعة في الجزيرة، بالصخر والحجارة البحرية من المواد المحلية، إضافة إلى مشروع خيمة استقبال الزوار في الجزيرة، وهي عبارة عن خيمة ثابتة، تنصب قبالة مركز الزوار، التي تستخدم أيام موسم الربيع وأوقات أخرى، لاستقبال الزوار والوفود. كما تشيد مركز استقبال مماثلا في دارين، وهو عبارة عن مبنى تراثي التصميم، من الطين وحجارة فرش البحر. وتقوم الهيئة باستكمال التهيئة لهذا المبنى، وترميمه، وتطويره، كي يكون أحد المواقع التي تحتضن الحركة السياحية، وبخاصة أنه ملاصق لقصر محمد الفيحاني التاريخي، ما سيساهم في زيادة أعداد الزوار والسائحين. والمشروع الرابع هو ترميم العين القديمة في بلدة تاروت، التي شهدت أخيراً، إنجاز ترميم مبنى أثري، قررت الهيئة تحويله إلى مركز للحرفيين. كما تنفذ الهيئة مشروعاً آخر بجوار مركز الحرفيين، يتم تنفيذه الآن، وهو المقهى الشعبي، الذي يعتبر في مراحله النهائية. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحية والآثار في الشرقية المهندس عبد اللطيف البنيان، أن ترميم المبنى الأخير جاء انطلاقاً من «أهمية إيجاد مركز يضم الحرفيين، لمزاولة حرفهم فيها بصورة دائمة، بدلاً من تشتتهم في أماكن متعددة، ما يساهم في تشجيع الحرفي على الاستمرار في العمل، وإتاحة الفرصة لتسويق منتجاته على الزائرين والسياح، ما يزيد من دخله، ويحقق له مجالاً أوسع للتعريف في منتجاته، مع الاستفادة من المباني المجاورة لقلعة تاروت، وترميمها والمحافظة عليها، وتهيئتها لتكون مركز جذب لعمل الحرفيين، وكذلك تجتذب السياح وزائري المنطقة». وأضاف البنيان أنه «بدأ العمل في مركز الحرف والصناعات اليدوية في تاروت، بعد توقيع اتفاق ترميمه وتهيئته، في منتصف العام الماضي. وكان المبنى في السابق متهالكاً ومرتبطاً عاطفياً وتاريخياً في أذهان الأهالي، بحكم أنه كان السوق القديمة، التي كانت توفر جميع المستلزمات لسكان البلدة القديمة في تاروت»، موضحاً أن «البداية كانت في إقناع مالك المبنى، بأهمية استثمار المبنى سياحياً، وترميمه وفق النمط التراثي، لإحياء المنطقة، وجلب الحركة السياحية، كونها ضمن المسار السياحي المعتمد لمحافظة القطيف»، مضيفاً «أقيمت ورشة عمل، بحضور فريق العمل، وجميعهم سعوديون، إضافة إلى أحد محترفي البناء بالطين على الطراز التقليدي. وأسفرت هذه الورشة عن ربط الفن والموهبة التي يمتلكها العمال، بالعمل الجدي ضمن إطار مشروع تتبناه الهيئة، لإعادة الحياة إلى هذا المبنى». وأردف البنيان، أنه تم «تصميم وتصنيع أبواب خشبية تحاكي التصاميم القديمة للأبواب الخشبية لكل دكان، مزينة بالنحاس والنقوش التراثية»، موضحاً أن «مساحة المركز 112 متراً». وعن مرافق المبنى قال: «يحوي ستة دكاكين، واستراحة علوية للزوار، مساحتها مئة متر. وتم استخدام الطريقة التقليدية للتكييف، وهي عبارة عن فتحات يدخل منها الهواء، وينزل إلي أسفل المبنى، لتلطيف الجو الداخلي».