انتقد الرئيس التركي عبدالله غول في حسابه على «تويتر» حجب هذا الموقع للتواصل الاجتماعي الإلكتروني من قبل، صديقه، رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يواجه فضيحة فساد. وكتب الرئيس التركي في تغريدة على تويتر «لا يمكن الموافقة على الحجب التام لشبكات التواصل الاجتماعي... آمل ألا يستمر هذا الوضع طويلًا». وقال جهاز تنظيم الاتصالات التركي (بي.تي.كيه) أمس أن موقع تويتر أغلق بحكم قضائي بعد شكاوى قدمها مواطنون بأن منتدى التواصل الاجتماعي ينتهك الخصوصية. وقال في بيان على موقعه على الانترنت انه طلب في السابق من تويتر حذف بعض المحتويات لكن الموقع تقاعس عن عمل ذلك. وأضاف «نظرًا لعدم وجود خيار آخر أغلق الدخول الى موقع تويتر تمشيًا مع قرارات المحكمة بتجنب أي ايذاء محتمل للمواطنين في المستقبل». وقال موقع تويتر ومقره سان فرانسيسكو بعد ظهر الخميس: انه يبحث الامر، ولم يصدر بيانًا رسميًا، لكن الشركة نشرت تدوينة موجهة للمستخدمين الاتراك تبلغهم بكيفية الاستمرار في كتابة تدوينات عن طريق الرسائل النصية. وصرح مسؤول تركي رفيع أمس بأن تركيا لا تخطط في الوقت الراهن لإغلاق مواقع تواصل اجتماعي أخرى مثل فيسبوك. وقال: «المسار الذي اتخذ لاغلاق الدخول للموقع (تويتر) اتخذ في اطار قرار محكمة نتيجة لعدم التغلب على المشكلة مع ادارة تويتر». وحجبت تركيا مساء الخميس موقع تويتر بعد ساعات من تهديد وجهه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بحظر الموقع ردًا على نشر تسجيلات هاتفية تظهر تورطه في فضيحة فساد. وكان اردوغان صرح امام آلاف المؤيدين في تجمع انتخابي قبل عشرة ايام من الانتخابات البلدية المقررة في 30 آذار/مارس «سنلغي تويتر ولا يهمني ما سيقوله المجتمع الدولي»، وأضاف «سيرون عندها قوة تركيا». وأورد موقع الاتصالات التركية أربع قرارات للقضاء تحت عنوان «تويتر.كوم» مما يوحي بأن قرارًا رسميًا اتخذ في شأن حظر الموقع. ويؤكد أحد هذه القرارات الاربعة أن «إجراءً وقائيًا قد اتخذ ازاء موقع تويتر.كوم اثر قرار لمكتب المدعي العام في اسطنبول وتطبقه هيئة الاتصالات». إلا ان مسؤولي خدمة المشتركين على موقع تويتر أوردوا على الموقع كيفية الالتفاف على قرار الحجب من خلال ارسال رسائل قصيرة من الهواتف النقالة. قال جهاز تنظيم الاتصالات التركي (بي.تي.كيه): إن موقع تويتر أغلق بحكم قضائي بعد شكاوى قدمها مواطنون بأن منتدى التواصل الاجتماعي ينتهك الخصوصية ومنذ ثلاثة اسابيع واردوغان يتعرض لضغوط تستهدفه شخصيًا بعد نشر تسجيلات لمحادثات هاتفية على الشبكات الاجتماعية. ومنذ اواسط كانون الاول/ديسمبر وأردوغان الذي يتولى السلطة دون منازع في تركيا منذ 2002 يواجه فضيحة فساد تطال العديد من المقربين له. ونددت المفوضة الاوروبية المسؤولة عن التقنيات الجديدة نيلي كروز بشدة ليل الخميس الجمعة بقرار حجب تويتر في تركيا. ووصفته بأنه «قرار جبان لا أساس ولا مبرر له». وتابعت على تويتر إن «الشعب التركي والاسرة الدولية سينظرون الى القرار على انه اجراء رقابة وهو فعلًا كذلك». وكان أردوغان سبق وهدد في مطلع آذار/مارس الحالي بحظر فيسبوك ويوتيوب. وصرح اردوغان في مقابلة تلفزيونية آنذاك «إننا مصممون على عدم ترك الشعب التركي يتحول الى أسير لفيسبوك ويوتيوب». قال: «سنتخذ الاجراءات الضرورية أيًّا كانت بما فيها الاغلاق». إلا ان الرئيس عبدالله غول استبعد تهديد اردوغان، وقال قبل اسبوع في الصحف: إن «يوتيوب وفيسبوك منصتان معروفتان في جميع انحاء العالم ومن غير الوارد حظرهما». ويتهم اردوغان حلفاءه السابقين من جماعة الداعية فتح الله غولن الاسلامية التي تحظى بنفوذ كبير في الشرطة والقضاء، بالوقوف وراء تحقيقات طالت عشرات من المقربين منه، وبالسعي للاطاحة به عشية الانتخابات البلدية المقررة في 30 آذار/مارس والانتخابات الرئاسية في العاشر من آب/أغسطس. ويعتبر اردوغان هذه الانتخابات بمثابة استفتاء حول شخصه بالذات. وشددت الحكومة التركية مؤخرًا قيودها على الانترنت بحجة الدفاع عن الخصوصية، الا ان منتقديها قالوا: إن القوانين الجديدة هي محاولة للتغطية على مزاعم الفساد التي تنتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعتبر المنظمات غير الحكومية المدافعة عن الحريات تركيا من اكثر الدول قمعًا لجهة الرقابة على الانترنت. وحظرت البلاد التي يزيد عدد مستخدمي تويتر فيها عن عشرة ملايين شخص آلاف المواقع في السنوات الاخيرة.