يشكل اختفاء الطائرة الماليزية الذي دخل يومه العاشر، أحد أكبر الألغاز التي مرت عبر التاريخ، إذ تقول الخبيرة في تاريخ الطيران كارول غراي: إن «هذا الحادث غريب للغاية.. ولا توجد له تفسيرات منطقية معقولة»، لكنه ليس اللغز الوحيد الذي حير البشرية، فيما بدأت الصين عمليات بحث على اراضيها، حسب ما أعلن مسؤول صيني أمس، وتواصل تكثيف جهود البحث عن الطائرة في قوسين واسعين من المناطق إلى الشمال والجنوب من الموقع الذي أجرت منه الطائرة آخر اتصال، ويبحث المحققون في إمكانية أن تكون الطائرة قد توجهت إلى منطقة تسيطر عليها حركة «طالبان»، في أفغانستان أو باكستان، . وقال السفير الصيني في ماليزيا لوكالة أنباء الصين الجديدة: إن الصين بدأت عمليات بحث وإغاثة في مناطق البلاد الواقعة «في الممر الجوي الشمالي» للخطوط الممكن أن تكون الطائرة قد اتبعتها. 21 قمراً صينياً وقالت الصين، أمس، إنها نشرت 21 قمراً صناعياً للبحث عن الطائرة الماليزية، بحسب المتحدث باسم وزرة الخارجية هونغ في إفادة إخبارية يومية. ومن جهة أخرى، لم يثبت التحقيق حول الركاب الصينيين وجود أي عنصر «يثبت أن ركاباً صينيين قد خطفوا الطارة أو أن يكونوا ضالعين في اعتداء». ومن اصل 239 شخصاً كانوا على متن الرحلة ام اتش370 التابعة للخطوط الجوية الماليزية بين كوالامبور وبكين، كان هناك 153 صينياً. وأعلنت وكالة أنباء صينية رسمية أن التحريات عن كل الركاب الصينيين على متن الطائرة الماليزية المفقودة لم تظهر أي صلات بالإرهاب. وذكرت وكالة شينخوا أن السفير الصيني لدى ماليزيا أعلن ذلك أمس على وسائل الإعلام في كوالالمبور. وكانت ثمة تكهنات بأن انفصاليين تابعين لإثنية الويغور في إقليم تشينجيانغ أقصى غرب الصين ربما تورطوا في اختفاء الطائرة. اتهامات أمريكية ورفضت ماليزيا، أمس، اتهام مسؤولين في الحكومة الأمريكية بعدم تعاونها الكامل في تبادل المعلومات مع الحكومات الأجنبية بشأن اختفاء طائرة ركاب منذ أكثر من أسبوع. وصرح مسؤولا أمن أمريكيان الإثنين بأن ماليزيا لم تطلب من مكتب التحقيقات الإتحادي (إف.بي.آي) ارسال فريق إلى كوالالمبور للمساعدة في التحقيق في اختفاء طائرة الركاب الماليزية في الرحلة إم.اتش 370. وقال وزير الدفاع والقائم بأعمال وزير النقل الماليزي هشام الدين حسين، حين سألته رويترز، أمس، عما إذا كانت بلاده قد طلبت مساعدة مكتب التحقيقات الأمريكي «أنا أعمل معهم... مكتب التحقيقات هو الذي عليه أن يقول ما إذا كان يحتاج إلى مزيد من الخبراء ليقدموا المساعدة لأننا لا نعرف ما لديهم». ورغم أن الفرع الخاص في الشرطة الماليزية يقدم بعض المعلومات لوكالات المخابرات ووكالات انفاذ القانون الامريكية إلا أن مصادر أمريكية قالت: إن الإف.بي.آي يتعاون مع السلطات المالزية فقط من خلال «الملحق القانوني» في السفارة الأمريكية في كوالالمبور. جبال «تورا بورا»؟ ومع دخول عملية البحث عن الطائرة يومها العاشر، أمس، من دون العثور على أي أثر لها، بدأت السلطات في مراجعة السجلات التاريخية والخلفيات السياسية لجميع من كانوا على متنها، سواء من أفراد الطاقم أو الركاب. ووسط الغموض الذي تخيم على مصير الطائرة، إلا أن الحقيقة القاسية التي أسفرت عنها عملية البحث حتى اللحظة، أن جميع ركاب الطائرة، البالغ عددهم 239 شخصاً، إما ضحايا محتملون، أو مشتبهون محتملون، إلى أن يثبت العكس. وأكد مساعد المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية FBI في نيويورك، بيل غافين، لCNN ، أنه «يجب البحث في كل من تم السماح له بالصعود على متن الطائرة». وذكرت تقارير إعلامية أن المحققين يبحثون في إمكانية أن تكون الطائرة قد توجهت إلى منطقة تسيطر عليها حركة «طالبان»، في أفغانستان أو باكستان، وينتظرون أن تسمح لهم السلطات الباكستانية والأفغانية بالتحقيق، وأن تساعد في عملية البحث عن الطائرة الماليزية. قرغيزستان تبحث وفي أعقاب ظهور تقارير عن احتمال عبور الطائرة أجواء بعد الدول بآسيا الوسطى، أعلنت السلطات في قرغيزستان عن استعدادها للمساعدة في عمليات البحث، بحسب ما جاء في بيان نشر على الموقع الرسمي لرئيس الجمهورية السوفيتية السابقة، ألماز بيك أتامباييف. وأشار البيان إلى أن رئيس الحكومة الماليزية طلب من الرئيس القرغيزي، في اتصال هاتفي، تقديم أي معلومات يمكن أن تساعد في تحديد مسار الطائرة المفقودة، في حالة إذا ما كان قد تم رصدها داخل أجوائها، أثناء مرورها إلى دولة أخرى. من جانبها، أكدت باكستان، إحدى الدول التي تفترض التحقيقات أن الطائرة الماليزية دخلت إلى أجوائها، أن الطائرة، وهي من طراز «بيونغ 777»، لم يتم رصدها أبداً على أجهزة الرادار المدنية، وأضافت أنه لو كان قد تم رصدها بالفعل كانت القوات ستتعامل معها باعتبارها «تهديداً». وأكد مسؤول عسكري هندي لCNN، أن الرادارات العسكرية في جزيرتي «أندمان» و «نيكوبار» لم ترصد الطائرة الماليزية في أجواء المنطقة، ما يبقي احتمال أن تكون منظومة الرادارات الهندية لم يمكنها رصد الطائرة في نفس الوقت الذي ظهرت فيه الطائرة على أحد الرادارات الماليزية قرب مضيق «ملقا». مهندس طيران ماليزي وعلمت CNN، أن مهندس طيران ماليزي كان من ضمن ركاب الطائرة الماليزية، بعيد إعلان السلطات الماليزية، تركيز تحقيقاتها حول طاقم وركاب الرحلة لمحاولة فك الغموض الذي يلف اختفاءها. وقال محمد خير العمري سلمات، للشبكة: إن ابنه، سلمات، 29 عاماً، وهو طيار مدني يعمل بشركة خاصة لتأجير الطائرات، من بين ركاب الطائرة المفقودة. ونفى الأب بشدة أن يكون لأبنه دور في اختفاء الطائرة، مضيفاً: «أنا على ثقة بعدم تورطه.. ونرحب بإجراء تحقيق حولي وعائلتي». وبرر باتريك سميث، وهو طيار مدني ومدون، في مقابلة مع برنامج «بيير مورغان» الذي تبثه CNN، قائلا : «أعتقد أن الجانب المثير للواقعة أنها لم تعد تتعلق بتحطم طائرة.. بل كونها قصة غامضة». ولم يكتف المتابعون للغز الطائرة الماليزية بمجرد ترقب ما تتناقله وسائل الإعلام، بل شمر بعضهم عن ساعديه بالتطوع للمساعدة في عمليات البحث لتحديد موقع الطائرة بالاستعانة بصور الأقمار الصناعية المنشورة على موقع «ديغتال غلوب» DigitalGlobe، وهي شركة أمريكية مقرها كولورادو، وتمتلك أكثر شبكات الأقمار الصناعية تقدماً. وقال المحلل النفسي، غيل سولتز: «نميل للتعريف بمثل هذا النوع من الكوارث، وهذا قد يقفز بحالات الخوف من الطيران». أضف إلى ذلك هالة الغموض المحيطة باختفاء الطائرة، وقالت كارول غراي، المختصة بتاريخ النقل الجوي: هذه حادثة غريبة للغاية.. ولا تقع في خانة التفسيرات الطبيعة، فالقضايا الغامضة عادة ما تجذب انتباه الناس، خصيصاً والجميع سبق له السفر بالجو». واختتم سولتز قائلاً: عادة ما ينظر الناس نحو شخص لتحميله المسؤولية، وفي هذه الحالة ليس هناك من نلقي عليه باللوم». مواصلة البحث وفي السياق، قالت الحكومة النيوزيلندية، أمس: إنها ستنقل طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية النيوزيلندية من ماليزيا إلى أستراليا لمواصلة البحث عن طائرة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة «ام اتش 370»، التي اختفت خلال رحلة من كوالالمبور إلى بكين. وقال وزير الدفاع جوناثان كولمان: «بناء على طلب من ماليزيا، ستنتقل الطائرة النيوزيلندية /ار ان زيد ايه اف بي3 أوريون/ إلى قاعدة بيرث التابعة للقوات الجوية الملكية الأسترالية، شمال بيرث، للانضمام إلى الطائرات الأسترالية والأمريكيةوالصينية في جهود البحث في منطقة الممر الجنوبي». وأكد أن نيوزيلندا ملتزمة بالمشاركة في البحث الدولي عن الطائرة المفقودة وهي من طراز بوينج 200-777 التي اختفت في 8 آذار/مارس الجاري بعدما أقلعت من مطار كوالالمبور الدولي وهي تحمل على متنها 239 شخصاً. طائرتان إماراتيتان وأعلنت الإمارات العربية المتحدة، مشاركتها بطائرتي بحث وإنقاذ، في عمليات البحث الجارية حالياً عن طائرة الركاب الماليزية المختفية . ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن مصدر بالقيادة العامة للقوات المسلحة، أن القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة تشارك «في العمليات الجارية حالياً للبحث عن طائرة الركاب الماليزية المفقودة منذ 10 أيام» . وقال المصدر: «إن القوات المسلحة تشارك في تلك العمليات من خلال طائرتين للبحث والإنقاذ، وذلك ضمن 26 دولة مشاركة في منطقة تمتد جنوباً الى عمق المحيط الهندي نحو استراليا، وشمالاً في منطقة تشمل جنوب ووسط آسيا». ابنة الطيار وتنصب كل الشكوك منصبة حالياً على شاب عمره 27 سنة واسمه فريق عبد الحميد، مساعد قائد الطائرة الماليزية المختفية، بعد أن تأكد أنه صاحب عبارة «تصبحون على خير» التي قالها لمن اتصل به من برج المراقبة قبل دقيقتين تقريباً من اختفاء «البيونغ 777-200» عن شاشات الرادار، لذلك صنفوه كمشبوه ومفتاح للغز المحيط بالطائرة، وليس طيارها الذي ظهرت ابنته إعلامياً. ونقل الإعلام الأسترالي والماليزي بأن عائشة زهاري، وهي ابنة قائد الطائرة وعزباء عمرها 27 وتقيم في مدينة ملبورن الأسترالية، عادت الى كوالالمبور لتكون قريبة من حيث يرددون عن والدها الأخبار والشائعات كما الحمم من البراكين، وأسوأها عليها، طبقاً لما قرأت «العربية.نت» في مواقع عدة، ما يكررونه بأنه أسقط الطائرة عمداً، منتحراً وناحراً معه 238 آخرين. «فيسبوك» الابنة وأول ما نقل أصدقاء لها تكاتفوا للدفاع عن والدها، هو نفى منها لشائعات ذكرت بأنه طلق قبل مدة زوجته التي له منها 3 أبناء، ومن أحدهم له حفيد أو أكثر، مؤكدين ما يشيعون بقولهم: إنه لم ينشر أي صورة له مع زوجته بين صور عدة كان وضعها في حسابه بموقع «فيسبوك» التواصلي، وهو حساب اختفى فجأة من الموقع منذ يومين، وربما تمت إزالته بطلب من ذويه. أما ابنته عائشة التي تخرجت في 2012 بالهندسة المعمارية من جامعة «ديكن» الأسترالية، فلها حساب في «فيسبوك» زارته «العربية.نت» ولم تعثر فيه على ما يفيد عن أبيها، غير الموجودة عنه ولو إشارة بسيطة في حسابها الخالي أيضاً مما يفيد عنها، سوى صورتين لها مع «بوي فراند» ماليزي، اسمه هزوان أنور، وهو «طلابي» الطراز والملامح، ويبدو بعمرها، ومثلها تخرج من جامعة «ديكن» بالهندسة المعمارية. وتبدو عائشة كسولة النشاط «الفيسبوكي» بحسب ما يبدو من «تايم لاين» حسابها بالموقع، فظهورها قليل جدا فيه، مع أن عدد أصدقائها 800 تقريبا، لكن ليس بينهم أحد من شقيقيها، ولا والدتها أيضا، علما أن الحساب قديم، فقد فتحته منذ 6 سنوات. «رجل لطيف ومحب» وفي موقع «نيوز.كوم.أستراليا» إشارة عن عائشة، بأنها وصديقها درسا معاً في «الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا بكوالالمبور، قبل سفرهما لمتابعة الدراسة في أستراليا. كما في الموقع قول لصديق لهما يذكر فيه أن ما رددته الصحافة عن والدها «غير صحيح ومضحك، فهو رجل لطيف ومحب لأبنائه.. إنهم (يقصد الصحافيين) يريدون إلقاء المسؤولية على عاتقه، وهذه التكهنات تقتل عائلته» على حد تعبيره. الكابتن زهاري ومن الطيار، ننتقل الى مساعده فريق عبد الحميد، الذي بدأت تدور حوله الشبهات، فعنه تقول صحيفة «ديلي إكسبرس» المحلية في ولاية «صباح» بالقسم الماليزي من جزيرة بورنيو، أن الشاب الذي استضاف في 2011 فتاتين من جنوب إفريقيا في قمرة القيادة، وأصبحوا يسمونه «بلاي بوي» لهذا السبب كان ينوي الزواج هذا العام من «صديقة» طيارة وابنة طيار شهير في ماليزيا. اسمها ناديرا رملي، وتعمل بشركة «طيران آسيا» الماليزية. أما والدها، رملي إبراهيم، فكبير طياري «الخطوط الماليزية» التابعة لها الطائرة المختفية. وذكرت «ديلي اكسبرس» أن صديقة مساعد الطيار موجودة منذ اختفاء الطائرة برفقة والدته في فندق بكوالالمبور للحزن ومسح الدموع معاً، ولمرافقة مراحل البحث عن الطائرة، وما يجري عنها من تحقيقات، بعد أن حصلت على إجازة مدتها شهر من عملها، وأن علاقتها به قديمة عمرها 9 أعوام.