قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن الطائرة الماليزية المفقودة من المرجح انه جرى تحويل مسارها عمدا إلى اتجاه كان سيقودها إلى أي مكان في منطقة تمتد من آسيا الوسطى إلى جنوب المحيط الهندي. وبعد دقائق من اعلان نجيب عن أحدث ما توصل إليه المحققون بخصوص الرحلة إم.اتش 370 بدأت الشرطة في تفتيش منزل قائد الطائرة البالغ من العمر 53 عاما بحثا عن أي دليل قد يشير إلى ضلوعه فيما حدث. وكانت الطائرة وهي من طراز بوينج 777 قد اختفت من على شاشات الرادار قبل أسبوع وبها 239 شخصا هم أفراد الطاقم والركاب. وأكد نجيب في أول تصريح له منذ اختفاء الطائرة تقارير أفادت بأن المحققين يعتقدون أن شخصا أغلق عمدا وسائل الاتصال في الطائرة وطار بها ناحية الغرب بعيدا عن مسارها المقرر إلى بكين. وقال "في ضوء هذا التطور الأخير عادت السلطات الماليزية إلى التركيز في تحقيقها على الطاقم والركاب." وأضاف "رغم التقارير الإعلامية عن خطف الطائرة أود أن أكون واضحا جدا.. نحن لا نزال نحقق في جميع الاحتمالات المتعلقة بسبب انحراف إم.اتش 370 عن مسارها." وتوقفت على الفور عمليات البحث التي شاركت فيها أساطيل بحرية وطائرات من أكثر من 12 دولة في خليج تايلاند وبحر الصينالجنوبي إلى الشرق من ماليزيا وهو المكان الذي اختفت فيه الطائرة من على شاشات المراقبة الجوية في الساعة 1:22 صباح السبت الماضي (1722 بتوقيت جرينتش من يوم الجمعة). وقالت وزارة الدفاع الهندية إن الهند كثفت بحثها عن الطائرة في منطقتين بناء على طلب ماليزيا وهما منطقة محيطة بجزر اندامان ونيكوبار وأخرى إلى الغرب عبر خليج البنغال لكنها لم تجد دليلا يشير إلى سقوط الطائرة في المياه. وقالت ماليزيا إن البيانات الجديدة أظهرت أن اخر اتصال بين الطائرة المفقودة والأقمار الصناعية كان الساعة 8:11 صباحا بتوقيت ماليزيا (0011 بتوقيت جرينتش) أي بعد سبع ساعات من تحويل مسارها وعبورها شبه جزيرة الملايو. ولم تظهر البيانات ما إذا كانت الطائرة ما زالت تحلق أو موقعها في ذلك الوقت مما يجعل المشاركين في البحث أمام مجموعة كبيرة من المواقع الأخيرة المحتملة للطائرة. وبعد سبع ساعات أخرى من الطيران فإن الوقود نفد على الأرجح. وقال نجيب إن الاتصالات الأخيرة للطائرة مع الأقمار الصناعية وضعتها على أحد مسارين: مسار شمالي يمتد من شمال تايلاند إلى حدود قازاخستان وتركمانستان أو مسار جنوبي يمتد من إندونيسيا إلى جنوب المحيط الهندي. وأضاف نجيب الذي توجه الانتقادات لحكومته بسبب البطء في الكشف عن معلومات بخصوص الطائرة "من الواضح أن البحث عن إم.اتش 370 دخل مرحلة جديدة." وكان ثلثا ركاب الطائرة من الصينيين وقالت بكين يوم السبت إنها طالبت ماليزيا بالاستمرار في تقديم المزيد من المعلومات الدقيقة وأضافت أنها سترسل فريقا فنيا إلى ماليزيا للمساعدة في التحقيق. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في تعليق أن كشف نجيب عن التفاصيل الجديدة "متأخر على نحو مؤلم". ويكتنف الغموض مصير الطائرة بوينج 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية منذ اختفائها قبالة الساحل الشرقي لماليزيا بعد أقل من ساعة من إقلاعها في الثامن من مارس آذار في رحلة من كوالالمبور إلى بكين. لكن المحققين يستبعدون على نحو متزايد احتمال وقوع حادث بسبب طريقة تعمد تحويل مسار الطائرة واغلاق وسائل الاتصال فيها. وقالت مصادر في التحقيق لرويترز إنها تعتقد أن الطائرة كانت تحلق في مسار ملاحي من الشائع استخدامه عندما رصدت للمرة الأخيرة في وقت مبكر يوم السبت شمال غربي ماليزيا. وعززت شكوكهم الاعتقاد بأن مسار الطائرة تحول بفعل الطيار أو مساعده أو شخص على دراية تفصيلية بطريقة قيادة طائرة تجارية كبيرة. ولم تظهر تفاصيل تشير إلى ارتباط أي شخص من الركاب أو أفراد الطاقم بمتشددين أو معاناته من مشاكل نفسية قد تكون دافعا لما حدث واعلن خبير في الملاحة الجوية طالبا عدم ذكر اسمه انه "من السهل جدا وقف عمل جهاز الارسال والاجابة التلقائي" مؤكدا ان "يكون الطاقم من فعل ذلك او احد الركاب يكفي ان يكون قد تلقى ثلاثة او اربعة دروس في القيادة". لكن من الصعب جدا اغلاق نظام "ايه سي ايه ار اس" الذي تجهز به طائرات البوينغ 777 ويسمح بتبادل المعلومات بين الطائرة التي تحلق في الجو والمركز العملاني لشركة الطيران، ويرى الخبير ان "ذلك يقتضي الالمام بمعرفة جيدة جدا للطائرة". وفتشت الشرطة منزلي الطيارين الكومندان زهري احمد شاه (53 سنة) ومساعده فاروق عبد الحميد (27 سنة) وفق ما افادت وسائل الاعلام الماليزية، لكن الشرطة رفضت ان تاكد ذلك لفرانس برس. واكد اقارب او زملاء الرجلين على مهنتيهما وتوازنهما، وكان في منزل قائد الطائرة جهاز محاكاة التحليق لكن خبراء الملاحة الجوية يرون ان ذلك ليس نادرا لدى الطيارين المولعين بعملهم. واعلن انتوني بريكهاوس العضو في الشركة الدولية لمحققي الامن الجوي "يجب علينا الا ننسى اننا ما زلنا في بداية التحقيق رغم انقضاء اسبوع على اقلاع الطائرة". واضاف "ليس لدينا الكثير من القرائن: لا طائرة ولا حطامها ولا معطيات الكترونية عنها". ولا تسمح المعطيات التي جمعتها الاقمار الصناعية بتحديد مكان الطائرة بعد حوالى ثماني ساعات من التحليق -قبل ساعة من اختفائها من الرادارات ثم نحو سبع ساعات بعد انقطاع الاتصالات". وكان مخزونها من الوقود يسمح بالتحليق ثماني ساعات. وقد خرجت الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة رقم ام اتش 370 عن مسارها بين ماليزيا وفيتنام بعد ساعة من اقلاعها من كوالالمبور في اتجاه بكين وعلى متنها متنها 239 شخصا. وكانت الساعة 01,30 صباح السبت الثامن من اذار/مارس والاجواء صافية عندما توقفت طائرة البوينغ 777 التي تعتبر من الطائرات الاكثر أمانا في العالم عن ارسال اي اشارة بما فيها طلب الاغاثة.