بعد أن عثر المحققون بقضية فقدان الطائرة الماليزية برحلتها رقم 370 على عقدة جديدة في هذا اللغز الغامض وهي إغلاق زر جهاز الكتروني يدعى «المستجيب» قبل فترة من فقدان الاتصال بالطائرة، الأمر الذي يعيد ببعض التحقيقات إلى المربع الأول، وأعلن مسؤولون أميركيون، أن الأقمار الصناعية التجسسية الأميركية لم تسجل أي انفجار جوي عندما فقد الاتصال مع الطائرة، فيما نقلت صحيفة سنغافورية عن سفير ماليزيا في الصين، تأكيده أن أحد الطيارين قال: «حسناً، تصبحون على خير» بعد خروج الطائرة من المجال الجوي الماليزي ودخولها المجال الجوي الفيتنامي. وقال المسؤولون الامريكيون الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم: ان الحكومة الاميركية استعملت في الماضي شبكة الاقمارالصناعية من اجل رصد مصادر الحرارة الناجمة عن انفجار طائرات في الجو، ولكن في هذه الحالة المحددة لم تسجل الاقمار الصناعية اي شيء. وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين انه مع عدم الحصول على اية مؤشرات من الاقمار الصناعية، فإن السفن الاميركية المنتشرة في المنطقة للمساعدة في عمليات البحث لم تتوجه الى اية منطقة محددة. وقال: «لو كنا قد رصدنا شيئا من خلال الاقمار الصناعية لكانت بواخرنا توجهت الى هذه المنطقة». وقالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن شخصين مطلعين على التفاصيل: إن محققين أمريكيين يشتبهون في أن طائرة الخطوط الجوية الماليزية المفقودة ظلت في الجو نحو أربع ساعات بعد آخر مرة أرسلت فيها تأكيداً لموقعها. يأتي هذا التقرير بينما مازالت السلطات غير واثقة في اي محيط يجب أن تبحث عن طائرة الركاب التي فقدت يوم السبت بعد إقلاعها من كوالالمبور. وقالت الصحيفة: إن هذه المعلومة دفعت محققين أمريكيين الى بحث احتمال أن يكون هناك من أغلق أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة وغير وجهتها الى موقع آخر. وأضافت أن هذا يطرح احتمال أن تكون الطائرة التي كانت تقل 239 شخصاً ربما طارت لمسافة 3500 كيلومتر إضافية وقد تكون وصلت الى حدود باكستان او الى وجهات على نفس المسافة في المحيط الهندي او بحر العرب. وكان آخر موقع مؤكد شوهدت فيه الطائرة على شاشات رادار سلطات الطيران المدني قبل الساعة 1.30 صباحا يوم السبت بعد أقل من ساعة من إقلاعها من كوالالمبور وكانت تحلق في اتجاه الشمال الشرقي نحو بكين. وقالت الصحيفة: إن محققي الطيران ومسؤولي الامن الوطني يعتقدون ان الطائرة حلقت لفترة زمنية إجمالية تبلغ خمس ساعات استنادا الى البيانات التي تم تحميلها بطريقة تلقائية وارسلت الى الارض من محركات الطائرة بوينج 777 في اطار برنامج للمراقبة. وفي السياق، أعلن مسؤول طيران في ماليزيا امس: إن سفن وطائرات البحث لم تعثر على أثر للطائرة الماليزية المفقودة في المنطقة التى رصد فيها قمر اصطناعي صينى أجساما طافية، تردد أنها ربما تكون حطام الطائرة . وقال أزهارالدين عبد الرحمن، مدير إدارة الطيران المدنى: إن طائرات وسفن البحث والانقاذ لم تعثر على شيء في المنطقة يعود للطائرة المفقودة . وكانت سفن إنقاذ توجهت امس إلى منطقة في بحر الصين الجنوبي أظهرت صورا لقمر صناعي صيني فيها ثلاثة أجسام، ربما تكون لحطام الطائرة الماليزية المفقودة. وأظهرت صور القمر الصناعي ثلاثة أجسام تردد أن حجمها يصل إلى 13 في 18 متراً، و14 في 19 متراً، و24 في 22 متراً. وقد تم رصدها في بحر الصين الجنوبي شمال شرق الساحل الشرقي لماليزيا وجنوب فيتنام. وخصصت الصين عشرة أقمار اصنطاعية للمشاركة في عملية البحث. يشار إلى أن الطائرة المفقودة على متنها 153 صينياً. تصبحون على خير وظهرت تفاصيل جديدة عن اختفاء الطائرة الماليزية، وهي آخر الكلمات التي تم استقبالها من الطائرة. ونقلت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية عن سفير ماليزيا في الصين، اسكندر سارودين، تأكيده أن أحد الطيارين قال: «حسناً، تصبحون على خير» بعد خروج الطائرة من المجال الجوي الماليزي ودخولها المجال الجوي الفيتنامي. وجاءت هذه الكلمات من الطيار رداً على رسالة من مركز المراقبة الجوية الماليزية التي أعلمت الطيارة أنها غادرت المجال الجوي الماليزية ودخلت المجال الجوي الفيتنامي. وأكد أزهر الدين عبدالرحمن، رئيس الطيران المدني الماليزي لوكالة «فرانس برس» أن هذه بالفعل كانت آخر الكلمات التي تم تلقيها من قمرة القيادة في الطائرة. الصينيون يطالبون باعتذار وكشف سارودين هذه المعلومة لأول مرة في اجتماع عقد في العاصمة الصينية بيكين بين السلطات الماليزية وأقارب الركاب الصينيين الذين كانوا على الطائرة، حضره حوالي 400 شخص. والاجتماع الذي دام ساعتين، كان مليئا بالأسئلة أكثر منه بالأجوبة. وأعرب خلاله أقارب الركاب عن قلقهم على مصير أحبائهم وغضبهم من عدم التقدم في البحث عن الطائرة، وعدم شفافية السلطات الماليزية في هذا السياق. كما طالب البعض باعتذار من كوالالمبور. وسلم الأقارب ممثل السلطات الماليزية عددا من أرقام هواتف ركاب الطائرة التي ما زالت ترن، مطالبين بجواب حول هذا الموضوع، ومتسائلين هل ما زالت الطائرة على البر. ومن جهته، كشف ممثل السلطات الماليزية أن السلطات الحربية تساعد «على مستوى عال» في التحقيق، إلا أنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل حول ما قد يكون رصدته الرادارات العسكرية قائلاً: «ليس وقته الآن»، مما أغضب الأهالي.