شن مشرعون أمريكيون هجوما على ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في تعاطيه مع الازمة في اوكرانيا، وقالوا: إن سياسته الخارجية وتقليص ميزانية وزارة الدفاع قد أفقدت هيبة ونفوذ الولاياتالمتحدة في العالم ما ولد فراغاً تحاول روسيا احتلاله، ولكنهم استبعدوا جميعاً لجوء أمريكا إلى الخيار العسكري وطالبوا بزيادة حجم صادرات الغاز الطبيعي الى اوكرانيا وفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا. وطالب النائب الامريكي بول راين المرشح الرئاسي الجمهوري السابق الرئيس الامريكي باراك اوباما زيادة حجم صادرات الغاز الطبيعي الى اوكرانيا، للمساعدة في قضية فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وانتقد نائب المرشح الرئاسي في الانتخابات الاخيرة اوباما، بسبب طريقة تعامله مع روسيا التى تحتكر صادرات اوكرانيا من الغاز الطبيعي عبر شركة غازبروم، التى هددت بدورها العام الماضي بإنهاء اتفاق لتزويد اوكرانيا بغاز طبيعي رخيص. وانتقد راين بعنف السياسة الخارجية للرئيس الامريكي في برنامج «مايكل ميدفيد» الإذاعي قائلاً: «ماحدث في اوكرانيا هو نتيجة طبيعية لضعف إدارة اوباما في السياسة الخارجية والأمن القومي»، مضيفاً : «العدوان يملأ هذا الفراغ، ونحن نشهد على ذلك. وطالب النائب الأمريكي بفرض مزيد من العقوبات على روسيا وتصعيد الصادرات الامريكية من الغاز الطبيعي الى اوكرانيا، لكي تبرهن الولاياتالمتحدة على ان هناك عواقب حقيقية للاجراءات الروسية، وذكر راين بأن الحزب الجمهوري سيحاول عكس السياسات المالية والاقتصادية بمجرد حصوله على مزيد من السلطة السياسية ولكنه يشعر بالقلق من ان الضرر الذي احدثته ادارة اوباما في الشؤون الخارجية قد يستغرق وقتا أطول بكثير لاصلاح الضرر. ووجه السناتور جيم انهوف من لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي انتقادات لاذعة لادارة الرئيس الامريكي في سياستها الخارجية والامنية بالقول: انه حذر من انه اذا لم تحتفظ الولاياتالمتحدة بقدراتها العسكرية وجاهزيتها، فإنها بذلك تفقد نفوذها العالمي وتترك فراغاً تحاول روسيا احتلاله . وعلل انهوف تصرفات روسيا الاخيرة في اوكرانيا بالقول: انها تعود الى التخفيضات التى جرت على ميزانية وزارة الدفاع منذ دخول اوباما البيت الابيض، وقال : «الإجراءات المتغطرسة من الرئيس بوتين وروسيا في الأيام الاخيرة هي نتيجة مباشرة لنزع السلاح من أمريكا مع بداية فترة اوباما الرئاسية. وأكد انهوف أن إدارة اوباما ألغت على مدار السنوات الخمس الماضية إنتاج الجيل الخامس من المقاتلات « اف.22» و «سي .17» والأنظمة القتالية المستقبلية، كما خفضت الإدارة أكثر من 587 بليون دولار من ميزانية البنتاغون وتضاعف هذا الرقم في السنة الأخيرة بحيث عجز الكونغرس عن الاتفاق على الميزانية بعجز يصل إلى تريليون دولار. وأضاف المشرع الأمريكي بأن ما وصفه بمحاولة « نزع السلاح الامريكي» يحدد خيارات الولاياتالمتحدة في اوكرانيا، قائلا: إنه قد عاد للتو من جورجيا وهم يخشون هناك أن بلادهم ستكون هدفاً لغزو روسي آخر . وتابع : «لقد فشلت محاولات الرئيس في السعى الى السلام من خلال الدبلوماسية، الأعداء لا يخشون منا الآن، والحلفاء لا يكنون احتراماً لنا». من جهته استبعد عضو مجلس الكونغرس الامريكي جون ماكيين الذي يعد من صقور السياسة الامريكية ان تلجأ الولاياتالمتحدة الى تدخل عسكري في الازمة الاوكرانية، ولكنه قال في تصريح مقتضب لصحيفة « اليوم» : إن البيت الابيض والكونغرس لديهم مجموعة واسعة من الخيارات وقال ماكين : «لكي أكون صادقا» ، ليس هناك خيار عسكري يجب أن نمارسه الآن ولكن أكبر وأقوى أمة في العالم، يجب أن تمتلك خيارات عديدة من ضمنها العقوبات الاقتصادية. وذهب ماكين بعيداً في تمزيق سياسة الرئيس الامريكي الخارجية بالقول : «ما يحدث في اوكرانيا نتيجة طبيعية للسياسة الخارجية العقيمة، حيث لا يعتقد أحد في العالم بأن لأمريكا قوة. أما رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر فقد ابتعد عن اللغة الدبلوماسية تماما ووصف الرئيس الروسي بوتين بأنه «سفاح» وانضم لدعوة المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب بفرض عقوبات على روسيا، وقال : «لقد حان الوقت للوقوف في وجه بوتين، ما حدث كفاية». وأضاف بوينر: إنه يجب الانضمام الى الدول الاوروبية في فرض المزيد من العقوبات على روسيا في أعقاب تقارير تفيد بأن القوات الروسية قد سيطرت تماماً على شبه جزيرة القرم، ولكن رئيس مجلس النواب لم يحدد بدقة خيارات المقاطعة الموجودة على الطاولة، ولكن ادارة اوباما تدرس إجراءات انتقامية، حيث هدد وزير الخارجية الامريكي جون كيري بتجميد الاصول الروسية وحظر التأشيرات واتخاذ عقوبات من شأنها أحداث الضرر في الاقتصاد الروسي وهو ما حدث فعلا عندما هبطت الاسهم والعملة الروسية الى الحضيض . من جهته، ذكر مجلس الشؤون العالمية وهو مجلس خاص لا يرتبط بأية جهة حكومية في الولاياتالمتحدة ان تحذير الرئيس الامريكي لروسيا بأنها ستواجه عواقب وتكاليف مترتبة على اجتياحها شبه جزيرة القرم، قد تجاهل حقيقة بسيطة هي ان الرئيس الروسي بوتين قد أعد حساباته بالربح والخسارة مسبقا، وانه مستعد لأي خطر من أجل تجنب خسارة اوكرانيا، وبعبارة أخرى لا تواجد عواقب تهدد بوتين من القيام بما ينوى فعله . وذكر المجلس في تحليل للأوضاع في أوكرانيا بأن روسيا واثقة من اوروبا لن تقوم بهجوم على اقتصادها، ولن تفرض قيوداً على المال الروسي وفي غياب الخيار العسكري، ماذا سيتبقى ؟.