يعتبر الأحد الماضي، يوما مميزا في تاريخ أوكرانيا الحديث، الذي تحرر من قيود المنظومة السوفياتية التي احتفظت بها لعقد من الزمن النخب السياسية الأوكرانية التي جاءت لتمدد عمر الكيان السلطوي التوتاليتاري المدعوم من روسيا. ومثل قسم الرئيس المنتخب فيكتور يوشنكو أمام جمع من النواب والضيوف الأجانب وبجواره أب الدولة السيد ليونيد كرافشوك الذي بفضله تمكنت أوكرانيا من الانفصال عن الإتحاد السوفياتي بداية ميلاد جديد بعد مخاض انتخابي عسير. وكان اللون البرتقالي سيد الحضور ، وانتهت الاحتفالات، وطارت النشوة، لتبقى الأسئلة. فبأي لغة سيخاطب يوشنكو البرلمانيين الأوروبيين وما المسؤولية التي سيأخذها الرئيس الجديد على عاتقه؟ المشكلة العويصة التي سيلتقي بها يوشنكو هي تمرير سياسة توسع الأطلسي في الشطر الشرقي والجنوبي من القطر الأوكراني، لا سيما أن الزعيم السياسي لهذه المنطقة المرشح السابق فيكتور يانوكوفيتش لم يحضر حفل التتويج ولم يشارك العاصمة قرار المحكمة العليا التي أنصفت لصالح الفائز يوشنكو. وبعيدا عن الجولات السياسية ستكون الجولة الثالثة ذات طابع خاص جدا، إذ سيخصصها يوشنكو لأمر تاريخي يمت بطريقة مباشرة إلى عائلة الرئيس وبالضبط يخص أب فيكتور الذي عانى من ويلات السياسة الفاشية في منطقة أسفنسيم المتواجدة ببولونيا، سيتم الاحتفال المصادف لذكرى مرور ستين عاما على تحرير جيش التحالف لمعتقل أسفنسيم من الفاشيين و المصادفة ل 26 و 27 من الشهر الجاري. وفي فترة الاحتفال التاريخي ببولونيا سيقوم يوشنكو بزيارة قصيرة إلى بروكسل ليلقي كلمة شرفية في البرلمان الأوروبي. وأخيرا سيزور الرئيس الأوكراني الجديد مدينة دافوس للمشاركة في أعمال الفوروم الإقتصادي الذي سيعقد في الفترة بين 28 و 29 يناير الجاري. كل هذه التحركات الدبلوماسية السريعة التي سيقوم بها فيكتور يوشنكو تدل على شيء واحد وهو الابتعاد الجلي في سياسة كييف الجديدة تجاه الكرملن الروسي و بروز ثقافة سياسية جديدة في الساحة الأوكرانية. و ماهي السياسة التي سيعتمدها الرئيس الجديد نحو العالم العربي؟ على هذا السؤال اجاب أحد مؤيدي يوشنكو البرلماني تشورنوفولنكو ألكسندر:"يوشنكو سيعتمد سياسة السوق المفتوحة وسنوجد كل الظروف الملائمة لجلب الاستثمارات من الخارج و بما في ذلك من العالم العربي". * كييف