كييف - رويترز، أ ف ب - قام الرئيس الصيني هو جيناتو بزيارة نادرة الى اوكرانيا جرى فيها التوقيع على اعلان للشراكة الاقتصادية، في الوقت الذي تسعى بكين لإعادة إحياء علاقاتها مع أوكرانيا، البلد السوفياتي السابق، بعد سنوات من الإهمال. والتقى هو نظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف الذي اعلن أن الصين وأوكرانيا وقعتا اتفاقات قيمتها 3.5 بليون دولار امس، خلال زيارة يقوم بها الرئيس الصيني هو جينتاو إلى الجمهورية السوفياتية سابقاً. وأضاف أن الاتفاقات تشمل قطاعات الصناعة والطاقة والبنية التحتية والزراعة. وتابع ان الزيارة تعتبر حدثاً مهماً لبلده، وتشهد فتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع بكين. وكانت العلاقات بين بكين وكييف اهملت خلال رئاسة فيكتور يوتشينكو الذي ركز جلّ مساعيه على التكامل مع الغرب من دون إيلاء العلاقات مع آسيا أهمية تذكر. غير أن الوضع تغير منذ وصول يانوكوفيتش للسلطة عام 2010. وحوّل دفّة السياسة الخارجية لأوكرانيا مرة أخرى إلى وضع محايد بين الشرق والغرب، أي وفقاً للسياسة التي انتهجها الرئيس السابق ليونيد كوتشما لغاية عام 2005. وزار يانوكوفيتش الصين في ايلول (سبتمبر) العام الماضي، حيث أشرف على التوقيع على عقود ببلايين الدولارات، بينها مع شركات صينية لبناء خط للسكك الحديدي يربط كييف بمطار بوريسبول. ويبلغ حجم التجارة بين البلدين ثمانية بلايين دولار سنوياً، ويأمل الجانبان في زيادتها الى عشرة بلايين بحلول عام 2012. وكانت زيارة الرئيس الصيني أثارت اهتماماً في أوكرانيا، التي تختلف عن الكثير من الدول السوفياتية السابقة بأنها لا تملك احتياطاً ضخماً من النفط او الغاز، وهو ما تتعطش اليه الصين المستهلكة الضخمة للطاقة. وبدورها، تحتاج اوكرانيا إلى استثمارات من احد اسرع الاقتصادات نمواً عالمياً، اذ يعتمد الاقتصاد الأوكراني على الصادرات وكان تضرر خلال الأزمة المالية العالمية، ولا يزال معتمداً على قروض يمنحها له صندوق النقد الدولي. وقالت مديرة «معهد السياسات الدولية» في كييف اليونا غيتمانتشوك: «يعتقد بعض المقربين من يانوكوفيتش أن الصين يمكن ان تشكل توجهاً ثالثاً للسياسة الخارجية الأوكرانية، بعد الاتحاد الأوروبي وروسيا». أما الخبير في «معهد الدراسات الاستراتيجية» أندريه غونتشاروك، فقال ان اوكرانيا تشكل اهمية خاصة للصين كمنتج زراعي رائد، ولموقعها الاستراتيجي كمعبر للطاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. ووصل هو الى اوكرانيا السبت الماضي، حيث أمضى مطلع الأسبوع في موقع لم يتم الكشف عنه في شبه جزيرة القرم المنتجع الشهير في اوكرانيا على البحر الأسود. وأوكرانيا هي المحطة الأخيرة ضمن جولة أوروبية للرئيس الصيني شملت كازاخستان وروسيا.