شيء ما غير جيد يحدث في روسيا. لقد باتت تصرفات رئيسها فلاديمير بوتين ترتدي، في الآونة الأخيرة، حلة غير مفهومة، متناقضة وغير منطقية. فالخطوات التي قامت بها إدارة بوتين في قضية شركة الطاقة "يوكوس"، شكلت فضيحة كبرى وتسببت للاقتصاد الروسي بخسائر مالية بلغت عشرات ملايين الدولارات. وجاء رد الفعل العصبي الذي ميز الكرملين بعد الانقلاب الانتخابي في أوكرانيا، والذي تدحرج إلى حد نشر شائعات واتهامات تتحدث عن "مؤامرة صهيونية" في كييف، ليثبت فقدان الإدارة الروسية توازنها السياسي. وها قد أضيفت إلى الصورة البائسة، الآن، مسألة استئناف صفقات الأسلحة بين روسيا وسوريا، الدولة العربية الفقيرة، وهي صفقة تثير غضب الولاياتالمتحدة وتمنح دعماً ورعاية للتنظيمات الإرهابية. فما الذي يبحث عنه تجار الأسلحة الروس هناك؟ يكمن المسبب الأساسي لكل هذه التطورات الغريبة في الأوضاع السائدة في الشيشان. ولا يتوقف الأمر على عدم تمكن إدارة بوتين من تحقيق الاستقرار للسلطة الموالية لروسيا هناك، بل يشمل وقوف هذه الإدارة عارية وعاجزة أمام موجة العمليات القاتلة المرتقبة. الفشل الشيشاني الذي يحمل معه الموت لعشرات آلاف المدنيين والجنود، يضعضع توازن القيادة الروسية، ويطرح على الساحة قوى سياسية مظلمة، ويزرع عاصفة غير معقولة في الكرملين. هناك أزمة روسية تتطور، وتشكل خطراً ملموساً على استقرار العالم كله. @كاتب إسرائيلي عن يديعوت أحرونوت