اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المالك السابق لعملاق النفط «يوكوس» ميخائيل خودوركوفسكي بارتكاب جرائم قتل، وقال ان «يديه ملطختان بالدماء». ونفى بوتين صحة تقارير غربية عن «تدهور النظام السياسي في روسيا»، مشيراً الى رضاه عن احوال البلاد. وفاجأ بوتين مجموعة كبيرة من الخبراء والمحللين السياسيين الذين التقوا معه في إطار مناقشات نادي «فالداي» للحوار الاستراتيجي بشن حملة قوية على خودوركوفسكي رداً على مطالبته بالتدخل للإفراج عنه. وشدد رئيس الوزراء الذي يتهمه الغرب بتعمد اطالة فترة سجن خودوركوفسكي لاغراض سياسية، على انه لن يتدخل في قضية تخص القضاء. ومعلوم ان مالك «يوكوس» السابق الذي كان قبل سنوات اغنى رجل في روسيا، يقضي فترة محكوميته في سجن روسي بعد ادانته بقضايا فساد وتلاعب مالي واختلاسات، لكن القضاء الروسي فتح ملفات جديدة ضد الرجل قبل شهور منها الاشتباه بوقوفه خلف جرائم قتل لإبعاد منافسين وخصوم عن طريقه، ما يعني احتمال تمديد سجنه اذا دين لسنوات طويلة. على صعيد آخر، تجاهل بوتين تقرير سلمه اليه اعضاء النادي حول الاوضاع السياسية في روسيا، واعتبر ان البلاد تمر بمرحلة تطور طبيعية. وتضمن التقرير بحسب مشاركين في جلسات النادي، تحليلا للوضع يشير الى تدهور النظام السياسي في روسيا ودخوله مرحلة ازمة باتت تتبلور بقوة. وأعرب بوتين عن «رضاه التام عن الوضع السياسي في روسيا»، مشيراً إلى أن المواطنين «يشعرون بمزيد من الاستقرار الأمر الذي يشجعهم على إنجاب المزيد من الأطفال». وأكد أنه يريد أن تواصل روسيا مسيرتها التنموية، منوهاً بأنه يريد تطوراً متواصلاً يخلو من قفزات على غرار ما عاشته روسيا قبل حوالى 20 سنة. وتطرق بوتين مجدداً الى احتمال ترشيح نفسه لولاية رئاسية جديدة في العام 2012 ، وعقد رداً على سؤال احد الحاضرين مقارنة مع الولاياتالمتحدة مشيراً الى ان الشعب الأميركي «اعاد انتخاب روزفلت رئيساً للولايات المتحدة أربع مرات متتالية لأن ذلك لم يتناف مع الدستور الأميركي»، متعهداً بأنه (بوتين) لن يقدم على «أي خطوة تعد مخالفة للدستور الروسي وهذا الامر ينسحب على الرئيس (ديمتري) مدفيديف». الى ذلك أكد بوتين أنه «مقتنع بصدق ونزاهة مبادرات الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي جاءت في إطار بناء وتعزيز العلاقات مع روسيا». وقال ان موسكو « تنظر باهتمام كبير لمبادرات الإدارة الأميركية. وأنا على قناعة بصدق هذه الإدارة، وبصدق الرئيس أوباما بالدرجة الاولى». على صعيد آخر، تسبب انفجار استهدف خط سير قطار شحن في داغستان أمس في انحراف ست عربات عن المسار وانقلاب اثنتين، لكن لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وأوضحت وزارة الداخلية الروسية ان الانفجار وقع ظهراً على خط السكة الحديد قرب كيزليار، حين كان القطار قادماً من مدينة أستراخان، «ما ادى الى انقلاب عربتين من أصل ست عربات انحرفت عن المسار»، مشيرة إلى أن الانفجار وقع تحت العربات الأخيرة من القطار. وتشهد جمهوريات شمال القوقاز، خصوصاً الشيشان وداغستان منذ فترة تصعيداً في أعمال العنف تستهدف عناصر الشرطة وسياسيين.