صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة انه يجب «إجبار» كييف على التفاوض حول «جوهر» القضية مع الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون الجيش الاوكراني في شرق البلاد. وقال بوتين خلال قمة للشباب الروسي «يجب اجبار السلطات الاوكرانية على بدء مفاوضات حول جوهر القضية. لا حول مسائل تقنية. بل حول الجوهر: ماذا ستكون حقوق سكان جنوب شرق البلاد؟». دعوات روسية للتظاهر قال قطب تجارة النفط السابق الروسي ميخائيل خودوركوفسكي أمس الجمعة إن موسكو تكذب بشأن تورطها في أوكرانيا وحث الروس على اتخاذ خطوات لوقف الحرب «غير المتكافئة». وقال خودوركوفسكي الذي يعيش اليوم في سويسرا وهو أحد خصوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان له «كان بإمكاننا ولا يزال وقف ما يحدث. سيكون التظاهر والإضراب كافيين».ولم تعترف موسكو بأي تورط في الحرب في أوكرانيا على الرغم من اتهامها بارسال الجنود والأسلحة إلى الجمهورية السوفييتية السابقة لدعم حركة الإنفصاليين في شرق البلاد. ونفت وزارة الدفاع الروسية مرارا أي وجود لجنودها في أوكرانيا. وقال خودوركوفسكي «نحن نقاتل أوكرانيا في واقع الأمر». وأضاف أن السلطات الروسية تكذب «كما فعلت في أفغانستان في الثمانينيات والشيشان في التسعينيات». وصدر عفو رئاسي عن خودوركوفسكي (51 عاما) أواخر العام الماضي بعد أن أمضى نحو عشر سنوات في السجن وقد كان في وقت سابق أغنى رجل في روسيا ورئيس شركة يوكوس لتصدير النفط قبل تصفيتها. الانفصاليون يستجيبون للكرملين إلى ذلك قال الإنفصاليون الموالون لموسكو الذين يقاتلون في شرق أوكرانيا إنهم سيمتثلون لطلب الكرملين بفتح «ممر إنساني» يسمح لقوات أوكرانية محاصرة بالانسحاب. وقال الجيش الأوكراني في بيان له إن هذا يظهر فقط أن «هؤلاء الناس (الإنفصاليون) تحت قيادة الكرملين وسيطرته المباشرة». وفي بيان الكرملين صدر في وقت متأخر ليلة الخميس تبنى بوتين لهجة أقل حدة دون أن يعترف بأن الجيش الروسي يشارك في الصراع. وقال بوتين في البيان «من الواضح أن التمرد حقق بعض النجاحات المهمة في وقف العملية المسلحة التي تقوم بها كييف». وأضاف في البيان «أدعو قوات الميليشيا إلى فتح ممر إنساني للجنود الأوكرانيين المحاصرين لتجنب سقوط ضحايا بدون مبرر والسماح لهم بمغادرة منطقة القتال دون عراقيل والانضمام إلى عائلاتهم.. ولتقديم المساعدات الطبية العاجلة للمصابين من جراء العملية العسكرية». وبعد ساعات قال الكسندر زخارتشينكو وهو زعيم للإنفصاليين في شرق أوكرانيا لمحطة تلفزيونية روسية إن قواته مستعدة للسماح للقوات الأوكرانية المحاصرة بالانسحاب. وأضاف انه على القوات الحكومية أن تنسحب وتترك وراءها العربات المدرعة والذخيرة. اتهامات غربية في إشارة إلى المحادثات التي عقدها بوتين مع بوروشينكو قبل يومين قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «لا يكفي ببساطة الخوض في محادثات في مينسك بينما تواصل الدبابات الروسية الزحف متجاوزة الحدود إلى أوكرانيا. مثل هذا النشاط لا بد أن يتوقف فورا». وقال وزير الخارجية البولندي إن «العدوان الروسي قد خلق أخطر أزمة أمنية في أوروبا منذ عقود». وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي إن روسيا صعدت بشدة «تدخلها العسكري» في أوكرانيا خلال الأسبوعين المنصرمين. وقال البريجادير جنرال نيكو تاك من هولندا الذي يرأس مركز إدارة الأزمات التابع لحلف شمال الأطلسي «تشير تقديراتنا الى وجود يتجاوز بكثير الألف من أفراد القوات الروسية يعملون الآن داخل أوكرانيا... انهم يساندون الإنفصاليين ويقاتلون إلى جانبهم». واستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اللجوء إلى أي عمل عسكري قائلا إنه يجب التوصل لحل دبلوماسي لكنه قال إنه سيؤكد التزام الولاياتالمتحدة حيال حلفائها في حلف شمال الأطلسي خلال قمة للحلف الأسبوع المقبل. وقال أوباما للصحافيين في البيت الأبيض «لن نقدم على عمل عسكري لحل المشكلة الأوكرانية. ما نفعله هو حشد المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على روسيا». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي: إن بلادها تدرس عددا من الخيارات للرد على دخول روسيا في شرق أوكرانيا وإنها تعتقد أن زيادة العقوبات هي «الوسيلة الأكثر فاعلية». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قمة الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها يوم الأحد ستبحث احتمال فرض المزيد من العقوبات. تحركات عسكرية روسية في جنوبروسيا شاهد مراسل رويترز رتلا من المركبات المدرعة والجنود على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا. ولم يحمل الرجال أو العربات أي علامات عسكرية لكن المراسل شاهد طائرة هليكوبتر من طراز مي-8 عليها شارة النجمة الحمراء التي تتسق مع الشارات العسكرية الروسية وهي تهبط قرب خيمة عسكرية للمساعدات الأولية. وقال رجل يرتدي زيا مموها قرب خيمة المساعدات الأولية عندما سئل عما إذا كان من الجيش الروسي «نحن عاشقون للوطن». من جانبه قال السفير الأميركي لدى كييف جيفري بيات في تغريدة على موقع تويتر إن «الدبابات التي ترسلها روسيا والمركبات المدرعة والمدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ المتعددة الفوهات غير كافية لإلحاق الهزيمة بالقوات المسلحة الأوكرانية. لذا فان عددا متزايدا من القوات الروسية يدخل الآن بصورة مباشرة في القتال على أراضي أوكرانيا». وأضاف «ارسلت روسيا ايضا أحدث انظمتها للدفاع الجوي ومنها نظام اس ايه-22 إلى شرق أوكرانيا وهي تشارك الآن مباشرة في القتال». وقال مسؤول كبير في الأممالمتحدة أمس الجمعة إن 2593 شخصاً قتلوا في الصراع الدائر في شرق أوكرانيا منذ منتصف أبريل نيسان. وقال إيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان للصحافيين «التصاعد واضح ومثير للقلق. هناك زيادة كبيرة في محصلة القتلى في الشرق.