أخبار العنف في العراق تعطي شعوراً مثيراً للاشمئزاز خاصة عندما تعجز عن الحركة بسبب سماع كارثة طبيعية ضخمة بالمحيط الهندي . ومع كل مطلع يوم جديد تحضر أخبار هلع وفزع جديدة بشأن انتخابات البلاد في نهاية يناير .فمقتل 29 شرطيا يوم الثلاثاء الماضي في كمين في بغداد دليل على حقيقة أن المقاومة حية وجهودها منسقة وناجحة ولا يمكن صرف النظر عنها. كما توضح صور حديثة لرجال غير مقَنعين, يعدمون بكل فتور موظفي الانتخابات في الشارع في وضح النهار, الثقة المطلقة لرجال المقاومة . ومنذ 18 شهر مضت, ادعى الرئيس جورج بوش بحماقة (أن المهمة قد انتهت) وبعد ذلك أجبر على الاعتراف بأن آلاف العراقيين الذين كان يأمل في تسليمهم مهام الأمن الأساسية من الولاياتالمتحدة, غير جاهزين للقيام بعملهم .وقد فقد المئات من رجال الشرطة وعناصر الحرس الوطني .. والكثير ممن بقي منهم خائف بشدة وهم يرتدون الآن الأقنعة على وجوههم . هناك حاجة لمزيد من الوقت, ولتخصيص مواد كافية للأمن و لتثقيف المصوتين وقيام نسبة كافية من السُنة الساخطين بتغيير أفكارهم . إن الحاجة للمغامرة عندما تكون المخاطر شديدة ينبهنا إلى عدم وجود خيارات سهلة للتعامل مع نتائج كارثة يصنعها العراقيون . حتى إن خصوم الحرب على العراق الذين يقبلون الانتخابات من أجل برلمان جديد من الضروري بالنسبة لهم وضع حد لمخاوفهم من فترة ما بعد صدام حسين وتمهيد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية والبريطانية . ومؤخراً ،على ضوء جدول الأعمال, يبدو أن الخطط ستخرج عن الإطار الذي رسمت له بسبب العنف . إن استمرار المقاومة والإخفاق الذريع في تدريب القوات العراقية بشكل وافِ والقرار بأن القوات الأمريكية لن تقوم بحراسة محطات الاقتراع ما هي إلا أمثلة عن الفشل في تقديم الموارد التي تكفل نجاح تحقيق الهدف المقصود وتدعو - على الأقل - إلى إعادة التفكير . إن انتخابات العراق ليست الدواء الناجع لكل المشكلات كما أن تاريخ موعد الانتخابات غير مقدس.