@@ كل شيء بقضاء.. ولاراد لقضاء الله، والإنسان ليس له الا القبول بما كتبه الله له.. فالمرض والمعاناة والألم، ماهي الا ابتلاء من الخالق وامتحان منه لعبده.. @@ زميلنا الحبيب والصديق الصدوق عبدالعزيز الاحمد، هو من ذلك النوع من البشر الذين ابتلاهم الله وقدر عليهم ظروفا صعبة ومعقدة، في الصحة والمال والأهل. @@ هموم لو وقعت على جبل لرأيته متصدعا ولربما منهارا حتى لو كان شامخا لمئات السنين.. فالحمل ثقيل.. والألم كبير.. والمعاناة جسيمة. @@ لكنني اعرف هذا الصديق الصابر الصبور، واعرف ارادته وايمانه بالله وبرضاه بما قدره عليه، اعرفه اشمخ من الجبل واصبر من الصبر واقوى من الألم. @@ مازال يبتسم.. ومازال مقاتلا ضد هذا المرض الخبيث.. لم يهن ولم يضعف ولم يستسلم.. وهو الذي يقول ان كان المرض خبيثا فانه بحاجة لمن هو اخبث منه. @@ الجبان هو الذي يموت من الخوف.. والضعيف هو الذي يترنح مع اول نسمة هواء.. وعبدالعزيز الذي نعرفه لم يكن في يوم من الايام جبانا ولا ضعيفا ولا مستسلما. @@ الله وحده القادر على قهر هذا المرض.. والله وحده لن يترك هذا الزميل يصارع المرض، والله لن يترك اسرته منكسرة.. وهذا الكلام نقوله ويقوله عبدالعزيز، واجزم بأن انسانا يؤمن بالله بهذه القوة ويقترب منه ويحتسب اليه حتما سيكون انسانا شجاعا متفائلا.. فالله هو القادر على المعجزات. @@ عندما نظمت لجنة السباق الخيري للجري ذات عام، كان هدفها جمع اكبر ما يمكن جمعه من المال لدعم مرضى السرطان في الشرقية، وحينها اطلعت على بعض الارقام المخيفة ومنها ان ما يقارب عشرة الاف شخص يصابون كل عام في المنطقة الشرقية فقط بهذا المرض الخبيث.. @@ وفي تلك الايام خسرنا العزيز الغالي الزميل محمد بن يوسف الدوسري يرحمه الله بنفس المرض حيث وصلني الخبر وانا اكتب زاويتي في ذلك اليوم عن هذا المرض اللعين وهو يوم لن انساه ابدا.. واليوم اتمنى من الله ان يمن على زميلنا عبدالعزيز الاحمد بالسلامة والعافية وان يبقيه على رأس اسرته وبالقرب من أحبائه وأقربائه.. وما ذلك بصعب على رب العالمين. @@ وانا اكتب هذه الزاوية، ادرت الكرسي الذي اجلس عليه ورأيت المنظر الذي يخيفني كل يوم، وهو منظر شركة الاسمدة التي تبث كل انواع الملوثات دون ان تجد من يوقفها عند حدها.. @@ يقول القائمون عليها انهم متأكدون بانها لاتشكل خطرا على الناس، والناس المساكين في المنطقة لايستطيعون تصديق هذا الكلام ولايملكون القدرة الفنية على اثبات العكس. @@ والناس هنا.. محتارون حول اسباب هذه النسبة العالية من الاصابات بالامراض السرطانية، فتارة يقولون انها من حرب تحرير الكويت وتارة يقولون من مصانع البتروكيماويات وغيرهم يعتقد ان هذا المصنع الجاثم خلف مبنى هذه الجريدة واحد من الاسباب.. ونحن لا نلوم الناس طالما لا احد يقول لها والذي يحدث ولماذا ترتفع نسبة هذه الامراض ولماذا يبقى هذا المصنع ملاحقا للدور السكنية والجامعات؟! @@ لقد سمعت ان تكلفة نقل هذا المصنع في حدود عشرة ملايين ريال، واني لأسأل ان كان هذا المبلغ (التافه) اعز واغلى من البشر في هذه المنطقة التي اعطت من الخير والرخاء بلا حدود؟؟ لقد تعب الجميع وحان الوقت للمصارحة سواء من وزارة الصحة او البيئة او كليات الطب والباحثين.. فالجميع هنا في ورطة ولابد من الحديث لهم بكل شفافية. ولكم تحياتي [email protected]