اختتمت في القاهرة امس الاربعاء فعاليات الندوة الموسعة التي عقدها المجلس الاعلى للثقافة بمصر تحت عنوان (وجوه يحيى حقي) بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده والتي تستغرق ثلاثة ايام بدار الاوبرا بمشاركة 75 شخصية من الباحثين المصريين والعرب والاجانب وبحضور عدد كبير من المفكرين والادباء والكتاب. قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني عن هذه المناسبة: ان يحيى حقي من عبقريات مصر النادرة وموهبة من المواهب التي كونت منها قوى الوطن الفكرية والروحية منذ مطلع القرن العشرين، فقد توافرت لديه افضل المواهب واسمى مافي قدرة الانسان من طاقات فلم يكن مجرد مبدع خلاق ومثقف مستنير ومفكر متألق وانما كان قبل كل هذا انسانا مبدعا وحساسا له امانيه واحلامه وقد اتاحت له السنون الطويلة من البحث والطوف والجهد اتصالا وثيقا بالحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية والعملية في مجالاتها المختلفة واتاح له اتصاله بالواقع الغربي والشرقي ان يطرق آفاقا متعددة ومتنوعة، وان يشمل عطاؤه المتدفق رقعة فسيحة امتدت من الابداع الادبي الى الدراسات النقدية والكتابات الفكرية والسيرة وبراعته لا تكمن فقط في اختياره موضوعاته وتحديده افكاره وانما ايضا في اسلوبه في التعبير وصياغته تلك الافكار. وقال امين عام المجلس الاعلى للثقافة الدكتور جابر عصفور ان 16 عاما تفصل بينه وبين مولد كل من طه حسين وعباس العقاد وابراهيم عبدالقادر المازني و7 سنوات تفصل بينه وبين توفيق الحكيم لكنه ينتمي لجيل هؤلاء الليبراليين الاحرار المنتمين لثورة 1919، ولم يكن من قبيل المصادفة ان يتصف بالموسوعية مثل عظماء جيله فنجده قاصا بارعا وكاتبا متمكنا وايضا مؤرخا كبيراواداريا جيدا في ادارة الفنون التي كانت نواة لوزارة الثقافة المصرية. واضاف د. جابر عصفور ان يحيى حقي يتمتع بالجسارة الفكرية والابداعية مما جعله لايكتفي بنقد المجتمع والانحياز الى اهل الحارة البسطاء الا انه ايضا انحاز لقيم الحرية وقاوم كل اشكال الظلم الاجتماعي اضافة لكونه ابا حانيا للادباء والمفكرين الشباب. وقالت ابنته نهى حقي ان والدي صاحب بصمة طيبة على الحياة الادبية في مصر اضافة لدوره المتميز في الحياة الفكرية والفنية وله نحو 27 كتابا في مختلف ألوان الابداع ولهذا ارى ان احتفال اليونسكو والمجلس الاعلى للثقافة به غمرنا بالسعادة واشعرنا بانه مازال يعيش بيننا كقنديل مضيء، ومما لاشك فيه ان تناول اعماله من خلال هذاالملتقى اكبر دليل على ان كتاباته تصلح لكل زمان.