حذر خبراء وأطباء عاملون في القطاع الصحي من خطورة متزايدة لأمراض السمنة، وافادوا بان وفاة 20 ألف شخص بمعدل سنوي في المملكة بسبب السمنة وأمراضها ويتوقع التصاعد في الاعداد حيث كان الاحصاء بهذه الاعداد معنياً بالبدانة المفرطة، بينما تمثل زيادة الوزن ظاهرة تجاوزت في الأطفال 3 ملايين ونسبة 70 بالمائة في مجموع السكان، وحسب الأطباء الاستشاريين فان السمنة بوابة الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان وهشاشة العظام وانسداد شرايين القلب، في الوقت الذي يمكن الوقاية منها بمكافحة السمنة. وقال استشاري جراحة المناظير والسمنة الدكتور اسامة حسن: إن المملكة مصنفة في مقدمة الدول الأكثر اصابة بالسمنة، مؤكدا على ضرورة تكثيف ادوار التوعية؛ لتجنب الاعراض الحتمية والقاتلة في حالات كثيرة، واضاف: إن ظاهرة زيادة الوزن تحتاج الى التركيز على الدور الوقائي بتغيير نمط الحياة في نوعية الغذاء والحركة وممارسة الرياضة، حيث توضح الدراسات الحديثة التي اجريت بمناطق المملكة مؤخرا، أن الظاهرة ارتفعت إلى 4 أضعاف خلال العقدين او الثلاثة الماضية، بما يعني التأثر بأنماط الحياة المعاصرة والركون إلى الكسل وبطبيعة الحال العلاقة بأطعمة غير صحية وتناول مفرط للمشروبات الغازية. واثبتت الدراسات أن السمنة تؤثر على عمر الانسان، حيث تؤدى إلى الوفاة المبكرة، وتفوق المخاطر المصاحبة للسمنة المفرطة في اثرها تلك المخاطر المصاحبة للعلاج الجراحي للسمنة، وتعد السمنة مرضا معقدا يتأثر بتشابك عناصر عدة منها الوراثي أو ما يتعلق بالغدد الصماء، التمثيل الغذائي، العوامل البيئية واسباب أخرى، والعلاقة المباشرة بتناول سعرات حرارية أكثر مما يستطيع أن يحرقها الجسم ثم تتراكم، مصحوبة بالعادات الغذائية السيئة وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ويرجع انتشار السمنة في الاساس إلى انخفاض معدل النشاط البدني. وكشف كرسي السمنة في جامعة الملك سعود أن المملكة تأتي في المرتبة الثالثة بعد أمريكا والكويت من حيث عدد المصابين بالسمنة، بوجود 20 ألف حالة وفاة سنوياً تحدث من السمنة ومضاعفاتها، بما يعادل 55 وفاة شهريا وحالتي وفاة كل ساعة، مشيراً إلى أن كلفة علاج السمنة والأمراض المصاحبة لها تصل إلى 19 بليون ريال في العام الواحد، لافتاً إلى وجود أكثر من 47 مرضاً تلازم السمنة كالسرطان وهشاشة العظام وتصلب الشرايين، ومقارنة ذلك وفق النشرة ان السمنة في المملكة أصبحت تمثل المرض الأول قبل التدخين وحوادث المرور، فهناك 20 ألف حالة وفاة من السمنة وأمراضها، ما يستدعي البدء بمشروع وطني استراتيجي لمكافحة السمنة التي وصلت مرحلة الوباء، وبالتالي ضرورة الالتفات للظاهرة وتكثيف الجهد من خلال تعويد الأبناء وتشجيعهم على الجوانب الصحية ودفعهم لممارسة الرياضة، وزيادة حصص الرياضة في مدارس البنين وايجادها لدى البنات، واعطائها أهمية المواد الدراسية الأخرى، والإسهام في إيجاد آلية تتحكم في افتتاح مطاعم الوجبات السريعة، والنظر إلى التكلفة في الانفاق العلاجي الذي بلغ 19 مليار ريال لمكافحة المرض. وفي ذات السياق أشار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمستشفى الطبي الدولي، الدكتور وليد فتيحي، الى أن الكثير من الأمراض سادت وانتشرت في مجتمعاتنا لتصبح أشبه بالوباء، بسبب نمط الحياة الحديثة التي تفرض بمتغيراتها ممارسات دخيلة على الإنسانية والفطرة السليمة ومنها انتشار مطاعم الوجبات السريعة، والتي تؤدي إلى الشبع دون تزويد الجسم بما يحتاجه من المجموعات الغذائية المختلفة، وقال: إن هذه المطاعم تراكم الدهون في الجسم وبالتالي زيادة الوزن، مسببةً أمراضاً عديدة في المجتمع، مبدياً الاستغراب في أن تصل نسبة الإصابة بالسكري مثلاً في المملكة إلى 25 بالمائة بين البالغين، لتعد ضمن النسب الأعلى عالميا، بل إن الدراسات تشير إلى أن هناك 47 مرضاً سببها الرئيسي السمنة، وأن حجم الإنفاق على علاج السمنة ومضاعفاتها في المملكة يصل سنوياً إلى 19 مليار ريال، ويموت سنوياً نحو 20.000 مواطن بسبب السمنة. واردف قائلا : «أليس الأجدر أن ينفق هذا المبلغ في الوقاية من مرض السمنة، لإنشاء أندية رياضية مثالية في كل حي برسوم رمزية لا تحول بين اشتراك أي شاب وشابة، وإنشاء جيل جديد يؤمن بممارسة الرياضة وجعلها جزءاً من طريقة حياتهم، وأن توضع ميزانية للترشيد والتثقيف والتوعية الصحية بأضرار السمنة وفوائد الرياضة والحركة. وشدد ان الآباء كانوا في الزمن الماضي بالفطرة يتناولون طعاماً متوازناً يحتوي على المجموعات الغذائية الأربع: الحليب والأجبان، اللحوم، الخضار والفواكه، ومجموعة الخبز والحبوب. في الوقت الحالي لا تدخل الخضراوات الخضراء والفواكه البيوت واختيار البديل الذي عبثت به يد الإنسان وأفسدت به الميزان. وأفاد فتيحي بان أساليب الحياة المعاصرة ودخول تقنيات لم نعد نستطيع الحياة بدونها، مثل الإنترنت والتلفاز والهاتف المحمول ساهمت في ازدياد السمنة. ووفقاً لإحصائيات اليونيسكو يقضي الطالب العربي بسن الثامنة عشرة 22 ألف ساعة أمام التلفاز مقارنة ب14 ألف ساعة في قاعات الدروس.