احيانا يضع الانسان نفسه حول عدة استفسارات واسئلة قد تكون قريبة جداً من المعقول واللامعقول وذلك لإرضاء ذاته التي سيطر عليها العقل الباطني. منذ فترة قرأت نشرة اصدرتها منظمة الصحة العالمية ووزعتها على المواطنين من خلال المراكز الصحية والمدارس والأندية الرياضية وتناولتها الصحف اليومية والنشرة في محتواها تقول ان التدخين وبمعنى آخر (التبغ) يستهلك 6% من مخصصات الرعاية الصحية في المملكة وتقدر تكلفة تشخيص وعلاج الشخص الواحد من جراء الأمراض الناتجة عن التدخين بنحو نصف مليون ريال سنويا وان 3.5 مليار ريال تهدر سنويا لعلاج المدخنين. طبعا هذا الكلام اتى من واقع علمي مدروس ويردده الأطباء حينما يبادر طبيب بالكشف على مريض يشكو من صدره أو ألم في الحنجرة أو غير ذلك وهو (أنت مدخن) قد يكون الجواب بالنفي أو بالايجاب لكن بعد الجواب تأتي عدة نصائح وارشادات من الطبيب حول خطورة التدخين ومضاره ولكن تفاجأ أن على طاولة الطبيب مطفأة للسجائر مما يعني أن الطبيب المداوي (يدخن) فهل هذه الارشادات والنصائح مستثنى منها الأطباء أو أنهم يتعاطون أشياء مضادة تحمي الجسم من كل أمراض التدخين.. وبالمناسبة سألت مرة احد المدخنين: تدخن؟ قال: ( اعوذ بالله ولا عمري مسكت السيجارة بس أعسل) تذكرت حينها مقولة أحد شيابنا (نهيناه عن الصغيرة جاب اللي أكبر منها).. أما الواقع الآخر : فمنذ أيام تناولت وسائل الاعلام خبرا مفاده: استعداد الجهات المعنية للقضاء على أسراب الجراد والتي قد تغزو كثيراً من المناطق وتفتك بالمحصولات الزراعية من خلال ذلك استعدت وزارة الزراعة بكل امكانياتها لمكافحة اسراب الجراد تذكرت أيضا مقولة قديمة ترددها الوالدة اطال الله عمرها ( إذا جاء الفقع صر الدواء وإذا جاء الجراد انثر الدواء) بمعنى أنه إذا أتى موسم الجراد لا داعي للأدوية وعليكم بتناول الجراد لأنه يتغذى بالاعشاب فهو في حد ذاته دواء وبالفعل كنا نسمع قديما ونحن أطفال أن كثيراً من الأمراض الباطنية تمت معالجتها بتناول (الجراد) ولا أقصد جراد هذه الأيام الملاحق بالطائرات والسيارات. الواقع الثالث: أحد الأطباء المشهورين في الاحساء وهو الجراح الوحيد وله سمعة واسعة بين أوساط المجتمع .. أصيب ذات مرة بمرض لم يستطع لا هو ولا أصدقاؤه الاطباء تشخيصه وسافر إلى القاهرة ولكن لم يستطع أحد تشخيص مرضه وعاد مرة أخرى للأحساء حيث زاره أحد أصدقائه من البادية وعلى الفور شخص مرضه وقال له " دواك عندي" قال له (الحقني به أنا في عرضك) فاحضر اليه أحد البدو وقام (بكيه) في ظهره فشفى. الواقع الأخير.. منذ عدة سنين تعرض أحد الأخوة من دولة الكويت الشقيقة لحادث سيارة انكسرت على أثره رجلاه عرضوه على أكبر المستشفيات دون فائدة، أخيراً جاءوا به إلى الشيخ (ضيف الله ) رحمه الله وقام بتجبيره على الطريقة العربية فشفي بإذن الله.. الطبيب يقول: لا تدخنوا وهو يدخن يقول لا تأكلوا الجراد فهو خطر على الصحة وأجدادنا شبعوا منه وعمروا إلى المائة وهم في صحة جيدة .. يقول الكي والمرة والبخور وغيرهما خرافات مضرة واجدادنا إذا مرضوا يستخدمونها ويشفون بإذن الله. عجبي.. الله يرحم زمان وأيام زمان وواقع زمان.