تحدثنا في السوانح الماضية عن سلوكيات المدخن أثناء تدخينه.. وعدم اختيار المكان والزمان المناسبين ليشعر (كما يقول) بمتعة التدخين وخرمة السيجارة مع بيالة الشاهي (على الماشي) أو وهو جالس.. ما يعني أن التدخين مجرد عادة لاعلاقة لها بالمتعة والتكييف.. ودللت على ذلك بمن يُدخن أثناء قيادة السيارة ونافخ الكير.. أقصد من يعمل في مهنة التلحيم.. ويُشعل سيجارة أثناء عمله.. لا المكان ولا الزمان يُضفيان عليها متعة بالتدخين.. أو جعل المدخن (يسفهل) ويساعده على تحمل ما يعانيه من مهنته الشاقة.. فيكون التدخين بذلك مجرد نفخ هوا واعتياد على ذلك لاأقل ولاأكثر.. والأكثر أن يتراكم القطران وغيره من سموم التبغ.. ليُفاجأ بعد حين بدفع فاتورة ذلك العبث من صحته وسنين عمره الطويل الذي سيقصره (سي أو بي دي.. بسبب إصابة إمفايزيما وسي إي لَنق) واسألوا أطباء الصدرية عن معنى الكلماتالمقوسة.. أم أنا فسأعتصر ذاكرتي لأتذكر (العسيلة) أيام زمان.. أيام تدخين القطوف وعروق الشجر.. وكيف كان بعض الصبية والأطفال الكبار يتتبعون من يدخن في السكيك إلى أن يرمي مابقي من سيجارته( قطف) على الأرض.. والقطف هو عقب السيجارة المُدخنه.. ومعظمه عبارة عن فلتر السيجارة المليء بالسموم.. ومع ذلك يُعاد إشعالها وتدخينها مرة أخرى.. ومن يستنشق ذلك القطف ويدخنه يكون قد استنشق خلاصة ما في السيجارة من سموم التبغ والقطران والغازات سامة.. ماعلينا.. ولننظر إلى التحذير المكتوب على بكيت السجاير.. والذي يأتي بصيغته الكلاسيكية (التدخين يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة.. وننصحك بالابتعاد عنه) تحذير صغير جداً ولا يحتل أكثر من 5% من حجم البكيت.. وكذلك سعر السجاير لدينا يظل أقل من الدول الأخرى رغم المطالبة المتكررة بزيادة سعر السجائر أضعافاً مضاعفة.. وأعجبني خبر قرأته يقول ان حكومة دولة شرق آسيوية أجبرت شركات السجاير على كتابة تحذير على علب السجاير بأن التدخين يمكن أن يسبب العجز الجنسي.. بالإضافة إلى تسع نصائح أخرى يجب أن تغطي 30% من سطح العلبة (بكيت السجائر) وفي صيغة الخبر (القديم نسبياً) ذكر ان ذلك التحذير يؤيده بحث قام به المجلس الأمريكي للعلوم والصحة عن علاقة التدخين بالعجز الجنسي.. وبعض المدخنين (شباب وشياب) لايخاف على قلبه من جلطة قاتلة.. أو على رئته من سرطان مميت.. بسبب التدخين.. ولكنه يخاف كل الخوف إن هُدد بأن التدخين يسبب العجز الجنسي.. وليت كل الدول تُحذر من العجز الجنسي على بكيت السجاير.. أي علاقة التدخين بالفحولة.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.