في احتفالات لم تشهدها سلطنة عمان من قبل وفور وصول البعثة الكروية من الدوحة استقلبت الجماهير نجوم المنتخب العماني بحضور العديد من الشخصيات وبالطبع وزعت الحلوى العمانية الشهيرة ابتهاجاً بالانجاز الذي تحقق لأول مرة في تاريخ المشاركة العمانية منذ عام 1974 في الدورة الثالثة بالكويت بعد ان ضرب العمانيون أروع الأمثلة في انتزاع تعاطف وإعجاب كل الذين تابعوا المونديال الخليجي، فقد شاهدنا التلاحم بين ابناء الشعب العماني من خلال الرياضة التي نعتبرها رسالة سامية في تقارب الأمم والشعوب فما بالكم إذا كان هذا الانجاز قد حققه ابناء بلد واحد وفي مناسبة كبيرة كدورة الخليج لكرة القدم. الأحمر العماني كان اقرب إلى الكأس بعد العروض الرائعة والمستوى الفني الثابت طوال المنافسات ولهذا لم يكن مستغرباً أن يكون الاستقبال الفريد من نوعه على الهواء مباشرة وشارك فيه كل أبناء السلطنة حيث تفاعلت الجماهير وانهالت المكافآت المالية التي تبرعت بها الشركات والمؤسسات والأفراد تقديراً للنجاح الكروي في حدث خليجي تتنافس فيه الدول من اجل ابراز قدرات ابنائها في منافسة شريفة. ان التجربة العمانية جديرة بأن تناقش ويستفاد منها، فقد قطعت خطوة مهمة وشوطاً لا بأس به في طريق استعادة الثقة باللاعبين والابتعاد عن مراكز المؤخرة والمنافسة بقوة حتى اليوم الاخير من مباريات الدورة، فقد اتفق النقاد والمراقبون قبل ان تبدأ المنافسات على وضع المنتخب العماني ضمن قائمة الدول المرشحة وهذا في حد ذاته مكسب كبير لأن الفريق كسب الرهان وكان عند حسن ظن الذين رشحوه. الجديد الذي سمعناه مؤخراً بأن عدداً من نجوم السامبا الخليجية تلقوا العديد من عروض الاحتراف للعب في الخارج بعد ان تلقى الاتحاد العماني رسمياً الاتصالات من اندية اوروبية تطلب دراسة العروض المقدمة، وهناك بعض المنتخبات طلبت اللعب مع وصيف بطل الخليج. وقد لاحظنا هذه المرة وجود اللاعب العماني المحترف سواء في النرويج او في الدوري السعودي أو قطر والباب مفتوح للاعب المواطن للاحتراف خارجياً، وهذا يدفع بالمستوى المهاري والفني والانضباطي داخل وخارج الملعب إلى الامام. التفوق العماني ليس مقتصراً على الكرة فقط وإنما هناك التفوق الاداري وتواجده الفعال والايجابي وحرص جميع اعضاء اتحاد الكرة على الوقوف مع اللاعبين برئاسة حفيظ الذهب الذي ظل متابعاً حتى اليوم الاخير والمشاركة في احتفالات السلطنة وتوزيع الادوار بنجاح، كل يؤدي مهمته الموكلة إليه دون التدخل في اختصاصات الآخر. *البيان الاماراتية