يعد حصول المنتخب العماني على المركز الثاني في دورة الخليج السابعة عشرة لكرة القدم سابقة وطنية على الصعيد الرياضي لم تتحقق للكرة العمانية منذ اولى مشاركاتها في الدورة. ويأتي فوز عمان بعد ان استطاع خطف الاضواء من اشرس المنافسين في الدورة واقواهم واستطاع ان يغير مجرى تاريخ الكرة الخليجية بعد ان أجبر الجميع على الاشادة بمستواه الراقي وادائه الشيق ليتوج كل هذا بأهداف رسمت الفرحة على الساحة الرياضية العمانية. ومما افرحني شخصيا في هذه الدورة كسر جدار اللعب النظيف والخسارة المتكررة حيث استطاعت همم الشباب ان تكسر هذا الحاجز الذي اختبأت خلفه (سامبا الخليج) كما يطلق على لاعبي منتخبنا من خلال نتائج طيبة ترجموها على المستطيل الاخضر. ففي السابق كان النقاد يشيدون بأداء المنتخب العماني لكن في المقابل كنا نتلقى خسارات متكررة إلا اننا في هذه الدورة استطعنا تسليط جميع الاضواء علينا من خلال اداء رائع وتكتيك متقن وتنفيذ متفان. ورغم انتظارنا للكأس الغالية لكي تحط رحالها على ارض السلطنة إلا ان نتيجة المباراة امام المنتخب القطري لم تكن سوى لعبة حظ حيث استبسل طاقم المنتخب الاداري والفني في ايجاد خطة هجومية ودفاعية غاية في الدقة نفذها لاعبونا بكل وطنية واحتراف إلا ان الحظ كان يأبى إلا ان يدير ظهره فمحاولات المنتخب العماني الهجومية منذ بداية اللعب وسيطرته الواضحة على مجريات اللعب امام المضيف صاحب الارض والجمهور كانت تؤكد على خروجنا ظافرين بالكأس والدليل هو العارضة التي أبت إلا ان تصد قذيفة فوزي بشير الصاروخية التي اوقفت قلوب الجماهير العمانية والقطرية على حد سواء وتواصل العارضة محالفتها(لسوء الحظ) حيث تصدت لضربة علي الحبسي خلال ركلات الترجيح والتي نفذها بكل حرفنة بعد تصديه لكرة اللاعب القطري. ورغم خسارة الكأس إلا ان آمالنا لا تزال عريضة وقلوبنا مع الاحمر الى الابد وثقتنا كبيرة في لاعبينا خصوصا بعد فتح باب الاحتراف امامهم والذي سجل اضافة جميلة على طريقة لعب لاعبي منتخبنا وصقلهم فنيا. ولا يفوتني في هذا المقال المقتضب ان اسوق للقارئ الكريم احد المواقف الوطنية التي سأظل اذكرها طوال عمري ففي قريتي نجتمع مع بعضنا البعض لمتابعة مباريات المنتخب طوال دورة الخليج في جو حماسي رائع وكان من بين المشجعين عجوز (أعمى) هو اكثر المشجعين تفاعلا كنت أتأمله طوال المباريات.. كان ينسج خيوط أحاسيسه بين الحضور وبين صوت المعلق.. يتفاعل مع كل صرخة.. مع كل همسة.. مع كل نفس.. كان اول القافزين الى الاعلى في كل هدف وفي كل هجمة خطرة.. واذا سكتنا نحن الحاضرين عن التشجيع لتوتر اعصابنا او لهجمة خطرة على المنتخب كان يلتصق بسماعة التلفاز ليستقرئ سبب صمتنا وعندما يسمع صوت المعلق يقول (آه هجمة خطرة تضيع على المنتخب الفلاني) يتنفس الصعداء ويعود ادراجه الى مكانه.. ما اروع الحس الوطني العالي الذي يتمتع به الشعب العماني الوفي المحب لبلده. *الوطن العمانية