هذا الجزء الهام من الوطن والذي سخر المولى منه كنوز الأرض لخدمة حاضر ومستقبل إنسان هذه الأرض، الوطن هو التراب الذي نعيش عليه بل هو أساس وجودنا، وعلى هذا التراب أوجد الإنسان بما أعطاه المولى من قدرة ومن خلال رؤى لا يحملها إلا العظماء ممن يشهد لهم التاريخ بأكبر مشروع أعمال مدنية وبنى تحتية في تاريخ الإنسانية. الجبيل هو المكان والثمانينيات هي الزمان لنبني مستقبل هذا الوطن باستغلال ثرواته التي وهبها المولى وأمن عليها رجالاً استشرفوا المستقبل واستثمروا تلك الثروات لبناء تنمية مستدامة وقيمة مضافة على ظهر هذه الصحراء لتحملها إلى تكوين مستقبلها وما يترتب عليه من تأثير على العالم أجمع. فهد بن عبدالعزيز رأى المستقبل، خطط له وبنى التركيبة التي توافق وتضمن بمشيئة الله تحقيق الحلم ليصبح واقعا في تأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع وهي ما كان يتلاءم مع الزمان والمكان، وكان لابد من ترجمة التطلعات إلى أهداف تخدم الوصول بمنهجية علمية صحيحة وبآليات تمكن من تحقيق الأهداف، فتكوين الهيئة كجهة مسؤولة باتخاذ القرار فيما يتعلق بهذا المفهوم واختيار أكبر وأقدر الشركات العالمية وابعادها عن البيروقراطية بتدخل الجهات المختلفة لتؤثر على مسيرة العمل. استطعنا وفي سنوات قليلة قياسا بعمر الدول تحقيق مشروع من أعظم مشاريع القرن، فالنتيجة ليست في إقامة المشروع ونجاح مفهومه بل في العائد على الاستثمار في ثروة الوطن واستغلالها الاستغلال الأمثل وتوظيف هذه الثروة المهمة لتكون أساسا في إعمار الوطن، فالأرقام والاحصاءات تؤكد أن كل ريال أستغل واستثمر مردوده يزيد على ثلاثة أضعاف. نعم صناعة النهضة تستمر وسوف تستمر بمشيئة الله في بناء مستقبل إنسان هذا الوطن وضمان الاستثمار الصحيح فيما وهبه الله من ثروات وأن المستقبل والعائد الأكثر جدوى ليس في النفط كوقود ولكن كصناعة في تطور مستمر تستخدم في ضمان احتياجات إنسان المستقبل. فما أسسته الهيئة الملكية من بنى تحتية واستثمرت في بنائه يجب أن نحافظ عليه ونصونه ونطوره.. وها نحن اليوم نقف على منعطف مهم أساسه الماضي ونتاجه الحاضر, ولكن الاهم هو ما نبني عليه ونحافظ على استثمارنا في مستقبله. الجبيل (2) بمراحله الأولى والثانية والثالثة والرابعة هو الاستثمار الحقيقي والناجح والمنافس في عالمنا الذي نعيشه اليوم، عالم ثورة الاتصالات والمواصلات، عالم التجارة الحرة الدولية، عالم لا تفصله حدود ولكن تجمعه الحاجة، فحاجة العالم المستقبلية نملك مقوماتها ولكن يجب أن يواكب عاملا الزمان والمكان عاملا ثالثا تحتمه السوق التنافسية التي يعيشها عالمنا ألا وهي سرعة اتخاذ القرار وتقديم الخدمات التنافسية التي تعتمد على كسب المستثمر بإعطاء متطلباته الأولية وتسهيل حصوله على احتياجاته لضمان نجاح استثماره، فعالم اليوم يحكمه السوق والتسويق الفعال بسرعة اتخاذ القرار، إن نجاح الجبيل (1) كمشروع عملاق يثبت قدرات إنسان هذا الوطن متمثلا في وضوح وعزيمة قيادتنا واستطاعة القائمين والمؤتمنين على تحقيق خطط البناء على اختلاف مستوياتهم في الهرم التنفيذي من المسيرة الجادة بأعلى مستوى من المهنية إلى الأهداف المرسومة للنجاح.. ولكن الجبيل (2) يحتاج مرونة أكثر وتحررا أوسع وإبداعا ذا قيمة ليواكب التطور العالمي والحاجة التي يفرضها السوق المنافس.. فالمردود او العائد على الاستثمار وبحكم أن البنية التحتية الأساسية قد أوجدت بتراوح بين (7-9) أضعاف رأس المال المستثمر وهذا شيء يفوق معظم فرص الاستثمار العالمي، هذا وقد حدثني سمو الأخ الأمير سعود آل ثنيان المسئول المباشر عن أن التوقعات ربما تفوق الإثنى عشر ضعفا وهذا ليس مستبعدا وربما يكون أكثر اذا ما أعطينا هذا المشروع العملاق وخدمناه بالأساليب العلمية الحديثة المتطورة والمبتكرة لكسب العميل.. فسوف نكسب استثمارا مضمون النجاح باذن الله لمستقبل أجيالنا القادمة. السبت 13 من ذي القعدة الموافق 25 ديسمبر هو موعد الاحتفال بوضع حجر الأساس للجبيل (2) وهو موعد للاحتفال بثاني أهم استثمار في ثروة المستقبل، يضع بصمته عليه رجل (أمل المستقبل) عبدالله بن عبدالعزيز ليحمل الوطن والمواطن بتوفيق الله وقدرته إلى عالم الغد المشرق مفعلا طاقاتنا الدفينة وإبرازها كمنافس أول على مستوى العالم في البتروكيميائيات ومشتقاتها وزرع تنمية مستدامة نتاجها الكثير من القيمة المضافة. هذا هو الجبيل المفهوم الشجاع الذي أثبت قدرة وصدق نظرة قيادة هذه البلاد والذي يحتم علينا جميعا في ظل هذا العالم المتغير أن نتغير بما يخدم هذا المشروع الجبار ليخدم مستقبل الوطن.