رفعت السلطة الوطنية الفلسطينية علم فلسطين بعد تنكيسه أربعين يوما، في نهاية الحداد على الزعيم الراحل ياسر عرفات أمس الثلاثاء، مؤكدة التمسك بمسيرته وإرثه التاريخي. وقال محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في حفل تأبين داخل مقر المقاطعة حيث ظل عرفات محاصرا اكثر من ثلاث سنوات حتى وفاته الشهر الماضي: سيبقي الشعب الفلسطيني الصمود الاسطوري لقائده منارة يهتدي بها في اكمال مسيرة نضاله من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي لاراضينا المحتلة عام 1967 كي تقوم عليها دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين، ان الفلسطينيين متمسكون بخيار السلام العادل الاستراتيجي الذي قاده عرفات على اساس قرارات الشرعية الدولية. وأكد احمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني أيضا على الالتزام بمسيرة عرفات قائلا: اننا نتعاهد واياكم اليوم وغدا وبعد غد ان الدرب هو الدرب والقسم هو القسم والعهد هو العهد وان نظل الاوفياء لاهداف ياسر عرفات في الحرية والاستقلال الامناء على حلمه بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لن نفرط بذرة من حقوقنا ولن نعود الى الوراء ابدا لن يرهبنا جبروت القوة الذي لم يكسر لنا ذات يوم ارادة ولم يتمكن من ثنينا عن طلب الحرية والاستقلال في اي يوم مضى في اشد ساعات الليل حلكة.. وأضاف: مضى ابو عمار تاركا خلفه شعبا صامدا وارثا عظيما مخلفا لنا هذه المكتسبات .. سائرون على درب الشهيد ياسر عرفات وسنبقى امناء على حلمه. واقامت القيادة الفلسطينية حفل التأبين في مقر الرئاسة المدمر في حي المقاطعة الرئاسي والذي ظل فيه عرفات محاصرا الى ان نقل الى فرنسا للعلاج حيث توفي في مستشفى عسكري يوم 11 نوفمبر تشرين الثاني. وحضرت المناسبة وفود عربية واجنبية وكان من بين الحضور المبعوث المصري عمر سليمان ووزير العدل الاردني صلاح الدين البشير الى جانب ممثلين لهيئات دولية ودبلوماسيين وكبار رجال الدين المسيحيين والمسلمين وحاخامات يهود كانوا يناصرون عرفات ونشطاء سلام اسرائيليون. وقرأ احمد عبد الرحمن مستشار عرفات السابق برقية من عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية شدد فيها على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية. ونفى موسى ما رددته الولاياتالمتحدة واسرائيل عن أن عرفات يعرقل عملية السلام قائلا الرئيس عرفات لم يكن ابدا عقبة في طريق السلام. وقال مراسل رويترز ان روح الخطاب الذي برع عرفات في تقديمه طغى على المناسبة. وقال عباس مقتبسا عن عرفات: ليرفع شبل او زهرة من ابناء شعبنا علمنا خفاقا فوق اسوار القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة .. ها هو شعبك ..اثبت وفاءه واخلاصه وتمثله لسيرتك فسجل ومؤسساته وفصائله وقواه وتياراته هذا الانتقال الديمقراطي السلس للسلطة بعد رحيلك. وبعد وفاة عرفات تم نقل السلطات بشكل سلس وفقا لما نص عليه القانون الى عباس وروحي فتوح رئيس المجلس التشريعي الذي اصبح رئيسا مؤقتا للسلطة الفلسطينية. ومن المقرر اجراء انتخابات الرئاسة في التاسع من يناير كانون الثاني المقبل لاختيار خليفة لعرفات. ووضع عباس لمساته في كلمة الرثاء مشددا على تحقيق الامن وفرض سيادة القانون وهو ما يطالب به الفلسطينيون بعد انتشار الفوضى والشعور بفراغ امني. وقال: ها نحن نتجه الى عام حافل بالانتخابات مؤكدين تمسكنا بالخيار الديمقراطي الذي ارسيته على اساس سيادة القانون والنظام العام وحماية امن المواطن والوطن فلا سلطة واحدة لاحد فوق سلطة القانون والنظام.