سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبو مازن يؤكد تمسكه بخطاب عرفات الأخير وخيار السلام العادل و(إسرائيل) تعرب عن «خيبة أملها» لتطرقه إلى حق العودة مهرجان تأبين في ذكرى الأربعين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات
بعيدا عن جموع المحتشدين والذين زاد عددهم عن عشرة آلاف مواطن، نظم في مقر المقاطعة برام الله ظهر امس مهرجان تأبيني للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لمناسبة مرور 40 يوما على وفاته، وذلك في ظل اجواء امتزجت فيها مشاعر الحزن على رحيل القائد والغضب من الترتيبات والاجراءات المشددة التي فرضت حول مكان المهرجان. وبخلاف ما كان متوقعا، من قبل الآلاف التي أمت مقر المقاطعة حيث يرقد جثمان الرئيس عرفات ، جرى فصل مكان المهرجان الذي نظم في قاعة التشريفات عن باقي اجزاء المقاطعة بما في ذلك الساحة الشرقية حيث ضريح ابو عمار والذي تحلقت حوله جموع المواطنين. ولم يسمح الا لمن يحملون بطاقات دعوة خاصة بدخول قاعة الحفل التأبيني بما في ذلك العديد من الصحافيين. وقد اثارت هذه الاجراءات المشددة التي ترافقت مع عمليات اطلاق نار كثيفة من بنادق رشاشة، سخط وغضب جموع المشاركين خاصة طلبة الجامعات الذين رددوا هتافات ضد محمود عباس رئيس منظمة التحرير ومحمد دحلان، ولم يسلم من ذلك الرئيس المصري حسني مبارك من هذه الشعارات حيث عبر هؤلاء عن استيائهم من صفقة التبادل بالجاسوس الاسرائيلي عزام عزام وكانهم يحاولون ايصال رسالة من خلال الوفد المصري الذي شارك في حفل التأبين برئاسة مدير المخابرات عمر سليمان. وذهب هؤلاء الى عقد مفارقة بين قيادة ابو مازن الذي كما قالوا أبعد نفسه عن الجمهور وبين الرئيس الراحل الذي كان يخرج الى الجماهير ويوجه حديثه اليها ويشاركها حماستها. واكدوا انهم لن يقبلوا بأي رئيس آخر غير ابو عمار. على حد قولهم. وبينما كانت كلمات الرثاء والتأبين تلقى داخل قاعة الحفل، وتنقل الى الخارج من خلال مكبرات الصوت، عبر الكثير من المشاركين عن احساسهم بالاهانة من هذه الطريقة في التعامل، وقاموا بمغادرة مقر المقاطعة، فيما استغل البعض قدومه لتلاوة الفاتحة على روح الرئيس الفلسطيني. وقد حضر حفل التأبين الوزير سليمان على رأس وفد يمثل الحكومة المصرية، ووفد اردني برئاسة صلاح الدين البشير وزير العدل، واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والعالمي، اضافة الى وفود دينية اسلامية ومسيحية ومن داخل الخط الاخضر، وانصار سلام برئاسة اوري افنيري ولطيف دور اضافة الى وفد من رجال دين يهود مناهضين للصهيونية. وفي كلمته، أكد محمود عباس (أبو مازن)، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مجدداً التمسك بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي، معتبراً الخطاب الأخير للرئيس الراحل ياسر عرفات أمام المجلس التشريعي وصية واجبة التنفيذ، ودليل عمل القيادة الفلسطينية في المرحلة المقبلة. وقال أبو مازن إن خطاب عرفات الأخير حدد مرتكزات الموقف الفلسطيني تجاه عملية السلام ونحو مختلف القضايا السياسية والنضالية ضمن تحليل دقيق لمعطيات الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي ذلك الخطاب طرح أبو عمار وبشكل تفصيلي مهمات العمل الداخلي على مختلف الأصعدة. وأضاف: إننا نقف هنا اليوم لنؤكد للعالم أجمع ما كان الرئيس الخالد الذي قاد مسيرة شعبنا نحو سلام الشجعان يؤكده في كل مناسبة، وهو أننا متمسكون بخيار السلام العادل الاستراتيجي لإحقاق حقوق شعبنا وفق قرارات الشرعية الدولية. وأكد رئيس تنفيذية المنظمة تمسك الشعب الفلسطيني بالثوابت الوطنية، التي دافع عنها وناضل من أجلها القائد الراحل طوال حياته، وكذلك التصميم على إكمال مسيرة النضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيةالمحتلة العام 67 كي تقوم عليها دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل مشكلة اللاجئين، وهي لب وجوهر القضية الفلسطينية، حلاً عادلاً وفق القرار 194. ووجه أبو مازن التحية إلى كل من وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته في محنته، إلى كل الأشقاء العرب والأصدقاء في أنحاء العالم، إلى مصر والسعودية وتونس والأردن وفرنسا، وإلى كل من شاركنا مصابنا الجلل. من جانبه، أكد روحي فتوح، رئيس السلطة الوطنية المؤقت، في كلمته التأبينية، أن الرئيس الراحل سيبقى رمزاً من أكبر رموز النضال المميزة والفريدةِ في النِّصف الثَّاني من القرنِ العشرين. وقال فتوح: إن الراحل عبر بنضاله إلى القرنِ الحالي، مُكرِّسَاً حياته كُلَّها لقيادةِ نضالِ شَعْبِه ولإقامةِ الدَّولةِ الفلسطينية المستقلة السيدة؛ كهدف أساسي تعلَّق به الشَّعبُ الفلسطيني، وجَعَلَهُ غايةً من غاياتِ نضاِلِه الذي لا يزال يواصله بكلِّ قوَّةٍ وصلابةٍ، وحكمةٍ واقتدارْ. كما تعهد أحمد قريع (أبو علاء)، رئيس الوزراء في كلمته بمواصلة النهج والأهداف التي سار عليها الزعيم الراحل، وقال: إننا نتعاهد وإياكم، اليوم وغداً وبعد غد، أن الدرب هو الدرب، والقسم هو القسم، والعهد هو العهد، وأن نظل الأوفياء لأهداف ياسر عرفات في الحرية والاستقلال، الأمناء على حلمه بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وتابع رئيس الوزراء : نعاهدك يا أبو عمار أن نبقى قابضين على الجمرات التي حملتها بين يديك لأربعين سنة من الألم والفداء والتضحيات، وفي المقدمة منها جميعاً الحفاظ على وحدتنا الوطنية، والإصرار على انتزاع حقوقنا الشرعية كاملة غير منقوصة، حقنا في الأرض المحتلة عام 1967، وحقنا في تقرير المصير، واسترداد حرية شعبنا وسيادته على ترابه الوطني، حقنا في القدس العربية، حقنا في عودة اللاجئين على أساس قرار الأممالمتحدة 194، حقنا في السلام والأمن والازدهار. وألقيت خلال الحفل كلمات لعدد من المسؤولين السياسيين والدينيين اضافة الى كلمة تأبينية لشاعر فلسطين الكبير محمود درويش. من جانب آخر، صرح وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم امس شعر «بخيبة امل» ازاء تصريحات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس. ومقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، قال شالوم «خاب املنا. اول تصريح له مقسوم الى قسمين. في القسم الاول اكد عباس انه سيحافظ على ارث ياسر عرفات وبالنسبة لنا هذا الارث هو الارهاب. لا يمكننا القبول بذلك لكننا نتفهم هذا النوع من التصريحات في فترة انتخابية». واضاف شالوم «في القسم الثاني من تصريحه، اعلن عباس انه لن يتخلى ابدا عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. هذا امر غير مقبول ايضا (..) هذا النوع من التصريحات ليس مشجعا لأنه يخلق اوهاما» - على حد تعبيره -. وأكد شالوم ان حكومته ترغب ان يجري الفلسطينيين انتخاباتهم «لكننا في اليوم التالي، اي في العاشر من كانون الثاني/يناير نتوقع من القيادة الفلسطينية اتخاذ قرارات استراتيجية لمكافحة الارهاب» - على حد تعبير وزير خارجية العدو. واضاف «لكن عباس ولسوء الحظ، اعلن في الايام الماضية انه لن يستخدم القوة لفرض ذلك بقوله سنتكلم مع شعبنا واخوتنا لاقناعهم بعدم تنفيذ هجمات». ودعا عباس مؤخرا في عدة مناسبات الى «وقف عسكرة الانتفاضة»، كما دعا الفصائل الفلسطينية الى نزع سلاحها.