انخفاض سعر صرف الدولار الامريكي في الاسواق الدولية هو عملة ذات وجهين مكسب وخسارة سواء لامريكا او لدول العالم الاخرى. وفي امريكا نفسها فان انخفاض الدولار سيؤدي لزيادة صادراتها لانه سيسمح بخفض اسعار منتجاتها لتكون منافسة لمنتجات العالم الاخرى خاصة دول الاتحاد الاوروبي التي ترتفع عملاتها بشدة امام الدولار وكذلك اليابان لكن في نفس الوقت فان انخفاض العملة الامريكية سيضر بثقة الاسواق والمستثمرين في هذه العملة بما قد يقلص هامش التعاملات التجارية والمالية معها، كما سيضر بملايين السياح الامريكيين للخارج الذين سيضطرون ان يدفعوا اكثر مقابل سياحتهم في الخارج. العرب يخسرون ويكسبون لكن ماذا عن الدول العربية؟ هل ستستفيد ام تخسر، خاصة تلك التي تربط عملتها بالعملة الامريكية؟ يقول د. محمد جوهر مدير عام بنك الدلتا الدولي ان هناك العديد من العملات العربية المرتبط سعرها بسعر الدولار وخاصة الجنيه المصري والعملات الخليجية وانه من الطبيعي حين ينخفض الدولار ان تنخفض هذه العملات بنفس القدر لكن هذه الدول ستستفيد من خفض اسعار وارداتها بالدولار الامريكي سواء من امريكا نفسها او من أي بلد في العالم تتعامل معه بالدولار. ومصر ودول الخليج بالذات تعد امريكا الشريك التجاري الاول معهم ويستوردون منها بمليارات الدولارات سنوياً. ويرى د. جوهر ان دولة مثل مصر يمكن ان تستفيد من تراجع الدولار الامريكي من ناحيتين الاولى تقلص الدين الخارجي الذي يصل الى 28 مليار دولار، والثانية زيادة اعداد السائحين الامريكيين اليها حيث لم يجد السائح الامريكي زيادة تذكر في اسعار اقامته بمصر عكس الحالي اذا زار اوروبا او اليابان او غيرها من الدول التي ارتفعت عملاتها امام عملته الوطنية. ويقول ان الاهم بالنسبة لدول الخليج هو ان صادراتها البترولية جميعاً تقوم بالدولار وذلك بالطبع سيخفض من قيمتها بنفس درجة انخفاض الدولار الذي تراجع 8.8% في الاسابيع القليلة الماضية. والمعروف ان العديد من الاقتصاديين قد طالبوا بضرورة عدم الاعتماد في تقييم سعر النفط عالمياً على الدولار وحده حتى لا تتعرض قيمة الصادرات للتذبذب وقالوا بضرورة ان يتم التقييم بناء على سلة عملات تضم عدد من العملات الرئيسية في العالم كاليورو والاسترليني والين الياباني. لكن المسئولين في منظمة اوبك رأوا الا فائدة من تغيير الدولار في تقييم اسعار النفط وعلى رأس هؤلاء وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الذي اعلن ان المنظمة درست وراجعت موضوع تنويع عملات التقييم لكن خبراءها خرجوا بنتيجة انه لا فائدة من التغيير وان الدول المصدرة للنفط ستواصل بيع نفطها بالدولار في السوق العالمية على الرغم من تدهور صرف العملة الامريكية. اما في باقي الدول العربية فان دولة مثل المغرب فانها كما يقول الخبراء ستستفيد من انخفاض الدولار فيما يتعلق بوارداتها النفطية وغيرها من السلع المستوردة من امريكا والمسعرة بالدولار، ايضاً سيتقلص حجم دينها الخارجي الذي يسدد او يحسب بالدولار. وفي المقابل ستتراجع اسعار المواد الاولية المغربية المصدرة بالدولار تماشياً مع المتغيرات الاقتصادية لكن بعض الصادرات المغربية الى الاسواق الامريكية خاصة قد تتضرر اذا كانت اسعارها ستحدد على اساس العملة الاوروبية لكن يمكن لقطاع السياحة في المغرب ان يستفيد من هذا الظرف ويستقطب المزيد من السياح خاصة الامريكيين ذلك لانهم سيجدون اغراء في السياحة المغربية الاكثر ملاءمة للاسعار عن اماكن اخرى ارتفعت عملاتها. لكن الدرهم المغربي لن يتأثر كما يقول الخبراء بانخفاض الدولار لانه من العملات العربية القليلة لانه مرتبط بسلة من العملات النافذة في السوق المالي كاليورو والين والمعروف ان اوروبا هي الشريك التجاري الاول للمغرب.